عرف داعية النازية داعية هتلر ( غوبلز ) بمقولته المعروفة " اكذب ..اكذب , حتى يصدقك الناس " . واشتهر القذافي بنقده الصريح للاوضاع سواء كانت عربية او دولية . مازال المواطن العربي يتندر على كلمته في مؤتمر القمة العربية عندما ذكر باعدام صدام حسين في اول يوم من ايام عيد الاضحى عام 2006 بطريقة وموعد أستخف بمشاعر العرب والمسلمين , وقال بان " الدور قادم عليكم " في اشارة الى الرؤساء العرب الجالسين في قاعة المؤتمر . وقد ضحك الرؤساء الذين اطيح بهم لاحقا , وكأن كلام القذافي كان نيوءة يبشر بها هؤلاء الرؤساء عندما كانوا يجلسون فوق كراسي الحكم بامان . ويتذكرون كيف مزق القذافي ميثاق الامم المتحدة وهو يخطب من فوق منبر الجمعية العامة للامم المتحدة .
اللازمة المتميزة للقذافي كانت في خطابه الاول عندما بدأت انتفاضة الشعب الليبي في شباط من العام الجاري , ووصف فيه ابناء ليبيا المنتفضين بشتى الاصاف الشنيعة والمقذعة " المجانين والمهلوسين والجرذان " , وهذا الاحتقار لنفر من الشعب كان بداية السقوط من فوق القمة , والسقوط من كرسي الحكم , حتى كانت النهاية المعروفة .
كل نظام يدعي انه يملك الحقيقة وحده , وكل حقائق الاخرين كاذبة . وهذا بداية الانفصام عن الشعب ,وانعدام الثقة بين الحاكم والمحكومين , وانعدام الثقة تعني بداية السقوط . ودعاة النظام السوري يكررون نفس اسلوب المدارس الاعلامية الفاشلة , فيروجون للاخبار الكاذبة التي لا يصدقها غير اتباعهم ومريديهم . كما انهم يستعيرون الالفاظ والعبارات التي يستخدمها الفاشلون .
بالامس ( الاحد ) شاهدت احد الدعاة السوريين على قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني , انيقا في ملبسه متنعما كأنه في ليلة عرسه . يحاوره مقدم البرنامج باستحياء , او من باب رفع العتب ,
اذ ان الضيف يجول ويصول دون اية مقاطعة , فوصف الداعية السوري من اتباع النظام الذي اولغ في دماء الشعب السوري, وصف المنتفضين السوريين منذ ثمانية اشهر ," بانهم فاسدون وحرامية وفاسقون ومثليون وعملاء للاجنبي " , واستعار وصفا للمجلس الوطني السوري المعارض من حلفائه في ايران , هو " مجلس المنافقين " , وهو الوصف الذي يطلقة نظام الملالي على منظمة مجاهدي خلق المعارضة . وفي محاججة مع المعارضة فيقول " انهم يدعون ان لديهم 28 الف فرد داخل سوريا , فماذا يساوي هذا الرقم مع عدد المؤيدين للنظام الذين يعدون بالملايين ؟".
وللاسف كال هذا الداعية سيلا من التهم لدول الجواركون الاسلحة والدعم الذي يأتي للمعارضة منها , وبالذات لبنان وتركيا . كما تهجم على اللجنة العربية التي تمثل جامعة الدول العربية , وعلى الدول العربية الخليجية كونها غير ديمقراطية , بل هي دول ملكية واميرية , لاتعرف الديمقراطية ولا الانتخابات , وبالتالي لا يحق لها ان تتكلم عن الديمقراطية .
ان مثل هذا الداعية لايفقه شيئا من اساليب الحرب النفسية , فالقاعدة النفسية تقول " بتفريد الخصم " اي تركيز الدعاية على فرد معين او على دولة محددة , وليس شن هجوم على الجميع دولا واشخاص .
يبدو ان ما تبقى من الانظمة الشمولية لا يفقه الدرس الذي حدث للرؤساء المطاح بهم , وكيف ادعوا انهم المحبوبون من الملايين , وانهم محميون بسياج من الشعب , واتضح ان الملايين كانت ترقص وتغني وتهتف خوفا من رقابة المخبرين والمنتفعين من النظام , وليس حبا به . فخروج الملايين السوريين امام وفد الجامعة العربية في دمشق لايعد جماهيرية مطلقة للرئيس بشار الاسد , وعندما تميل الدفة الى صالح المعارضة ستنقلب هذه الملايين ضده , ولديها اجوبة جاهزة لتبرير خروجها الى الشارع تأييدا للنظام .
ان دعاة الانظمة الديكتاتورية الباقية, لم يتعلموا من دروس من سبق من الانظمة المستبدة , وما زالوا يقولون ما يرضي اسيادهم , لا ما يرضي الرأي العام المحلي او العالمي .
التعليقات (0)