مواضيع اليوم

دستور الفرح!

علي جبار عطية

2009-06-03 12:44:46

0

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ

يدعو بعض الكتاب على استحياء الى اشاعة ثقافة الفرح والحياة مقابل شيوع ثقافة الحزن والموت ومن ذلك دعوة اطلقها قبل اسبوع شخصية اسلامية متنورة بان دعا الى اشاعة ثقافة الحياة في التفاتة جميلة ورد عملي على دعاة قتل النفس المحترمة في الاسواق والأماكن العامة تحت لافتات جهادية مزيفة.
أقول انه لأمر سار للغاية أن يقتنص المرء فسحة من سنته ليفرح لكن عليه الا ينسى الضوابط الشرعية والاجتماعية والاعتبارية في فرحه. ولقد مرت بالعراقيين فرص ذهبية لوضع دستور للفرح يراعى فيه شعور الآخرين اكثر من غيرهم من شعوب العالم بفضل الاف الضحايا والشهداء على مدى سنوات حروب العبث والحصار وأيام الخبز الاسمر ذي النخالة والذرة وقد شبعنا من تنظيرات المنظرين بشأن الفوائد الطبية لطحين الحصة التموينية! وفيي سنوات القحط والجفاف وموجة من التدين والعقلانية شاع نوع من انواع الحفلات الاقتصادية عند الزواج بالاختصار في عدد المدعوين واقتصار مراسيم الفرح على زفة متواضعة وبتصفيق اقل ومن دون طبل وموسيقى. تفاءلت في وقتها وقلت ان شعبنا اخذ طريق التحضر عبر بوابة العرس! وحتى بعد التغيير النيساني شهدنا اعراساً لا يدعى اليها احد وربما ركب العروسان في سيارة وصعب تمييزهما في اثناء الزفة. لكن للأسف الشديد بدأت الاعراس العراقية تعود الى عصرها الفوضوي في السبعينيات مع زيادة وتفنن في التجاوزات فقبل ايام وقف صف طويل وعريض من السيارات امام سيطرة امنية ونزل الشباب والصبيان أمامنا وكلهم قد حفروا رؤوسهم بالموس من الجانبين واطالوا شعور رؤوسهم من الامام بما يشبه عرف الديك واخذوا يرقصون بحركات بهلوانية وكانت الطامة بنزول شخص سمين يبدو انه مستورد من بلاد الاسكيمو لم ير حصاراً ولا حرباً واظنه العريس واخذ يتنقل وسط السيارات المزدحمة ثم ركب في السيارة المخصصة للعرسان! ان هذ الاستفزاز العلني لمشاعر الكثير من الحزانى وذوي الهموم يمثل استهتاراً بعواطف الناس فضلاً عما يعقب هذه الزفة من حفل غنائي صاخب يمتد حتى منتصف الليل كما شهدت في منطقتي الشعبية في عودة الى نقطة ما قبل الصفر! ان هذه التصرفات غير المسؤولة في التعبير عن الفرح بدعوى اشاعة ثقافة الفرح تذكرني بحكاية هندية طريفة تقول ان هندياً احمق ضاق ذرعاً بكثرة الفئران والجرذان في بيته فاقترحوا عليه ان يربي قططاً ففعل لكن القطط اشتكت من الجوع فاضطر الى ان يشتري بقرة ليطعم القطط الحليب!!

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !