مواضيع اليوم

دعوة حق..لا ندري ماذا يراد بها..

جمال الهنداوي

2010-10-31 06:08:28

0

لا نملك الا ان نقابل بالترحيب تلك الدعوة الكريمة التي وجهها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الرئيس العراقي جلال طالباني، والى جميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، والفعاليات السياسية، للاجتماع في العاصمة السعودية الرياض بعد موسم الحج، وتحت مظلة الجامعة العربية، لاجل ما وصف بالسعي إلى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة العراقية والتي اشارت الدعوة الى الحوارات الجارية لتشكيلها بانها نوع من الأخذ والرد الذي طال لاكثر مما ينبغي..

ولكننا لا نملك كذلك –كرأي شخصي ومع كامل تقديرنا لتلك المبادرة اللافتة- الا استرجاع سلسلة المقاربات السعودية العجاف للعملية السياسية الجارية في العراق..ولنجد انه ليس من سوء الظن القريب من الاثم التساؤل عن المصادفة التي اتت بالدعوة مع قرب استئناف مجلس النواب لجلساته بعد قرار المحكمة الاتحادية بانهاء الجلسة المفتوحة..وهو القرار الذي يرى فيه الكثير من المراقبين وسيلة ضغط على الكتل السياسية وقادتها باتجاه التعجيل في تشكيل الحكومة..وهو نفس القرار الذي قوبل بحملة تشكيك وتشويش منظمة من قبل الاعلام السعودي الرسمي.. وكذلك التساؤل عن مغزى تزامن صدور هذه الدعوة مع انطلاق اجتماعات الكتل السياسية استجابة لمبادرة السيد مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان والهادفة الى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء المشاركين في العملية السياسية في العراق..

لا نملك الا ان نتعوذ من الشيطان الكامن في ثنايا تفاصيل تلك الدعوة عندما نحاول ان نتلمس ماهية وحجم وشمولية وجدوى المظلة التي ستقدمها الجامعة العربية للحوار..خصوصا مع الحديث المكثر المكرور الموثق بالمعقول والمنقول عن عجز هذه الجامعة عن حل اي من التحديات التي تجابه المنظومة العربية ..والاهم هو في كيفية حل التشابك الحاصل ما بين التحسس العالي لبعض الاطراف من الدور العربي واتهامه بالابتعاد عن الحيادية والانحيازتجاه طرف معين ضد اخر في تعاطيه مع الحالة العراقية مقابل الادعاء المباشر والمعلن وبعالي الصوت لاطراف اخرى مشاركة في نفس العملية السياسية باحتكار المقبولية العربية والتحصل الحصري على حق التمتع بدفء القبول في الحاضنة العربية العتيدة..

كذلك لا نجد بدا من التطير من النتائج التي افضت لها التجارب المماثلة التي ادمت قلب المنطقة والتاريخ ..والتخوف من طائف جديد يقضي على ما تبقى من بيضة الديمقراطية ويرتهن ارادتنا الوطنية في محبس التوافقية والاحتكام الاولي للانتماءات الطائفية والعرقية من خلال تثبيتها كايديولوجيا مهيمنة ومرجعية سياسية ..

كما ان اختيار اي مكان للحوار عدا العاصمة العراقية سيعد بالتأكيد نوع من التجاوز المجاني  على خيمة الشرعية التي يوفرها حلالا مباحا مجلس النواب لكل ما يفعل ويقال بين اركانه وثناياه والذهاب الى نفق من الحوارات والاحتمالات المعقدة الفاقدة للارضية الدستورية والالزام والغامضة والمفتقرة لبوصلة الخيارات الوطنية..

كما انه لن يكون من الفأل الحسن لعمليتنا السياسية ان نناقش حيثياتها والخرائط التي تهدي مسيرتها في بلاد تعد مثل هذا الحراك والتدافع عملا جنائيا مجرم ومدان وواجب العقاب لو صدر من احد رعاياها..

تملؤنا ثقة ..وتفرحنا وتثلج قلوبنا كلمات مثل"إننا في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية نشاطركم كل ذلك، ونؤكد لكم استعدادنا التام لمد يد العون، والتأييد، والمؤازرة، لكل ما سوف تتوصلون إليه من قرارات، وما تتفقون عليه من أجل إعادة الأمن والسلام إلى أرض الرافدين"..ونعلي مثل هذه المبادرات عاليا..ولكن ليس الى الدرجة التي تجعلنا نستبدل مرجعياتنا السياسية وثوابتنا الوطنية.. وهي الثوابت التي سفحت من اجلها الدماء انهارا مع كل خطوة في مسيرة عمليتنا السياسية الظافرة..فلا حوار الا في بغداد ولا مظلة الا مجلس النواب والدستور..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !