دستور الدولة في الخطبة الفدكية
مشكلة البحث
رغم أن العرب كانوا قريبين من المنبع الأصلي للنور الأشد نصوعاً ولمعاناً على مدى مسيرة الأنبياء والرسل ، فإن الطليعة التي اشتغلت بالكفاح والجهاد وأسهمت بصورة مباشرة في نشر المبادئ العظيمة ، كانوا ثلة من الناس الذين شاركوا في استيعاب العقيدة وفهم مقاصدها وتعلموا اسلوب معالجة الواقع وعملوا على التحرر من دين الجاهلية. فإذا كانت قريش قد ترقى على مشهد الحضارة اليونانية الديمقراطي ، فنحن غير قادرين على الإلمام بروحية السماء التي كانت تضئ ولا ندرك العقلية الثورية التي كانت تستضئ.
وربما لا أحد يعلم عن الجهود المضنية التي بذلت في البشارة الأولى ، ولا أحد يتصور المعاناة والألم وما كان يقاسيه المسلمون الأوائل في تشييد الإسلام لبنة لبنة. ومن ذا يعرف وتكتيكات الصراع مجهولة وعلى الأغلب انتهت بالتوافق ، خصوصا وإن الثورة العلمية التي أحدثها القرآن المجيد لم يقدر على استيعاب أجزاءها إلا فئة من الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان وأعدوا أنفسهم للتضحية إعدادا شاقا ومعقدا فنصرهم الله وأيدهم بروح منه .
لا يمكن العودة بالقهقري ولن يروي التاريخ المغشوش ولن ينبأ التراث المختلط فإن الصراع على السلطة قد دمر وجه النقاء ، فمثلا إذا صحت الخطبة الفدكية للزهراء فإنها تحكي عن انقلاب على الدستور ، فكيف يكون أبو بكر مرتدا وهو جد الإمام الصادق الذي كان في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة ، وهو السبب الذي دعا لوصف كسرى يزدجر بالعادل لأنه جد علي بن الحسين ، وجريمة قهر آل محمد تستوجب اللعنة إلى سبعة أجيال.
ما نوع الإيمان الذي يبقى في النفوس ، وجهلة بعض العمائم يتخذ الشكل المقولب ويمارس على الناس ضغط الضمير ويدعي التمثل بالصفات الإلهية ، ثم يحارب لاكتساب التميز والتوصل وسلب الغنيمة والنماء ويقامر بأوراق من المخلفات الثقيلة للتاريخ . ويظل الإسلام الدين العلمي الوحيد على الأرض ولكن المشكلة في فهم النصوص .
التعليقات (0)