مواضيع اليوم

دفع الرهان من أجل المرهون

منيرة حسين

2011-06-16 21:15:44

0

 

إلى أين يا أبو مازن ؟!
سؤال نطرحه على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
السياسة التي انتهجتها منذ توليك السلطة تسير في طريق بعيد عن مسار البيت الفتحاوي
ولو رجعنا للوراء أكثر حين حوصر الرئيس أبو عمار في مقره وضغط عليه من قبل اسرائيل ودول أخرى ليستحدث منصب جديد في السلطة وهو منصب رئيس الوزراء الذي رفض الكثير من أبناء فتح ورجالات أبو عمار توليه وتقدمت أنت موافقا على تولي المنصب ثم حدث ما حدث من خلافات بعدها وقتل ياسر عرفات وعاد حلمك في تولي الرئاسة وأنت تعلم جيداً أنك لا تمتلك القاعدة الشعبية التي تؤهلك للوصول للسلطة فما كان من أبناء حركة فتح الأشراف إلا أن قدموا كل الدعم لك وجندوا كل طاقاتهم لتصل لسدة الحكم ومنهم رئيس الجهاز الأمني المركزي محمد دحلان الذي كان يحظى بثقة أبو عمار وبأرضية شعبية كبيرة بين أفراد الشعب الفلسطيني
ثم ماذا قدمت بعد ذلك لأبناء شعبك ولأبناء حركة فتح ؟ ناديت بانتخابات تشريعية باسم الديموقراطية صاماً اذنك عن الأصوات التي ارتفعت بعدم جاهزية حركة فتح لخوض مثل هذه الانتحابات وعليها أن ترتب أوراقها أولاً
ضربت بكل هذا عرض الحائط وكانت النتيجة فوز حركة حماس وتراجع حركة فتح ومع ذلك حاول البيت الفتحاوي ترميم الأضرار التي لحقت به والوقوف أمام التوسع الحمساوي والإنتقامي فماذا فعلت أنت ؟ دفعت بالوحش لغزة وأقفلت عليهم الباب وتركته ينهش في الفتحاوية محملاً اياهم مسئولية انقلاب حماس على الشرعية وبدلاً من مد يد المساعدة لهم قمت بقطع الرواتب مدة سنة ونصف عن أبناء فتح المخلصين التي أريقت دماء الكثير منهم أثناء الإنقلاب
وكأنك أردت الإستفراد بالسلطة في الضفة وترك قطاع غزة تحت رحمة حركة حماس لتضرب حصارها على الكوادر الفتحاوية وتقيد تحركاتهم وتمنع كل نشاط سياسي لهم
إلى أن توالت أحداث الشوارع العربية من انتفاضات على حكامها واسقاط انظمتها الظالمة طالت هذه الشرارة الشارع الغزاوي وبدأت حركة حماس تفقد قوتها خصوصاً بعد تطور الأحداث في سوريا وطرد الحكومة السورية لكوادر حركة حماس السياسية والعسكرية قمت أنت بانقاذهم بورقة المصالحة الوطنية مردداً أن ذلك في مصلحة الوطن ومن أجل الوصول للأمم المتحدة وطلب الموافقة على مسمى دولة فلسطينية ، رغم أن هناك أمور عالقة بين سلطة حماس في غزة والمواطنين الذين عانوا من ظلمها وانتهاكاتها طوال فترة الإنقلاب
ومما يبدو للمشاهد والمتتبع لسياستك منذ توليك السلطة أنك كنت معادي لكل من كان له شعبية أكثر منك وساهمت في وصول حركة حماس للمقدمة وعملت على احداث انشقاق في البيت الفتحاوي بقرار فصل الدحلان من عضوية المجلس التشريعي لأنه قام بالإعتراض على بعض قراراتك وتحول الخلاف إلى خلاف شخصي ، ما الذي ستجنيه من هذه السياسة ؟ هل هي من أجل اعلان دولة فلسطين ؟ لو كان الأمر كذلك لقلنا في سبيل تحقيق الهدف الكبير يجوز التضحية بالبعض ولكن المشهد السياسي واضح واسرائيل تعمل على عرقلة اعلان الدولة ولن توافق على دولة بحدود67 وهذا ما صرح به نتنياهو
كيف تسمي نفسك رئيس دولة وهناك أرض في بلدك لا تستطيع قدمك أن تطأ ترابها ؟؟!!
إن خلط الأوراق والتفرد بالسلطة لن يساهم في إقامة دولة معترف بها دولياً
وكونك صرحت باعتزالك المجال السياسي لا يعطيك الحق في توريث الحكم
وذلك بإزالة كل المؤهلين لتولي المنصب من بعدك
عليك أن تختم عملك السياسي بمواقف مشرفة لك ولفتح التي تنتمي إليها ولفلسطين التي يعمل الجميع من أجل تحريرها
لا تكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة

منيرة حسين




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !