أصدرت محکمة أمن الدولة العليا يوم الاربعاء الماضي، احكامها على المتهمين بما يعرف إعلاميا "بخلية حزب الله في مصر"، بينها احكام بالسجن المؤبد غيابيا على 3 متهمين، وحكمت المحكمة غيابيا بالسجن مدى الحياة على اللبناني محمد قبلان واثنين آخرين، كما حكمت على الرابع غيابيا ايضا بالسجن 10 سنوات، كما حكم على اللبناني سامي شهاب واثنين آخرين بالسجن 15عاما، اما بقية المتهمين فقد صدرت عليهم أحكام بالسجن بين 6 اشهر و10 سنوات، وشملت الاحكام أيضا جميع الموقوفين البالغ عددهم 26 ، وهم لبنانيان وخمسة فلسطينيين وسوداني و18 مصريا، ووجهت الى المتهمين تهم التخطيط لاغتيالات والتخطيط لهجمات ضد مواقع سياحية مصرية وسفن تعبر قناة السويس لحساب حزب الله، ونفى المتهمون ما نسب اليهم بشأن التخطيط لهجمات على الاراضي المصرية، مؤكدين أن نشاطهم اقتصر على مساعدة المحاصرين في قطاع غزة.
وكان 22 من هؤلاء المتهمين قد اعتقلوا في نهاية 2008 وتم تقديمهم للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة مما لا يسمح بالاستئناف، ويبقى المخرج الوحيد هو العفو الرئاسي.
وفي بيانه أما هيئة المحكمة قال المستشار عادل جمعة رئيس محكمة أمن الدولة العليا عقب النطق بالحكم، إن المحكمة استعرضت أوراق الدعوى ومستنداتها وتحقيقات النيابة العامة شاملة اعترافات المتهمين، وإن المحكمة "ترى أن ما اقترفه (حزب الله) اللبناني من أفعال بواسطة ممثليه محمد قبلان ومرؤسيه سامي شهاب من زعم بأن القصد كان دعم المقاومة الفلسطينية... فهل كان ذلك الدعم من خلال جمع معلومات عن القرى والمدن والطرق الرئيسية بمحافظتي شمال وجنوب سيناء؟.".. وتساءل رئيس المحكمة في بيانه: "هل يشمل هذا الدعم رصد وتحديد الأفواج السياحية المترددة على مناطق جنوب سيناء، وهل يشمل أيضاً دعم المقاومة الفلسطينية استئجار بعض العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس لاستغلالها لرصد السفن العابرة بالقناة، وهل دعم المقاومة الفلسطينية يكون من خلال تصنيع عبوات متفجرة والاحتفاظ بها في مسكن المتهم سالم عايد حمدان بمحافظة شمال سيناء؟"، وأكد جمعة أن ذلك "يدل ويقطع على أن قصد هذا الحزب المسمى بحزب الله كان بغرض ضرب اقتصاد مصر وتمزيق أوصال شعبها وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في أرجائها وبين ربوعها، واستمالة بقية المتهمين الذين قادتهم الخيانة وحب المال بسلوك طريق الجريمة بتشجيع وتحريض وتمويل من هذا الحزب".
يذكر أنه في اكتوبر 2009 - بعد شهرين على بدء المحاكمة- قال سامي شهاب " انه تعرض للتعذيب ما ادى الى فقدانه السمع في احد اذنيه، وقال أيضا انه تعرض مع سائر المتهمين "لتعذيب وحشي" واوضح ان "جميع المعتقلين تعرضوا للتعذيب بالكهرباء".
