مواضيع اليوم

دعوة لتنازل الملك عبد الله بن عبد العزيز عن العرش!

  دعوة لتنازل الملك عبد الله بن عبد العزيزعن العرش!

زيارتي الأخيرة للسعودية مرَّت عليها أكثر من عشر سنوات، ولم تكن موفــَـقة، فالبرود طبـَـع الاستقبال والأيام الأربعة الأولى ، وكان لي حوار جانبي مع موظف في وزارة الإعلام بالرياض الذي أكد لي أن الفتور مرجعه غالبا إلى مقالي ( دعوة لتنازل الملك فهد عن العرش)، بينما أشار آخر إلى حملتي على المؤسسة الدينية، ولمَّح ثالث إلى أن حديثي الدائم عن تحريم تغطية وجه المرأة قد يكون هو السبب!

كان مقالي عن الملك فهد، رحمه الله، منطلقاً من جانب إنساني عاتبت فيه السعوديين على القسوة التي طبعت العلاقة مع مليكهم قبيل رحيله رغم أن الظاهر يبدو كأنه توقير واحترام وولاء لخادم الحرمين الشريفين.
كنت أراه مقْعــَــداً، يقف خلفه الابن الأصغر الأمير عبد العزيز، والمدلل لديه والأقرب إلى قلبه، يدفع كرسيـَّـه المتحرك، والملك لا يدري ماذا يحدث حوله، وفلاشات الكاميرات الباباريتسية تنطلق في الوجه، وتندفع في العينين وتزيدهما ألما ووجعاً.
كنت أعتب على السعوديين تلك القسوة، وأرى أن مكان ملكهم هو فراش أبيض ثلة من ملائكة الرحمة يعطونه مسكنات، ويغيـّـرون فراشه، ويلبـّـون حاجاته في الوقت الذي يدخل عليه أولاده وأحفاده يقبـّـلون يديه ورأسه، ويتمنـّـون له الشفاء.

في الحقيقة أنني تلقيت رسائل شكر مبطنة، ولو لم يصرح أحد قط بأن دعوتي للملك فهد كانت صُلب ما يدور في خلد أي سعودي تختلط مشاعر الرحمة لديه بالعقل ومعرفة أن المرضى الذين يحكمون قد أورثوا غيرهم السلطة وهم أحياء يـُـرزَقون.

وتمر السنوات وأرى الملك فهد، رحمه الله، في أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز، فالزمن لا يعرف المجاملة، والأيام تأكل من عمر كل الناس بنفس القدر ، لكنها تشبع في البلدان الفقيرة ، وتمد في عمر صاحبها في الشمال الثري، فمتوسط عمر المواطن النرويجي 79 عاما، والرواندي 36 عاماً!

ويخضع الزمن، بما لا يخالف القدر واللوح المحفوظ وقضاء الموت ولو في بروج مشيدة لمشيئة الثراء والعلاج وكونسلتو طبي يراقب كل خلية تتحرك في جسد الملك والأمير والملياردير والمليونير، فلا يرتفع ضغط ولا تزيد نسبة السكر ولا ينقص فيتامين واحد إلا كان الطب بكل امكانياته على أهبة الاستعداد لتعديل الوضع المقلوب، أما الفقير فيكفيه مــُـسـَـكـِّـن طبي رخيص مع عصير ليمون وكمادات غير نظيفة ترتع فيها الميكروبات.

وصل الأمر بالملك فهد إلى مرحلة حزينة أمام عجز المحبة من الأقربين له أن تستنشق بعض الشجاعة وترسلها للسان ليقول كلمة حق في أهمية تنازل الملك عن العرش.
الآن يأتي دور الملك عبد الله بن عبد العزيز، وشقيقه وولي عهده الأمير سلمان على مبعدة أمتار منه، ومع ذلك فلا تستطيع جهة أمينة ومخلصة وشجاعة أن تهمس في أذن الملك: دع أخاك يتولى الحُكم بدلا من أن ينتظر قضاء العلي القدير الذي أعطى اشارة سـُـنـِّـة الله في خــَـلقه فتوقفت وظائف كثيرة في الجسد والعقل والفكر والذاكرة ولم تعد هناك غير الروح.

