حين لايبقى للإنسان شيئا يخفف عنه وطأة منغصات الحياة الكثيرة ، سوى قناعات بسيطة ، ومبادئ غالية ، وأحلامٌ لاتتعدى العيش بسكينة وسلام ، يجب إحترام رغبته تلك ، من منطلق الإحترام لاأكثر ولا أقل ، لأن الركون إلى زاوية من زوايا الحياة لايكون إستسلاما ، ولا خنوعا ، ولا ضعفا ، ولا إنهزامية في الكثير الأحيان ، بل لايعدوا ذلك مطلبا بسيطا ومشروعا ، بعيدا عن كل التوجهات ، والمشاحنات ، والمنازعات .... مطلب العيش بسلام ..
قرأت كلمات لمسلم بسيط ، عبّرَت بصدق عن هذا النموذج البسيط والفعال .. البسيط بقناعة الإنسان الذي ترك معترك الحياة ليلجأ إلى [ربٍّ] ليس بالضرورة أن يؤمن به غيره ، لكنه (مهم جدا) بالنسبة إليه ، لأنه يمنحه الدفئ والسكينة ، ويلهمه الصبر والثبات.. والفعال لأنه لايؤذي أحدا ، ولا يزاحم أحدا ، ولايظلم أحدا .. وحتى حين يتم إستفزازه تفيض عيناه وتتعثر كلماته : (( لماذا تطاردوننا هكذا ؟! .. لماذا لاتدعوننا نعيش بسلام ؟! )) .. هل هو مطلب كبير وعسير أن يتوسلك إنسان أن تتركه يعيش بسلام ؟ .. بل أكاد أجزم بأنك (لاإنساني) لو لم تفعل ، لأنه لاوجود لمروءة - مع كل زخم الديانات والمعتقدات - أكبر من مروءة الإنسان .. فالإنسانية هي الإحساس بالآخر الإنسان (وفقط) .. بعيدا عن كل المزايدات والتوجهات ..
هذا الأخ المسلم يشعر بالتناحر (الغير مبرر) بين مختلف الطوائف - التي يدّعي أغلب المنزوين تحت لواءاتها - أكثر من غيره .. ويشعر بوطأة الزحف نحو مساحات البسطاء الهاربين من ساحاتٍ أغلب أبطالها ، وشاغريها ، وشاغليها من ورق .. ويشعر بالتهديد الحقيقي من أعداء لايملكون من الفضائل شيئا ، ولا يعرفون أصول الحروب والمهادنة ..
هذا الأخ المسلم هو ( محارب مُهادن) ، يعرف بأن له أعداءاً يتربصون به ، لكنه يُهادنهم (ليس خوفا) بل لأن ما يتوفر للجميع من مساحات ، كفيلة بجعل مناخ التعايش السلمي سائدا ، وكفيلة بجعل الأمن الفكري ، والنفسي ، والعقائدي مُستتبا.
فلماذا لاندع غيرنا بكل مايعبد ، وبكل مايعتقد ، يعيش بسلام ؟!.
ــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 02 - 2010
التعليقات (0)