علي الكندي
بسم الله الرحمن الرحيم
دعاوى الانحراف من اين .. والى اين ...؟!
الحلقة الاولى
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .
ونحن في غمرة ايام الحزن والبلاء ايام عاشوراء محرم الدم والشهادة
والتضحيات الجسام نستذكر اهم مصيبة من مصابات الامة المؤلمة ،والتي كانت
ولا زالت مدية يجرح بها جسد الامة ويذبح بها كل انسان رسالي شريف ،يبحث
عن نجاة امته فهو يدعوها الى النجاة وتجره وتضطره الى النار ،لكن هيهات
ان يصير العاقل الى الجهل والى الغي والى الانحراف بعد ان وهبه الله
تعالى نعمة العقل ومكنه من اساليب العلم والمعرفة والبحث والاطلاع .
نوجه اسئلتنا اليوم وكالعادة الى ظاهرة من ظواهر المجتمع المسلم كانت
ولازالت هي السبب في كل الاحداث المأساوية الني مرت بها الامة وراح
ضحيتها عشرات الرساليين . انحراف الامة ، وجهلها باختيار الموقف الصحيح
هو السبب في هلاك المجاميع الرسالية والمباديء الخالدة التي تتوائم
ومتطلبات كل جيل من اجيال البناء الفكري والاجتماعي ،فكان انحرف الناس عن
الحسين عليه السلام سببا في قتال الحسين عليه السلام بنفس السكين التي
دعي اليها الحسين عليه السلام فالكتب كانت اننا جند لك مجندة واذا
بالفعل اننا جند عليك مجندة وهكذا فحق للواصف ان يصفهم قلوبهم معك
وسيوفهم عليك . فالانحرف اذن مرض خطير من الامراض التي تصاب بها الامة
وتعاني من ويلاته، ولا زال الانحراف في الامة يؤدي ثماره ونتائجه لتنتفع
منه الانظمة الكافرة والمستبدة الى تسعى الى تفجير الانسان وتحطيم مقومات
وجوده لتمسخ وجوده وهويته ، وهنا نريد ان نقف على بعض التساؤلات والاجوبة
التساؤل الاول : ما هو الانحراف وما هو الغرض من الانحراف ...؟
الانحراف هو الميل عن الصراط المستقيم ، وهو الميل عن توحيد الله تعالى
وعن شريعته جل وعلا .
وهذا الانحراف او الميل اما يكون ذاتيا منطلقا من جهل الفرد الاعتيادي او
جهله المركب الذي يصوره عالما وانه على هدى واما ان يكون مبرمجا ومهيئا
ومخططا له اي ان الافراد المنحرفين هم جزء من مؤامرة كبيرة تستهدف الفكر
والعقيدة والدين ونحن نريد ان نتناول الجانب الثاني لضعف وقلة النوع
الاول .
اما الغرض من زرع الانحراف في الخلايا الفكرية والمجتمعية في الامة هو
نخر العقيدة الصحيحة المنغرسة في الاذهان والمرتكزة عليها المجتمعات
الاسلامية والانسانية الصحيحة وبالتالي هذا النخر يؤدي الى نتائج عدة تصب
غالبا في صالح من زرع ووجه ذلك الانحراف ولذا فان الانحرافات الساذجة
والدعوات الطارئة لها طريقان اما تكون دعوات ساذجة سرعان ما تنتهي وتذوب
او تنمو لتصبح واحدة من التيارات المجتمعية والفكرية التي لها وجودها
وتاثيرها على المجتمع ولقد استطاعت الاشاعات الفكرية ان تلعب دورا كبيرا
في زرع الفرقة في الصفوف المؤمنة ولقد حذر القران الكريم من هذه المنظومة
التخريبية التي كان يعيش جزء منها بين المسلمين كمسلمين ظاهرين ) يعدون
من بين رجالات الاسلام الاوائل، سماهم حينها بالمنافقين كتوجيه لاخطر فئة
من فئاتهم، اما الجزء الاخر فهو العدو الذي كان يحاول وئد الدعوة
الاسلامية في وقت مبكر حتى تذرع بشتى الوسائل والطرق التي تمكنها من
تحقيق ذلك الا انه لم يستطع فكان القران بين الفينة والاخرى يحذر من وجود
المنافقين والمرجفين والجهال وكانوا وجود هؤلاء خطر عميق على جسد الامة
الواحد . ولم يكن هناك من تكليف حينها سوى التحر من مخططاتهم اما في
اوقاتنا الراهنة فان الامور اصبحت ذات روابط وجذور قوية تتمترس بادرعة
ووسائل للانتشار قوية قادرة في ان تنفذ في المجالات شتى بسبب توفير
العوامل والارضية الصالحة في صفوف المجتمع الاسلامي .
|
التعليقات (0)