أيها السعوديون،
انزعوا ذلك الخوف من قلوبكم الذي تحول مع الأيام إلى قسوة، واطلبوا من ملككم أن يعلن تنازله عن العرش إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز ليتولى بنفسه ترتيب البيت الداخلي، واعطاء الفرص للشباب لتولي الحقائب الوزارية والمناصب الهامة فالأمير سلمان تعرفونه جيداً، وهو لن يتنازل للمؤسسة الدينية عن السلطة، وسيستعيد المملكة من سطوة رجال يزعمون أنهم متحدثون رسميون باسم الله على الأرض.

أشفق على الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو لا يستطيع أن يسير أو يرفع يديه أو يقرأ صحيفة أو يقوم بتوقيع ورقة فالدائرة القريبة منه هي التي تحكم، بل هي التي تسرق حق ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز في ترتيب البيت الداخلي قبل فوضى أي صراع للأجنحة يأتي لاحقا بعد مغادرة ملك الموت القصر الملكي ومعه روح خادم الحرمين الشريفين.
أيها السعوديون،
لا تصدّقوا المؤلفة قلوبهم وإعلاميي المديح وكــُــتـَّـاب النفاق، فالقلم الذي يكتب بمداد المال يصبح في الجانب المناهض لمصالح المملكة حتى لو أغرقكم بقصائد الحب والغزل.

ارحموا الملك عبد الله بن عبد العزيز ولا تكونوا قــُـساة صخريي القلوب كما كنتم مع الملك فهد في سنوات مرضه العصيبة.
أنا أعلم أن المسؤولين السعوديين يحبون من يغرقهم بكل صنوف المديح، لكن في حالتنا تلك، والصمت على الوضع الصحي للملك عبد الله، واصرار كبار رجال الدولة على التمتع بمشاهدته وهو يتألم، ويفقد القدرة على الحركة، وتتراجع قواه مقتربة من نقطة الصفر، فإن الصمت حرام بكل المعايير، ومن لا يطالب الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتنازل عن العرش إلى الأمير سلمان، فورا وبدون انتظار ملك الموت، فهو كاره للملك، مُبغض لحُكمه، سعيدٌ بمرضه، مبتهج بعجزه، مغتبط بآلامه، فرح بعذاباته، ولو أقسم بكل مقدساته أن هذا ليس صحيحاً بالمرة!

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو في 8 سبتمبر 2013




التعليقات (3)

1 - سلمان مصاب بالزهايمر

وسام - 2013-09-08 11:32:12

ولكن الأمير سلمان بدوره مصاب بالزهايمر عليك ان تطالب بملكية دستورية يملك فيها الملك ولا يحكم ويأتي رئيس الحكومة والوزراء من عموم الشعب

2 - يقال

سهير - 2013-09-08 12:20:54

يقال بأن الملك فهد يطالب حاليا بالعودة للحكم. ههههههه

3 - النّقود الكرتونيّة

أفراح - 2013-09-08 12:23:36

أتذكر أن هناك مخبزا واحدا كان في حينا، ولم يكن الشخص المسؤول عن متابعة الزبائن يهتم كثيرا أن يدفع الزبائن قيمة ما أخذوا، نقودا أو ورقة كرتون بالية تثبت استحقاق حاملها لخمسة أرغفة من الخبز أو أقل أو أكثر. وكانت تلك العملية التي تتكرر أمام عيني كلما خرجت ظهرا أبتاع بقيمة ريالين من العيش قبل أن يحين موعد قدوم أبي من عمله، تشغل بالي حتى ظننت أن النقود نوعان: أوراق أحملها، وقطعة من الكرتون يحرص على الاحتفاظ بها ذلك العجوز أو تلك الأرملة.... باقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us بعد أن تأكدت أن هذا الإجراء الذي ينتهجه صاحب المخبز ما هو إلا صدقة حرص عليها وراعى فيها كثيرا من الفقراء والمعدومين الذين يسكنون في نطاق الخدمة الجغرافية لمخبزه المتواضع، لم أشعر يوما بأن في المجتمع أو في الذين أعرفهم -على الأقل- ممن يشتركون معي شراء ومرورا على هذا المخبز، من يسترعيه الفرق بين من يملك نقودا أو من يبرز البطاقة الكرتونية، فالجميع كان يصطف في الطابور مبتسما راضيا معترفا لأخيه بالإنسانية والأخوة. نحن اليوم وفي عام 1431هـ، وبعد هذا السرد التاريخي الذي مر على أحداثه نحو 30 عاما، ...

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات