قبل بضعة أسابيع دعا وزير الاعلام طاهر العدوان المواطنين الاردنيين الى العودة الى مشاهدة برامج التلفزيون الاردني مشيرا الى وجود تحول ايجابي كبير ونقلة نوعية في البرامج والتغطية الاخبارية التي تقدمها تلك الشاشة التي هجرها غالبية أبناء الشعب الاردني بحثا عن الصدق والتوازن في التغطية الاخبارية والبرامج التي تحترم عقول المشاهدين.
أعتقد أنني قد كنت واحدا من عدد قليل من الاشخاص الذين استجابوا لدعوة الوزير وقد قمت بالعديد من المحاولات الجادة لاكتشاف التحول الايجابي ومظاهر النقلة النوعية طوال عدة أيام متتالية وقد استمرت بعض تلك المحاولات لفترات تجاوزت العشرة دقائق رغم ما يرتبط بذلك من صعوبة ولكن دون جدوى ، اذ لم الحظ تحقق تحولات نوعية في الخطاب الاعلامي سواءا من حيث اللغة المستخدمة أو المضمون . قد تكون هناك تطورات تقنية واخراجية لا استطيع تأكيدها كوني قد هجرت مشاهدة شاشة التلفزيون الاردني منذ عدة أعوام.
نعلم جميعا بأن تكاليف البث التلفزيوني وتحضير وشراء البرامج المقدمة عبر الشاشة الصغيرة تصل الى مبالغ طائلة قد تجعل الدعوة الى ايقاف بث التلفزيون في المرحلة الحالية أمرا مبررا وخصوصا في ظل الازمة المالية التي تمر بها البلاد ووصول الاردنيين الى مستويات من الوعي والنضج الثقافي والسياسي التي تؤدي الى فشل محتم في تحقيق الغايات التي يسعى التلفزيون الاردني الى تحقيقها في ظل وجود وسائل الاعلام البديلة التي تتصف بالمصداقية والتوازن .
وأقترح هنا بأي لا يتم وقف اقتطاع المبلغ المالي المفروض تحت بند رسوم التلفزيون من فواتير الكهرباء التي يدفعها المواطنون (دينار على كل فاتورة كهرباء) ، بل أن يتم اضافة ذلك المبلغ الى رسوم النفايات التي يتم ادراجها ضمن نفس الفاتورة (دينارين على كل فاتورة) وان تتم الاضافة على أساس توسيع بند النفايات ليشمل النفايات غير المادية التي قد تلوث العقول والتي قد تكون اشد خطورة من النفايات المادية .
التعليقات (0)