مواضيع اليوم

دفاعا عن حق السوريين في الحرية..

جمال الهنداوي

2011-04-03 18:55:55

0

ليس من باب التهويل ..لو اقررنا ان تواتر المواقف السياسية الداعمة لموقف الحكم السوري في مناهضته لحق اهل الشام الميامين في حرية التعبير ..والمتماطرة من قبل الانظمة العربية القمعية قد اسهمت بالفرز الشديد الوضوح للخنادق التي تفصل بين طرفي الصراع المحتدم على الارض السوريه وصيرته من الجلاء بحيث لا يمكن لأي طرف ادعاء التمتع بالنظرة الحيادية للامور اوالتميز باتخاذ المواقف الوسطية المعتدلة..

فهناك الان جانبين لا ثالث لهما على الارض..شعب يخرج كل يوم بصدور عارية واكف عزلاء مناديا بالحرية والمساواة مقابل آلة قمعية تجاوزت في استهدافها للمواطنين واستباحتها لحريات وكرامة الناس كل الخطوط الملونة..

وهناك موقفين لا ثالث لهما..ما بين الانحياز الى ناس عزل تساوى عندهم ظاهر الارض وباطنها من تغول الاجهزة القمعية وادمانها المبرمج لسياسات التنكيل والاعتقال بالجملة..وبين الوقوف مع  "مندسين"يهاجمون العباد بالرصاص الحي والغاز المدمع في المدارس والشوارع والبيوت.. بين جماهير حاملة اكفانها تهتف بالارض والعرض والانسان والحرية ومستقبل سوريا وعزها.. وبين مسيرات تهريجية زاعقة ممجدة متقافزة متراقصة صاخبة بحب الصنم والقائد الفرد الاحد..

وعلى حجم البون الشاسع بين الموقفين..يكون الاقتراب والابتعاد عن الحالة الانسانية العامة التي تميزنا كبشر عن باقي المخلوقات المستهلكة للكلأ والماء والهواء..

خصوصا مع كل هذا العجز المتواطئ من الانظمة فاقدة القدرة والارادة على استحضار القيم النبيلة التي تؤهلها لاتخاذ مواقف اخلاقية تنصر الانسان وتصطف مع حريته وامنه وكرامته..والمكتفية باصدار بيانات الوقوف مع سوريا قيادة وشعبا..وشعبا هنا هم الهتيفة المصفقين المطبلين على الهواء للنظام والحاملين صور القائد في ملابس العيد الجديدة والرافعين الاكف الى السماء بطول العمر للسلطان..

تلك الانظمة التي يبدو انها اتفقت اخيرا على التعاون والتنسيق من اجل اجهاض اي تحرك من الممكن ان يصطدم بارادة البقاء الشرسة للحكم العربي وبالاخص من كان منهم ينتظر واستبعاد من قضى منهم نحبه..بعد اليأس من امكانية انقاذ القذافي الذي تمت مقايضته بال خليفة اوعلي عبد الله صالح الذي سيغض عنه النظر مقابل بشار الاسد..

ولكن ما لم يفهمه النظام الرسمي العربي لحد الآن..او ما لم يحاولوا ..تعلمه هو انه مهما كانت امكانيات قوى التسلط والبغي والعدوان ، ومهما تحصلت على قدرات مادية واعلامية وعسكرية هائلة ، فانها في مواجهة قوى التحرر الشعبية لن يكتب لها الا الهزيمة النكراء،لان ادوات الصراع هنا لا  تتعلق بالقوة..ولكن بالارادة الواعية..وارادة الشعب وان كان من الممكن ان تكسر يوما..فانها تظل دائما هي العليا..ولن تجد الانظمة في مواجهة هذه الارادة الجماهيرية الحرة الا الاغراق في القمع والتنكيل والتضليل الاعلامي المشوش مقابل ثبات ووضوح الرؤية لدى القوى الثورية الصامدة حتى يقر المستبد بالهزيمة والانكسار..

وهذا المسار التاريخي هو الذي يجب على المواطن العربي ان يفهمه كذلك ويؤمن به ويضعه خارطة لطريق التحرر والانعتاق ودعم الشعوب المستضعفة في محنتها ايمانا بوحدة المصيرالواحد واخوة الهم الانساني العام وسمو قيم الحرية والعدالة..وذلك من خلال تخليق المواقف السياسية المحددة الاهداف والشعارات في دعم حق الشعوب في خياراتها الحرة..وايجاد السبل اللازمة لادامة النضال من اجل تحقيقها..والتقاطع التام مع مواقف الانظمة المناهضة لحرية الشعوب..وعدم المهادنة مع فضح ممارساتها الرامية الى تطويق الانتفاضات الشعبية التحررية ووصمها بنعوت الخيانة والتخندقات الطائفية والفئوية..حيث ان المواقف المتقابلة في الصراع  باتت من الوضوح كالاصطفاف ما بين الخير والشر ..او الحق والباطل وقد يكون من الصعب الادعاء بعدم القدرة على التمييز بينهما..

وعلى الرغم من الوحشة القاسية التي تعتري طريق الاصطفاف مع حق الشعوب المضطهدة لقلة سالكيه..ولكن شمس الحق التي تسطع في نهايته منيرة الدرب والضمير للقوى الحية من الشباب العربي البطل تأنس وحشة المناضلين وتمدهم قوة وعزما على الكفاح من اجل الخير والحقيقة والانسان..واما الذين في قلوبهم مرض من هوى السلطان فلن تنسى لهم الشعوب المنتصرة لا محالة ولوغهم في دماء ابنائها التي سفكتها اقلامهم وصفائحهم السود مقابل السحت الذي اخرس السنتهم واراق ماء وجوههم..فكما ان الحلال بين والحرام بين..فالحق بين والباطل بين..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !