دعاة الكراهية
من أي منطلقِ ينطلقون ومن أي نتانه يشربون وأي دينِ يعتنقون وإلى أي وجهةِ يريدون الوصول ، دعاة الكراهية يعيشون بيننا ويتحدثون بلسان المجتمع فكما يقولون مجتمعنا متدين وفي الحقيقة ليس متدين بل مُدجن؟
الكراهية سلوك مبني على تفكير لا يعترف بالإنسان كإنسان وإنما يحشر الإنسان بزوايا ضيقة فالمذهب والطائفية والدين والعرق عوامل تُحدد قيمة الإنسان عند أقطاب الكراهية الذين لا يتورعون عن نشرها بأوساط المجتمعات تقرباً إلى الله كما يزعمون ، دعاة الكراهية ولدوا أسوياء لكنهم لم ينشئوا كذلك فطيور التطرف والتشدد أختطفتهم وحولتهم لبشر منزوعي الرحمة والشفقة ، درسوا وتعلموا مبادئ التكفير والتفسيق ورفض المُخالف وتمزيقه وبعد أن تعلموا ذلك نادوا بالتطبيق العملي فعلمُ لا يُطبق وبالُ على صاحبة كما يقول مُحتكروا الإسلام ، فكانت النتيجة ظهور تنظيمات التطرف المسلحة وبروز الكراهية على السطح وكأنها امرُ عادي حتى منابر الجمعة لم تسلم من أولئك وكيف لها أن تسلم وهي بيد الغُلاه الذين ينهلون من مناهل وكتب ومؤلفات شخصيات أسست للكراهية والتطرف والتشدد وأصبحت علوم تُدرس في المدارس والجامعات بإسم الإسلام وتحقيق السلام ، مناهضة الكراهية حق فطري للإنسان السوي ولا يقف ضده إنسان متزن ، لكي تنتهي الكراهية وتتلاشى يجب البدء بتفكيك الخطاب الديني الذي هو خطاب ثقافي غير مُقدس ووضع اليد على مُغذياته الفكرية التي تتمثل في كُتب وأراء لشخصياتِ أخذت أكبر من حجمها قديماً وحديثاً ، بغير تفكيك الخطاب الديني لا يمكن محاربة الكراهية والتطرف والتشدد ولا يمكن للمجتمعات أن تعيش بسلام في ظل تصاعد خطاب الكراهية وعلو كعب المتشددين والمتطرفين وبقاء العقل محصور بين قولين قال فلان وصححة وزكاه إبن فلان عن فلان ، نحن اليوم بحاجة لحزمة من القوانين والإجراءات الجادة والصارمة لنزع الغطاء عن الكراهية وأسبابها ومُسبباتها لكي يتلاشى الظلام وتعيش المجتمعات بسلام وإطمئنان.
@Riyadzahriny
التعليقات (0)