بقلم : احمد الملا
جاء في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد ؛ الجزء الأول في الصفحة 25 رواية يعتمد عليها الأخبارية وفضلتهم الشيرازية في تعيين قبر الإمام علي – ع- وهذا نص الرواية :
(( روى محمّد بن زكريا عن عبيد اللّه بن محمّد بن عائشة عن عبد اللّه بن حازم ( خازم) ، قال : خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة نتصيّد ، فصرنا إلى ناحية الغريين و الثوية ، فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور و الكلاب ، فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فوقف عليها فسقطت الصقور ناحية و رجعت الكلاب ، فعجب الرشيد من ذلك ، ثم إنّ الظباء هبطت من الأكمة فهبطت الصقور و الكلاب عليها ، فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعت عنها الصقور و الكلاب فعلت ذلك ثلاثا فقال الرشيد : اركضوا فمن لقيتموه فأتوني به فأتيناه بشيخ من بني أسد ، فقال له : أخبرني ما هذه الأكمة ؟ قال : إن جعلت لي الأمان . قال : لك عهد اللّه و ميثاقه قال : حدّثني أبي عن آبائه أنّهم كانوا يقولون : إنّ في هذه الأكمة قبر عليّ عليه السلام جعله اللّه حرما ، لا يأوي إليه شيء إلاّ أمن ..... قال محمد بن عائشة : فكأن قلبي لم يقبل ذلك؛ فلما كان بعد ذلك حججت إلى مكة، فرأيت بها ياسرا رحال الرشيد ، فكان يجلس معنا إذا طفنا، فجرى الحديث إلى أن قال ياسر : قال لي الرشيد ليلة من الليالي، وقد قدمنا من مكة فنزلنا الكوفة : يا ياسر قل لعيسى بن جعفر ( العباسي ) فليركب ، فركبنا جميعا و ركبت معهما ، حتى إذا صرنا إلى الغريين، فأما عيسى فطرح نفسه فنام ، و أما الرشيد فجاء إلى أكمة فصلى عندها ، فكلما صلى ركعتين دعا و بكى و تمرغ على الأكمة ثم يقول يا عم أنا والله أعرف فضلك و سابقتك ، و بك و الله جلست مجلسي الذي أنا فيه ، و أنت أنت، و لكن ولدك يؤذونني و يخرجون علي، ثم يقوم فيصلي ، ثم يعيد هذا الكلام و يدعو و يبكي حتى إذا كان في وقت السحر قال لي : يا ياسر ، أقم عيسى، فأقمته فقال له : يا عيسى قم صل عند قبر إبن عمك فقال له : و أي عمومتي هذا ؟ قال : هذا قبر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فتوضئ عيسى و قام يصلي ، فلم يزالا كذلك حتى طلع الفجر ...))...
وهنا نلاحظ أن من كشف هذا القبر هم :-
أولًا :- هارون العباسي بسب كلاب صيده وصقوره والظباء ...
ثانيًا :- شيخ من بني أسد عن آبائه عن أجداده ....
ثالثًا :- من أذاع هذا الخبر هم ( ياسر حمال الرشيد وعبد الله بن حازم –خازم- ومن بعدهما محمد بن عائشة ) ....
هؤلاء هم من كشفوا القبر وقالوا بأن هذا هو قبر علي بن أبي طالب –ع – وعلى ضوء ذلك بني القبر الحالي !!! لكن هنا عندنا ملاحظات وهي :-
الملاحظة الأولى :- قبر الإمام علي – ع- قد أخفي بأمر ووصية منه ؛ ولم يعلم موضعه أي أحد مطلقًا إلا آل البيت –ع- فكيف علم آباء و أجداد هذا الشيخ الأسدي موضع القبر ؟ هل هم من الثقاة ومن أصحاب الأئمة –ع - ؟ إذا كانوا كذلك فلماذا لم تذكر الرواية على أقل تقدير أسم هذا الشيخ حتى يمكن من خلاله معرفة آباءه وأجداده ؟! وهنا يتضح لنا جليًا أن من دل على القبر الحالي أشخاص مجهولين وليسوا معروفين والأهم من ذلك أنهم ليسوا من الأئمة ولا من أصحابهم ...
الملاحظة الثانية :- لن نجد لا من قريب أو من بعيد أي دور لأي إمام معصوم في تعيين وكشف موضع القبر والدلالة عليه؛ فكيف اعتمد الأخبارية فضلتهم الشيرازية ومن وافقهم على صحة هذا الموضع واعتماده ؟! ومن يقول هناك روايات تؤكد هذا الموضع ؛ نقول أن الروايات متعارضة ومتضاربة في تعيين الموضع ؛ فلا يمكن الأخذ بها فهي مشكوكة وعندنا أصل ثابت وهو الوصية ؛ فيبقى الأصل وهو الإخفاء مستمر وقائم لعدم وجود دليل قطعي ينفي الأصل...
#الملاحظة_الثالثة :- وفي هذا المورد نطرح ما ذكره المهندس المرجع الصرخي الحسني من ملاحظات حول سند هذه الرواية ؛ حيث قال :-
{{....١ : [ أسانيد الدس و التدليس ] :
بعد الجنية سحيقة ( شبيهة أم كلثوم !! ) هذه الجنية سحيقة الأخبارية الشيرازية، و بعد جلسات المكر و السحر و الشعوذة، صار المدلسة يأخذون رواياتهم و توثيقاتهم و طقوسهم من هارون الرشيد و رفاقه و خدمه و كلابه و صقوره !! و نبقى مع رواية الشيخ المفيد (رض) :
أ : في المقطع ١ :
{ [ عبد الله بن خازم (حازم) ] عن [ شيخ من بني أسد ] عن [ أبيه ] عن [ آبائه ] } هذه هي السلسلة التي سجلت في المقطع الأول ..عبد الله بن خازم عن شيخ من بني أسد عن أبيه عن آبائه .
بـ : في المقطع ٢ :
{ [ محمد بن عائشة ( هناك أيضا محمد بن عائشة )، ( مجهول أو غير موثق ) } عن ياسر ( رحال هارون العباسي ) أو يقولون جمال هارون العباسي ، عن هارون قاتل الإمام الكاظم (عليه السلام ) ، ما شاء الله على هذه السلسلة من السند من الرواة...من الثقات !!
جـ : في المقطعين ( في المقطع الأول و في المقطع الثاني ) :
يوجد سلسلة روائية أخرى و هي كلاب و صقور هارون ، في المقطعين كلاب و صقور هارون !! و هي بين مجهول الحال و غير الموثق !! الكلاب و الصقور بين مجهول الحال و غير الموثق ، و على فرض وثاقتها، على فرض وثاقة الكلاب و الصقور فمن أين لنا أن نعرف أن فعلها و سلوكها كان خوفا من ملائكة و مخلوقات صالحة مباركة ؟ أو خوفا من شياطين الجن و أرواح شريرة ؟!! كيف نميز هذا من هذا ؟
د : كل المذكورين إما وهم أو مجهول أو غير ثقة ، و لكن المدلس الماكر جعل توثيق و تصديق هارون للكلاب و المجاهيل حجة و منبعا للتشريع و الطقوس و العقيدة !! ...}}...
وبالإمكان الإطلاع على المحاضرة الكاملة للسيد الصرخي الحسني على الرابط التالي :-
https://www.youtube.com/watch?v=LPyzezbrWKQ
التعليقات (0)