تواجه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني حملة دينية و"عنصرية جنسية" غير مسبوقة، وذلك في إطار الحملات الانتخابية المقررة في العاشر من الشهر الجاري. وتتراوح هذه الحملة بين دعوتها لوضع الحجاب اليهودي الرسمي عندما تلتقي المتدينين، إضافة إلى الكشف عن امرأة يهودية متدينة تم إطلاقها خصيصا لمنافستها، ونعتها بأوصاف عنصرية جنسية من قبل قادة الأحزاب العلمانية.
وتعدّ ليفني وحزبها "كاديما" من أبرز المتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وتطرح نفسها مرشحة لرئاسة الحكومة، وهي المرأة الثانية التي تولت حقيبة الخارجية في إسرائيل بعد غولدا مائير التي شغلت هذا المنصب ما بين عامي 1956 و1965 قبل أن تصبح رئيسة للوزراء بين 1969 و1974.
وبمواجهتها، قرر حزب شاس الديني المتطرف الزج بامرأته المتدينة والقوية يهوديت يوسيف، لتنافس وزيرة الخارجية "العلمانية" في الانتخابات القادمة، رغم أن يوسيف، وهي زوجة ابن الزعيم الروحي للحركة الحاخام عوباديا يوسيف، تقر بأنها مهنتها الرئيسية كسيدة متدينة تقتصر على "تدبير أعمال المنزل وقراءة التوراة".
منافسة "متدينة" وحجاب
وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، الخميس 5-1-2009 : إن يوسيف هي المرأة القوية التي تلعب سرا بالمشهد السياسي لحزب شاس، وكان أول ظهور علني لها يوم الإثنين الماضي، مشيرة إلى أنها بدأت تفكر وتخطط وتشارك بعد وفاة زوجة الحاخام يوسيف منذ 16 عاما، حيث تعيش بمنزله وتربي أبناء ولده موشيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن حملة يهوديت بدأت بزيارة حائط البراق وإلقاء خطب تركز على دور النساء المتدينات في إسرائيل. فقالت: "بشكل عام علينا أن نفخر بذلك وبأن عملنا الرئيسي هو تدبير شؤون بيوتنا وأطفالنا وأزواجنا، وبشكل خاص نفخر بالحياة مع الحاخام عوباديا يوسف، حيث الحب الشديد لقراءة التوراة، وللعائلة وللحزب معا".
من جهتها نشرت "صحيفة يديعوت أحرنوت" تقريرا يسخر من "الغطاء الأبيض الذي وضعته تسيبي ليفني عندما التقت الحاخام عوباديا يوسف الأسبوع الماضي"، مشيرة إلى "أنه يشبه نوعا من الستائر التي تعود للخمسينات". ودعت ليفني "للالتزام بالزي المعروف والمحدد الذي يرتديه المجتمع اليهودي الأرثوزكسي المتدين في إسرائيل"، في إشارة إلى الحجاب اليهودي المعروف وليس أية قطعة قماشية.
وأضافت الصحيفة أن على "هؤلاء العلمانيين القيام بواجبات تعليمية ودراسة نوع الألبسة التي يجب عليهم وضعها قبل الذهاب إلى لقاء المتدينين".
وكانت صحيفة "جيروسالم بوست" قالت: إن الشرطة الإسرائيلية شرعت بفتح تحقيق حول قيام متطرفين بطلاء صور ليفني الانتخابية في القدس المحتلة، معتقدة أن متطرفي طائفة "حريدية" الأرثوذكسية المتطرفة قاموا بذلك لأنهم يعارضون نشر صور النساء في الأماكن العامة.
حملات "جنسية"
بالتوازي مع هذه الحملات الدينية، تواجه ليفني أيضا حملة من أحزاب علمانية أخرى مثل الليكود والعمل، بقيادة كل من بنيامين نتنياهو وإيهود باراك، لكونها امرأة "غير قادرة" على تولي رئاسة الحكومة ولم تحمل السلاح في السابق، وأطلقوا في حملاتهم شعارات خاصة مناهضة لها اعتبرتها ليفني "عنصرية جنسية" غير مسبوقة.
وردت وزيرة السياحية الإسرائيلية روهاما إفراهام باليلا (كاديما) بالقول: إنه من غير المعقول أن يرجعنا "بيبي" (لقب نتنياهو) إلى عصور مظلمة في حين أنه كرجل فشل ذات يوم في قيادة الحكومة".
لكن سيدات من حزب الليكود شاركن أيضاً في الحملة ضد ليفني، وقالت إحداهن: "كونها امرأة لا يعني ذلك أنها محصنة ضد النقد، كما أن المسؤولية الحكومية كبيرة عليها".
وانتقدت منظمة شبكة النساء الإسرائيليات الحملة ضد وزيرة الخارجية الحالية، معتبرة أن زعيم الليكود يقوم بدور "شوفيني" ضد المرأة.
مواضيع اليوم
التعليقات (0)