مواضيع اليوم

دعوة ..لعودة مصر لأصولها القبطية

محمد الشهابى

2009-10-08 12:53:23

0

كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن تاريخ الوجود الإسلامى فى مصر والجدل حول

هل كان هذا الوجود الإسلامى على أرض مصر إستعمارا أم فتحا إسلاميا؟

وللإجابة على هذا التساؤل يجدر بنا الغوص فى تاريخ مصر القديم قبل دخول الإسلام للحكم والإجابة على هذا السؤال

نظرة على تاريخ مصر القديم

للبدء فى هذه الرحلة عبر التاريخ المصرى القديم يجب علينا أن نعترف بأن فترة الحكم الفرعونى لمصر كان لها أكبر الأثر فى تشكيل وجدان الشعب المصرى والذى مازال حتى عصرنا الحاضر يحتفظ ببعض من هذه الموروثات الفرعونية ولذلك سنبدأ من نهاية الدولة الفرعونية التى سقطت على أيدى الرومان وذهب الفراعنة بدون رجعة بعدما تركوا للشعب القبطى الأفكار الوثنية التى شكلت الشخصية المصرية القديمة والتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذه الشخصية.

ثم كان الإستعمار الرومانى الذى لم يكن أفضل حالا من سابقه حيث تفنن الرومان فى إذلال هذا الشعب وفرض الضرائب عليه حتى وصل عدد أنواع الضرائب إلى 24 نوعا لدرجة أنهم فرضوا الضرائب على الموتى بحيث لا يستطيع أهل الميت من دفنه إلا بعد دفع الضرائب.

ثم تلى ذلك فى بداية القرن الأول الميلادى بداية دعوة السيد المسيح ودخلت المسيحية مصر عن طريق مرقس الرسول الذى قابله أهل مصر بالإنقسام لثلاثة فرق:
الأولى:رافضه تماما لهذ الديانة الجديدة التى تدعو إلى التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأوثان مما أدى إلى إستشهاد الكثير من حملة هذه الدعوة الجديدة لتصادمها مع الموروثات الوثنية.

الثانية:إتخذت موقفا سلبيا تجاه هذه الدعوة لتخوفها من البطش الرومانى.

الثالثة:آمنت بهذه الديانة الجديدة لما رأته فيها من الأمل للخلاص من هذا الحكم الرومانى الغاشم وإنبهارها بمعجزات السيد المسيح التى كانت وستظل معجزات تدل على صدق رسالته ولكن للأسف كانت هذه الفرقة هى أقل الفرق عددا وأقلهم من حيث التأثير لكونهم أكثر طبقات الشعب المصرى فقرا وقهرا .

ونتيجة لهذا الصراع بين الفرق الثلاثة وفقدان الدعوة المسيحية لكثير من رموزها خلال المواجهات مع الرومان والذين إستشهدوا فى سبيل نشر هذه الدعوة تولى الدعوة المسيحية بعض من الضعفاء الذين إرتضوا بأن يخترعوا ديانة جديدة تختلف تمام الإختلاف عن المسيحية الحقة التى أتى بها السيد المسيح حيث قاموا بعمل موائمة بين العقائد الوثنية المتغلغلة فى الوجدان المصرى وبين الديانة المسيحية فقاموا بإستبدال آلهة الرومان والفراعنة من حكام وأباطرة بالسيد المسيح الذين إتخذوه إلها وإبنا لله عز وجل وتعالى عن ذلك علوا كبيرا وقاموا هم رجال الدين المسيحى (القساوسة) بأخذ دور الكهنة فى الديانات الوثنية للتقرب للآلهه من خلالهم وبذلك حافظ الرومان على مناصبهم ومكانتهم لدى الشعب ووجد القساوسة فى ذلك الدور الذى يمكنهم من السيطرة على مقدرات هذا الشعب ومازالوا حتى الآن يمارسون هذا الدور فلا يمكنك كمسيحى مخطىء أن يقبل الله توبتك إلا من خلالهم بجلوسك أمام قس الإعتراف لتعترف له بذنبك فيقوم هو بدوره بالصفح والعفو عنك وإخبارك بأن الفادى قام بحمل جميع الذنوب والخطايا.
وبذلك يحافظون على مكانتهم التى لا يمكنك تجاوزهم بل وتوغلوا فى الحياة السياسية للأقباط بإدعائهم أنهم يمثلون الشعب القبطى وأنهم هم الوحيدون الذين يمكنهم الحوار بإسم هذا الشعب الذى لم يستطع على مر التاريخ أن يحكم نفسه بنفسه على الإطلاق.

دخول الإسلام مصر

كان دخول الإسلام مصر حدثا لم يحرك قبطى واحد ساكنا لمواجهته وذلك للأسباب الآتيه:
1- وصل الحال بالأقباط خلال فترة الحكم الرومانى لليقين بأنه لو إنتصر المسلمون على الرومان فبكل تأكيد لن يكون المسلمون أسوأ من الرومان.
2- النكاية من الرومان الذين أذاقوهم كل أصناف العذاب والذل والهوان.
3- التشبث بالأمل فى أن يكون الحكم الإسلامى أكثر عدلا من الحكم الرومانى لما قد سمعوه عن العدل والمساواة التى ينشرها المسلمون فى كل البلدان التى دخلوها.

وعند هذه النقطة بالذات يجب علينا التوقف والتأمل

قدم المسلمون للأقباط عرضا للتعايش سويا فى مجتمع واحد يغلفه الحب والإحترام بحيث يحتوى هذا العرض على:

الأول: الدخول فى الإسلام وفى هذه الحالة يكون على الأقباط جميع الحقوق والواجبات التى على العرب .

الثانى:دفع الجزية فى نظير أن المسلمين هم المنوط بهم تجهيز الجيش والحرب للدفاع عن الوطن وحماية الأقباط ضد أى عدوان خارجى وبذلك يدفع المسلم ضعف مايدفع القبطى من زكاة ومن أنفس تلتحق بصفوف الجبش للدفاع عن الوطن وإعفاء القبطى من الإشتراك فى هذه الحروب .

فإختار جزء منهم الدخول فى الإسلام وإختار الجزء الآخر دفع الجزية والتعايش مع إخوانهم المسلمين فى سلام ومحبة متساوون فى جميع الحقوق الواجبات لهم ماللمسلمين وعليهم ماعلى المسلمين .

ويجب علينا أيضا التوضيح لنقطة الجزية التى كثيرا ما يتشدق بها بعض من هؤلاء المضللين الذين لا يبغون إلا الفرقة والفتنة فمالا يعلمه الكثير من النصارى اليوم هو أن تعاليم الإسلام تلزم المسلم بدفع أنواع كثيرة من الزكاة من زكاة مال وزكاة زروع وزكاة الفطر وغيرها من أنواع الزكاة المختلفة فلو قارنوا بين ما يدفعه المسيحى من جزية وما يدفعه المسلم لوجدوا أن المسلم يدفع أضعاف ما يدفعه المسيحى وبذلك نرد أيضا بأن المسيحين الذين إختاروا الدخول فى الإسلام كان عن قناعة وإقتناع بدليل تكبدهم أموال الزكاة بالإضافة لإلتحاقهم بالجيش مما يعرض للتضحية بأموالهم وأرواحهم أيضا.

نقطة أخرى تثبت عدل الإسلام وسماحته:

فى هذا العصر وكما هو معلوم للجميع لم يكن يوجد منظمات حقوق إنسان أو ما شابه
فماذا كان سيضير المسلمون لو أبادوا النصارى جميعا فى هذا الوقت؟؟؟؟
ولكن وجود نصارى حتى الأن بما يقارب حوالى10 مليون مسيحى يثبت سماحة المسلمين و إنتهاجهم لمبدأ حرية الإعتقاد منذ أكثر من 14 قرن

وطبقا للإحصائيات السكانية لمصر خلال الفترة من سنة 1897 الذى تم بواسطة الإنجليز وحتى إحصاء سنة 1986 الذى تم تحت إشراف الأمم المتحدة نجد أن الأقباط قد حافظوا على نسبتهم لعدد السكان الكلى
وفيما يلى تفاصيل هذا الأحصاء
سنة 1897 كان عدد المسيحين 609511 نسمة بنسبة تبلغ 6.26 %
ووصلت النسبة فى الفترات التالية لما يلى
سنة 1907 كانت النسبة 6.3 %
سنة 1917 كانت النسبة 6.6 %
سنة 1927 كانت النسبة 6.76 %
سنة 1947 كانت النسبة 7.6 %
سنة 1947 كانت النسبة 5.8 % وذلك نتيجة الهجرة المتزايدة للمسيحين لأوربا وأمريكا

ثم كان إحصاء 1986 الذى بلغ فيه عدد الأقباط حوالى 4 مليون قبطى منهم 3.1 مليون أرثوذكسى والباقى موزعون على الطوائف الأخرى
ومن غرائب هذا الإحصاء هو وجود تطابق تام بين نسب الوفيات والمواليد والمؤهلات العلمية ونسبة الأمية ونسب الزواج بين كل من المسلمين والأقباط مما يدل على وحدة النسيج بين قطبى الأمة.

ولكن فى النهاية نقول:

عندما كانت مصر دولة فرعونية وثنية وعند دخول المسيحية مصر إختارت الأغلبية فى مصر الديانة المسيحية
وعندما دخل الإسلام مصر إختارت أيضا الأغلبية الديانة الإسلامية.
إذا السؤال الآن لماذا نسمع الآن بعض من دعاة الفتنة والفرقة يدعو لعودة مصر لأصولها المسيحية ؟
ولماذا لا ندعو من باب أولى عودة مصر لأصولها الوثنية والفرعونية؟

سؤال يحتاج إلى جواب....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !