(دعوتان..واحدة للذل والموت..! واخرى للكرامة والحياة..)
ماجرى ويجري (وسيجري) للمسيحيين في بعض الدول ولاسيما الان في (جمهورية العراق الاسلامية).. او هكذا سيكون اسمها قريبا لتصبح ذراعا" من اذرع( الاخطبوط الايراني) وعلى غرار نفس التسمية المرادفة لدولتهم.. وان ما يجري الان ليس بغريب مهما ظهرت عبارات الشجب والتنديد من الاطراف الاخرى فهي( محصل حاصل) عن ايدولوجية متخلفة وظلامية حاقدة على المسيحيين اجمع ومنذ زمن بعيد ونتيجة تعشعشها وتغذيتها ونموها في مناخ وتربية عائلية او دينية او حزبية مقيتة نمت على هذا الفكر العنصري والكاره لكل ما يمت الى المسيحيين بصلة (والتي بحاجة ملحّة وعاجلة لاعادة النظر والتنظير بشكل حضاري منطقي ومعتدل متفتح على الجميع يكون من قبل كبار الشخصيات الدينية المسلمة المسالمة وعلى ات تطبقّ تعليماتهم بدعم واسناد اوامر واجراءات حكومية صارمة لسلطات البلدان..) ودائما تستغل هذه المجموعات الثغرات (كما مياه الفظلات الجارية الى الاسفل عبر مواسير هرمة عندما تواجه ثغرات في ربط المواسير او في جدران بناء غير متماسك و عندما يصيبح هش من الدهر فيشذ انحدار هذه المياه او الفضلات الى خارج المسار الطبيعي) وهذا المثال هو من مثل هذه المجاميع او( الفضلات) فعندما تجد المكان الرخو والزمن الرديئ المتهرء والسياسيين الضعاف النفوس والقدرة على مسك زمام البلد بلا طائفية او حتى من بعض المحسوبين على رجال الدين و المتربين على التخندق بين الجحور ثم يستمروا بغسل عقول المستعدين لتقبل مثل هذه الافعال ليستغلوهم بفتاوي اجرامية لاتمت الى الدين او الى الانسانية اوالى الاخلاق بشكل عام بصلة ..فيجدوها الفرصة المواتية لافراز حقدهم وترجمة افكارهم ومنهجم الدموي الاظلم الى افعال,وربما هنالك من ابدى امتعاضه واستغرابه لكثافة الاشارة الاعلامية للجرائم ضد المسيحيين ويقولون بكل صراحة بلا اي تعاطف ما بالكم وقد اقمتم الدنيا ولم تقعدوها على مجرد قتل عدد من المسيحيين مؤخرا" بالوقت الذي يقتل العشرات من المسلمين يوميا"..؟! اقول لهم الحق معكم لتحزنوا وتغظبوا والمسيحيين مقدرين ومتعاطفين معكم في هذه الحالة.. لكن بالوقت نفسه يا اخوتي لا يوجد مجالا" للمقارنه او التشبه.. فان الحالتين مختلفتين تماما وكليا" عن بعضهما .. ففي حالة استشهاد العشرات من المسلمين السنّة والشيعة بشكل متواصل فهذه معادلة متعادلة على مرّ العصور وستستمر لانهم على اختلاف غير مبرر هم وحدهم يفهموه وهما طرفا مراكز القوى في الصراع ولديهم كل المؤهلات والامكانيات البشرية والمادية والعسكرية لمواجهة بعضهما ..ولكن المسالة مختلفة تماما" لاستهداف المسيحيين او بقية الاقليات فهم شعب صغير اعزل ومسالم لا حول له ولا قوّة ولم يعتدى على اي فئة ولايسعى المسيحييون الى الاستحواذ على اي منصب رئاسي او وزاري هم فقط يريدون ان يعيشوا بحرية وكرامة وامان ومساواة..فهل من الرجولة والانسانية والايمان بالله ان يستفرد المتطرفون الارهابيون باا طفال ونساء وشباب عزلّ يؤدون واجبهم الديني في بيت الله بان يتم ارهابهم وقتلهم بلا ادنى رحمة..! لذلك تنشط هذه الاعتداءات الاجرامية ضد المسيحيين الان لعدة اهداف وليس فقط عامل الكراهية الدائمة لهم فهي ذو خلفية سياسية (داخلية)وبتشجيع خارجي ..والحكام والسياسيون يشجعون على ذلك(بشكل خفي وغير مباشر) وتراهم يفتعلون الضعف وعدم القدرة على حماية المسيحيين بنفس الحجج ..ويتصنعون تعاطفهم الكاذب ! ثم تنطلق دعوات (الاستضافة) لهم الى الجزء الشمالي(بالذات)من خارطة الوطن..! وهي طبعا دعوات ذو الف قصد وقصد..! ومنها ما هو اخطرها مما يوحي كمقدمات للاجندة المتفق عليها منذ ثمان اعوام بتقسيم وتجزيء وتقطيع العراق ..ثم من ياْمن ويضمن استمرار حالة الامان والاستقرار والاعمار في هذا الجزء من العراق ..؟! وهل من المستبعد ان يصبح القائد الضرورة الجديد (ابو اسراء) الزعيم العربي الاول والمدلل لدى الدول العظمى ويحصل على مؤهلات تدفعه لان يكون (نوري كيمياوي .. مرندج)..!ويسحب كل الاضواء والبريق والعنفوان الطاغي لدى زعماء الجزء الشمالي من البلاد ..! اذن مغفل من المسيحيين من تنطلي عليه هذه المؤامرة..(مؤامرة التعاطف والدعوة لاستقبالهم في المناطق الشمالية) لانها دعوة مؤقته ..! وبعد تحقيق (الهدف المنشود) سيذلونهم وسيطردونهم الى اي جهة بلا اي رحمة او التزام..! اذا على المسيحيين ان يجمدّوا وطنيتهم وعواطف تعلقهم بارض لاتريدهم(حسب رغبة حكامها )فقد فسد الملح فيها وحسب كلام السيد المسيح (اذا فسد الملح..بماذا يملح)؟! وان يكونوا اكثر ذكاءا" وواقعيتا" ويفهموا (اللعبة) ويحترموا نفسهم ويئمنوا على حياتهم ويستجيبوا شاكرين لدعوة اي دولة خارجية لهم لترعاهمم كمواطنيهم .. واكرر كلام الشاعر ( اذا بليت بظالم ..كن ظالمـأ".. واذا حللـت بـدار ذل فارحل). فهذا هو قدركم .. فافرحوا وتهللوا فاْن لكم ملوت في السماء.. وهذا هو المنطق لان الحاكمين اليوم وحسب سياسة احزابهم التي تكفّر المسيحيين وتلغي فكرهم ونهجهم الذي اطلقه السيد المسيح وتعمل على تدمير وازالة المسيحية من العراق وتصفية اي مسيحي متعند ويصر على البقاء بارض الاباء واجداد الاجداد ..ما لم ينظر لما يحدث بجدية وصرامة من قبل رؤساء الدول العظمى وهيئة الامم المتحدة والمنظمات القانونية والانسانية والدينية وانهاء هذه الجرائم..وكل من بمقدوره ان يوقف هذه المجزرة والتعصب الاعمى ضد الاقليات وان لم يفعل فهو بالتالي مشارك بها .. والساكت عن الحق شيطان احمق.
التعليقات (0)