مواضيع اليوم

دعوة المجلس ومجلس الدعوة، حلاوة الوطن وحلاوة السلطة!

رياض الحسيني

2008-10-06 17:50:37

0

دعوة المجلس ومجلس الدعوة، حلاوة الوطن وحلاوة السلطة!

بقلم رياض الحسيني: كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل

www.alhusaini.bravehost.com

 

بين مؤيد ومعارض لفكرة تشكيل "مجالس الاسناد" في مناطق الوسط والجنوب العراقي يبدو ان حزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء الاستاذ نوري كامل المالكي ماضٍ في خطته رغم ممانعة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وتحفظ التيار الصدري وهما اكبر لاعبين في تلك المناطق.

معارضة المجلس الاعلى ترجمتها تصريحات أعلنت في اكثر من مناسبة على لسان قيادته والتي بررت رفضها لتلك الخطوة بوصفها "مشكلة مستقبلية" مشترطة موافقة الحكومات المحلية للمحافظات لانشاء مثل تلك المجالس وذلك وفقا لما ادلى به في وقت سابق السيد ضياء الدين الفياض النائب عن منظمة بدر احدى تشكيلات المجلس الاعلى!

لايخفى على احد ان اشتراط المجلس الاعلى هذا لايخرج عن كون ان مجالس ستة محافظات من الوسط والجنوب هي تحت امرته وبالتالي فان موافقتها من عدمها لن يكون بمعزل عن عزم وقرارات قيادتها وهذا مايعرفه الجميع ويدركه حزب الدعوة الاسلامية اكثر من غيره. لكن ذلك لم يمنع الاخير من ارسال رسائل تطمينية لكل الاطراف بمن فيها قيادة المجلس وكوادره ربما كان ابرزها ماجاء على لسان الاستاذ علي الاديب القيادي في الحزب الذي وصف تلك المجالس بانها " مجالس غير مسلحة، وعملها مساعدة الحكومة وتقديم المعلومات لها، وتعمل على تهيئة متطوعين للشرطة الوطنية والشرطة المحلية" مضيفا ان "مجالس الإسناد تابعة للحكومة وليس لحزب"!

هناك حقيقة ميدانية تقول ان جماهيرية المجلس الاعلى تحديدا تدور حول العشائر لذلك افرز لها منذ اليوم الاول مؤسسات ومكاتب خاصة من قبيل مؤسسة تراث الحكيم ومؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي وتجمع العشائر وغيرها في وقت انشغلت فيه قيادة الدعوة في امور عامة معوّلة على استمرار نجاح ووحدة "الائتلاف العراقي الموحّد" وبالتالي كانوا ينظرون الى تحركات المجلس الاعلى على انها في النهاية تصب في خدمة الائتلاف. بيد ان الرد الاخير والقاطع لقيادة المجلس الاعلى لخوض انتخابات مجالس المحافظات بقائمة منفردة جعل قيادة الدعوة تعيد الكثير من حساباتها وذلك وفقا لهذه المستجدات خصوصا وان خسارة الدعوة للانتخابات المحلية تؤسس لخسارة مستقبلية أكبر في مواقع اخرى من الدولة. والامر كذلك فان قيادة المجلس تتحمل جزءا من تبعات لجوء الدعوة لهكذا خطوة تبدو ردة فعل طبيعية برأي الكثيرين. الاستاذ الاديب لم ينكر تلك الحقيقة وله تصريح في هذا المقام يقول فيه "اعتراض المجلس الأعلى الإسلامي على مجالس الإسناد، سببه الوجود المكثف له في موضوع تحشيد العشائر"!

الجميع يعلم انه في حال عدم التفاهم على صيغ توافقية بين احزاب السلطة ينتهي الامر الى اقتتال شوارعي يذهب فيه "الاخضر بسعر اليابس" كما يقول المثل الشعبي! هذا اذا لم نأخذ بالحسبان اي "رد فعل طبيعي" من قبل قيادة التيار الصدري التي قطعا لن تقف مكتوفة الايدي وهي ترى تقاسم الدعوة والمجلس كعكة المحافظات وتركتها الجماهيرية. لذلك يبدو من المنطقي ان تستفيد الاحزاب الشيعية تحديدا في الوسط والجنوب العراقي من تجربة الاحزاب الكردية في الشمال وتتفق على آلية تقاسم السلطة وفقا للمصلحة العامة وليس الحزبية والفئوية فقط خصوصا وان انطلاق اي شرارة عنفية يعني هلاك العباد والبلاد الله يعلم مدياتها وتداعياتها. لذلك نحن نعوّل كثيرا على الزيارة التي قامت بها بالامس قيادة حزب الدعوة الاسلامية بمعية الاستاذ نوري كامل المالكي بوصفه الامين العام الى قيادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي. تعويل نتمنى فيه على الاخوة في المجلس قبول مجلس الدعوة في وقت نطالب فيه الاخوة في الدعوة التجاوب مع دعوة المجلس. تعويل يجب ان تطغى فيه حلاوة الوطن على حلاوة السلطة، والله الموفق!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات