مواضيع اليوم

دعوة لتأسيس النص الإبداعي" الصدمة"

Selma Bel Haj Mabrouk

2009-07-30 13:51:27

0

دعوة لتأسيس النص الإبداعي الصدمة

أيا رفيق الحرف ويا رفيق الكلمة ذات الظلال المعمدة من وحي شعراء يحاولون تبديل مسار سفينة الإبداع وما تبدل زمنهم الممدد في ... الديجور والمهدد ب ...نهاية التاريخ و الإنسان ذي الحلم الجريح . ولكن يا رفيق الكلمة الحرة يطفوا على سطح شعرنا شعراء لم يشعروا يوما بأن الزمن يتحلل في الخراب والمكان ما عاد المكان...ينشدون كالسكارى الهذيان ... والكلمات ترقص في خدورهم رقصة الجاهلية العمياء... يال مصابك يا لغتي ما عدتي أمي التي أرتوي من ثدي معجمها الكبير ؟ أيتها الضاد سمراء كلون البن فائحة كطعم قهوتي العربية أشكوك زمنا ماعادت تحبله القصيدة كرامة وشعراء ما عاد يخصب صوتهم صوت الألم معذرة لغتي لقد فخخوا ثراك بالجمود وحولوا كل صوت ينادي بتجدد معانيك إلى منبوذ و لكن عزائنا أن النبذ يأتي من جسد الميتين والميتون لا حول لهم ولا قوة سوى انتظار خلاص البعث من جديد , أمتنا ليست غبية فقط أمتنا ليست مريضة فقط أيها الرفيق التائه في صحاري الإبداع الشاسعة أمتنا ماتت أجساد اللغة والإبداع فيها وهي تنتظر من يعيد نفخ روح الشعر والكلمة فيها تلك الكلمة المغردة من نور فجر جديد لم ينبثق بعد فجر يعيد صياغة أنواره اللؤلئية وإعادة توزيعها على جسد الثقافة المبتل بالنفور من كل ما هو جديد . يقولون لكل مرحلة مجددوها وثائروها يحلمون بتأسيس أصولها وتجذيرها في تربة الإبداع ولكن يا رفيق الشعر الثائر ما من تأصيل دون صدمة
ولا قيمة لنص يصنف في خانة الإبداع ما لم يحدث فينا صدمات عند قراءته نعم إن معيار حداثة الإبداع هي تحريك السواكن وتفجير صنمية العقل واقتلاع الوعي من غيبوبته وغيابه وبعث الدهشة عند القارئ إن نصوصنا يجب أن تكون اقتحامية مخلخلة لبنية وعي متكلس حنطته قواعد ومعاني ما أنزلت به لغة الضاد من سلطان . بل لغتنا تستجيرنا من هذا الطاغوت المعرفي وتريدنا أن نحررها ونتحرر بها . لا بد لنا من حقول دلالية خصبة جديدة تفتحنا على تأويلات تفيض تأويلات نص يتحرر من أفق القراءة الواحدة والحقيقة الواحدة والرؤية الواحدة نريد نصوصا تمتلئ بغموض الوجود وتناقضاته وتحولاته الصيرورية نص ممتلئ باللعب الشعري يسال له لعاب الوجود فيحث السير إليه ليكون نصه . نحب لنصوصنا الشعرية أن تتقن فن الاختفاء والتحجب لتدفع بالقارئ إلى قراءة مضنية تتوج بالاستمتاع بلذة البحث والمعاناة لا نريد القارئ على أريكة فضية من الراحة يجتر ما اجتره السابقون بل نريد قارئا نهما تهزه شوق المعرفة وحب كشف أسرار الوجود قارئ ذكي يحب أن يستمتع ويقبل على قراءة النص الصدمة لا يدبر عنه ويفر منه إلى وعيه السعيد بسطحيته . تلك هي بعض ما حركت في نثرياتك التي تعزف على وتر البحث عن الغريب وعن النص الذي لم يكن بعد ولكن نحاول نحن أن نكونه فمادام النص لم يشكل صدمة القراءة في وعي القارئ فهو يعني أنه نص ليس مبدع ولا حديثا ولا فيه أصالة التجديد ذلك أن النصوص التي تلاقي الترحيب هي نصوص عادية أما النصوص التي تجلب سخط الآخرين ونقمتهم عليك ورفضهم لها فهي نصوص قد رسخت نفسها في أفق الدرب البعيد الذي نراه قريبا ويرونه بعيدا.
سلمى بالحاج مبروك

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !