على إحدى المواقع العربية الإسلامية، قرأت "صديقي تنصر، فكيف أرده للإسلام؟"، اضطلعت على التفاصيل فعلمت أن صديق الشاب الليبي هاجر إلى أمريكا سنة 2002 للعيش و الدراسة هناك، فاعتنق المسيحية و ارتد عن الإسلام؛ فماذا يصنع الشاب الليبي كي يرد صديقه للإسلام؟ لم أكترث للوصفة الفقهية السحرية التي قدمها له الدكتور محمد أبو خليفة، مدرس العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة، فظاهرة التبشير والتنصير قديمة و معروفة، بيد أن القضية المطروح من قبل صاحبنا الشاب جعلتني أطرح السؤال التالي: هل هي بداية تباشير الرد الأمريكي على دعوة الظواهري الأخيرة؟ دعوته للفرنجة، و خاصة الأمريكان إلى اعتناق الإسلام، و السير على هدي "آدم غادان"، الذي سماه "عزام الأمريكي" من دون أن يؤكد أو ينفي إقامة حفلة العقيقة لعزام، و من دون أن يؤكد أو ينفي قطع قلفته أيضا؛ المهم أنه أسلم و السلام.
حينئذ قلبت العملة لأرى وجهها الآخر، افترضت أني جالس بمقهى أتابع نشرة الأخبار على إحدى الفضائيات العربية، فإذا بالمذيع يذيع خبرا غرائبيا إلى أبعد الحدود، الخبر: بوش يدعو العرب و المسلمين إلى اعتناق البوشية...انفجرت ضحكا، و انفجرت أكثر فأكثر، حين قدم لنا شخصا حليق اللحية و الشارب، يضع قبعة من قبعات الكاوبوي على رأسه، ويرتدي قميصا بلون العلم الأمريكي، قدمه قائلا: "أخونا دونالد العربي، أسال الله أن يكون ممن تحقق فيهم قول الحرية و الديمقراطية و محاربة الإرهاب، يحدثكم حديث المشفق على قومه من المصير الذي ينتظرهم ويريد أن يخرج قومه من الظلمات إلى النور"...انفجرت ضحكا، بعد ذلك تفضل السيد "دونالد العربي" بالقول، موجها كلامه للعرب و المسلمين: " نقول إما أن تتوبوا عن أساليبكم الضالة وتدخلوا في نور اليقين أو أن تحتفظوا بسمومكم لأنفسكم وتعانوا سوء العاقبة في هذه الدنيا وفي الآخرة"...و انفجرت ضحكا مرة أخرى، قهقهت طويلا، من عمق هذا الضحك الجنوني صارت الأسئلة تتناسل كالجراد، ما هو المضيء فيك حتى نعتنق بوشيتك؟ أنعانقها باسم القنابل الذكية و العنقودية التي أمطرتنا بها في العراق و لبنان؟ أنعاقها لأنك تنافح عن إسرائيل بكل ما تملك من قوة و جبروت، و تدعم جرائمها و توظف حق الفيتو لإبعادها عن الحساب و العقاب؟ أم نعانق بوشيتك لأنك تستنزف خيرات البلاد العربية، و تبذل قصارى جهدك لالتهامها كلها باسم محاربة الإرهاب/الوهم؟...و تواترت تعليقات من كانوا بالمقهى و توالت:
- هم يحاربون البوشية أكثر مما يحاربها الظواهري و بن لادن
- ما هذا الهراء؟ والاستخفاف بعقول البشر؟ وما هذا التناقض الأحمق؟ تارة يظهر هذا الملقب ببوش كبطل مغوار للبوشية، يتوعد ويهدد بالقتل والتدمير، وتارة أخرى يظهر كداعية للبوشية والهدايه
- صرنا لا ندري لصالح من يعمل بوش، ألم تلاحظوا معي كلما أنه هبطت شعبية الظواهري و بن لادن، يظهر بوش ببدعة جديدة من بدعه؟
- كفاية كذب وخداع، أنا أثق يقينا بدون أن يكون معي الدليل المادي أن شخصية بوش وهمية صنعت خصيصا لتشويه صورة البوشية
...و لم يتوقف سيل التعليقات، لكن توقفت أنا عند صورة مشابهة، حيث أجبر المختطفون صحفيي فوكس نيوز على تلاوة الشهادتين، و إعلان الإسلام أمام الكاميرا، تحت تهديد السلاح.
خلاصة القول و المقال: إذا لبى العرب دعوة بوش لاعتناق بوشيته تأكدوا أن الأمريكان سيلبون دعوة الظواهري لاعتناق إسلامه.
التعليقات (0)