دفاعا عن مبادئ ثورة الكرامة , دفاعا عن كمال الجندوبي
وصلت حملة التهجم على السيد كمال الجندوبي رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات خلال اليومين الماضيين على شبكة التواصل الاجتماعي الفايس بوك حدودا لا تطاق من الإسفاف والابتذال والبذاءة , وسواء كان المقترح الذي تقدم به حول تأجيل انتخابات المجلس التأسيسي إلى شهر أكتوبر القادم خطا صغيرا أو خطا فادحا أو حتى التفافا على الثورة , كان لا يجدر ان تصل حملة الإساءة للرجل حدودا ماسة بالكرامة لان ثورتنا كانت ثورة كرامة , ثورة تحمي كرامة الإنسان أولا وقبل كل شيء , فكيف يساء إلى الرجل والى كرامته بإشكال مقززة أحيانا وما قاله مازال مجرد اقتراح ؟؟ هل هذا ما علمتنا ثورة الحرية والكرامة أن نسارع بالقيام به ضد كل من نختلف معه أو حتى نتصارع معه ؟
قد يجهل الكثيرون ممن انساقوا في حملة السباب والشتائم المجانية للرجل انه إحدى مفاخر بلادنا في المجال الحقوقي حيث يرأس الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الإنسان وهي شبكة تضم في عضويتها عشرات المنظمات من كامل الفضاء المتوسطي من جنوبه الى شماله كما ناضل في صفوف الحركة النقابية المغاربية في فرنسا وساهم في تأسيس اتحاد نقابي يدافع عن حقوق العمال المهجرين دون أن ننسى طبعا أن السيد كمال الجندوبي كان احد ديناموات المعارضة التونسية في الخارج ودفع ثمنا باهظا جراء تلك المعارضة , كما لا يمكن لأحد دان ينكر ما قدمه من مساعدات جليلة لحركة المعارضة التونسية ومنظمات المجتمع المدني المستقلة خلال العهد البائد من خلال شبكة علاقاته داخل الفضاء الأوربي وبالمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان .
لا يعني ما ذكر من مآثر الرجل ونضالاته انه فوق القانون أو فوق المساءلة أو يجدر التسامح معه عند ارتكابه أخطاء فادحة في حق الوطن أو الثورة , لا ليس بهذا المعنى , لقد كانت ثورتنا ثورة كرامة فلنحترم كرامة الرجل لنرفض كل مقترحاته وقراراته ونعلن العصيان المدني ضده وضد هيئته لكن دون شتائم دون سباب دون ألفاظ ماسة بالكرامة .لنتعلم ثقافة جديدة ثقافة الرفض دون شتائم , هل هذا ممكن بعد ثورة الكرامة ؟
محمد العيادي
ناشط نقابي وحقوقي معارض قبل ثورة 14 جانفي
التعليقات (0)