وعقدت الجلسة وسط إجراءات أمنية مشددة حيث جاء انعقادها للنطق بالحكم سابقاً على الجلسة الثانية لمحاكمة المتهمين في قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، وحضر المتهمون في حراسة مشددة إلى مقر المحكمة قبيل النطق بالحكم بقرابة نصف ساعة مرتدين زي الحبس الاحتياطي الأبيض، وكان في استقبال المتهمين أهاليهم وذووهم الذين تجمعوا أمام المحكمة منذ الساعات الأولى للصباح، وظل كل منهم يهتف باسم قريبه قبل دخول المتهمين إلى قاعة المحكمة ولدى النطق بالحكم ظلوا يرددون عبارات «الله أكبر... مبروك إسرائيل... هذا ظلم حسبي الله ونعم الوكيل» وسقط عددا منهم على الأرض مغشيا عليهم، ووصفوا جميعا الأحكام الصادرة بحق أبنائهم بأنها قاسية وعنيفة، في حين سادت حالة من التذمر بين فريق الدفاع عن المتهمين فور النطق بالحكم، وقال محامون إنهم كانوا يتوقعون عقوبات ولكن ليس بهذا القدر من الشدة.
ومن جانبه أكد منسّق هيئة الدفاع المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود أن الأحكام تدل على أن القضية "سياسية... أحيل عناصر الخلية بقرار سياسي على محكمة استثنائية تفتقر لأبسط ضمانات العدالة وتحرم المتهمين من حقوق محاكمة عادلة". وأشار إلى أن المحكمة لم تأخذ في الاعتبار كل الطلبات والدفوع التي تقدم بها الدفاع طوال جلسات المحاكمة، ولم تقدم ضمن أحراز القضية أي أنواع للأسلحة أو المتفجرات كما إدعت مباحث أمن الدولة أنها ضبطتها أثناء القبض عليهم، فالقضية مليئة بالتحريات الملفقة التي تفتقر لأي دليل، ولو أن القضية أمام محكمة طبيعية لحكم بالبراءة للمتهمين من أول جلسة لعدم وجود أدلة نهائيا في القضية تدين المتهمين.
وناشد عبدالمقصود الرئيس مبارك النظر في تلك الأحكام، واعتبر أن هناك فرصة كبيرة لتسوية القضية بعد التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم جديد على «حزب الله»، وعاود التأكيد أن الأفعال التي ارتكبها المتهمون كان الغرض منها " مساندة المقاومة الفلسطينية... من الممكن أن يكون المتهمون أخطأوا الوسيلة لكن يجب النظر إلى نبل مقاصدهم خصوصاً أن مصر ساندت آبان فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ستينات القرن الماضي حركات المقاومة في أفريقيا، كما أنها قامت بعمليات ضد أهداف إسرائيلية متخطية حدود بلدان أخرى مثل تدمير الحفار الإسرائيلي في ساحل العاج وتدمير المدمرة إيلات عبر تخطي الحدود الأردنية وغيرها وغيرها من العمليات التي نفذتها القوات المصرية خارج الحدود وسجلها التاريخ على أنها أعمال بطولية ووثقتها أفلام السينما.
وأضاف عبد المقصود ان هؤلاء المتهمين لو كانوا في عهد ناصر لكرمهم ومنحهم وسام البطولة، و كان يجدر بالحكومة المصرية أن تدعمهم لمعاونة أشقاؤهم المحاصرين في غزة وليس إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم بتهمة الإرهاب لتهلل إسرائيل للحكومة المصرية، في الوقت الذي مازالت مصر في نظر العرب جميعا منذ حكم الراحل الزعيم جمال عبد الناصر داعمة العرب ونصيرتها، وعنوان البطولة وأرض الأبطال، فمصر كانت في العهد الناصري داعمة لكل الأعمال البطولية داخل مصر وخارجها وكانت لا تجرم مساعدة المحتلين بل كانت مصر هي التي تدعم المحتلين في جميع أرجاء الأرض، فماذا حدث في هذا العهد، ولماذا لم تعلن الحكومة أو النظام الحالي عن تخليه عن سياسات العهد الماضي وأن البطولة ومساندة المحاصرين والمحتلين أدرجت في قوائم الإرهاب وبات الأبطال مسجلين في قوائم الإرهابيين؟!.
التعليقات (0)