التاريخ: 13 ديسبمر سنة 2003 م ، المكان : العراق ، الحدث : القوات الاميركية بعدما قامت بتفتيش العراق دار دار وزنقة زنقة بحثا عن الاسلحة الكيميائية وبحثا عن صدام حسين المختفي ، تتذكر اخير أنها يجب أن تضيف أيضا حفرة حفرة الى القائمة ، وبتفتيش أول حفرة تعثر القوات الاميركية على الرئيس المجيد صدام حسين داخل الحفرة ، يقدم أحد الجنود الامريكيين التحية العسكرية لصدام حسين ويقول له احمل لك تحية من الرئيس جورج بوش ويتم القبض على صدام حسين دون ان تسمع صوت رصاصة واحدة ودون ان تسيل قطرة دم واحدة ودون أصوات ودون ضجيج ،ثم يتم فحصه طبيا للتأكد من خلوه من الميكروبات بعد مكوثه في تلك الحفرة . ثم يتم وضعه في السجن وتقديمه للمحاكمة ليظهر علينا بعد ذلك وهو في غاية الاناقة وقبل أن يقبض عليه الامريكان كان في حالة مزرية جدا .درس أمريكي حضاري راقي جدا من دولة لا يتجاوز عمرها 300 سنة ومن جنود لا يدعون الاسلام ولا ينتمون الى الكرم العربي النظري المعروف ، درس حضاري نحن في أمس الحاجة له ، لكننا لن ناخذ من الامريكان دروسا لأننا نكرههم ونعتبرهم اعداءنا ، فنحن نكره امريكا ونكره الحضارة والاخلاق والرقي ان جاء من امريكا ونكره كل ما هو امريكي الا الدولار الاميركي والفيزا الاميركية ، فالدولار نحبه لدرجة العبادة حتى اتخذه بعضنا الها عمليا بعد ان جعل الله الها نظريا فقط ، والفيزا بعضنا لديه استعداد أن يعطيك ماله وبيته وملابسه وزجته واولاده وامه وابيه مقابل الفيزا الاميركية ، فيما عدا ذلك نحن اعداء امريكا . ولنترك العراق وسنة 2003 الذي قدمت لنا فيه امريكا مثلثا مقدسا ثالوثه الحضارة والرقي والاخلاق ولننتقل الى تاريخ اخر ومكان اخر .
التاريخ : 20 اكتوبر سنة 2011، المكان سرت ليبيا ، الحدث : الثوار الليبيون يعثرون بعد 8 اشهر وثلاثة ايام من قيام الثورة الليبية ضد معمر القذافي على معمر القذافي داخل جعبة لتصريف مياه الامطار في احد أودية منطقة سرت ، وما ان تم العثور على معمر القذافي حتى ساد الهرج والمرج وتعالت الاصوات وتداخلت وعم الضجيج المكان ، وسادت الفوضى وتداخل كل شئ مع أي شئ ، الجميع يتكلم ولا أحد يسمع غير معمر القذافي الذي لم يسمع شيئا ، البعض ينادي والبعض يصرخ والبعض يصيح الله اكبر ، هذا النداء الذي أسانا اليه ، ( فاصبح الان حتى الزناة يصيحون الله اكبر ثم يقومون بزناهم ، وحتى الذين يشربون الخمر يصيحون معا الله اكبر مع كل كاس يشربونها ، ) والبعض يطلق الرصاص في الهواء بل وفي كل اتجاه ، والبعض يجر القذافي يمينا والاخر يجره يسارا ، انها الفوضى الكاملة غير الخلاقة ، أنه عصر ما قبل الحضارة ، انه التناقض مع المشهد الامريكي الاول ، نحن المسلمون ديننا يامرنا بحسن معاملة الاسير ، نعم لكن لا تنسى ان علماء اخرون يقولون يجب قتل الاسير ، فوضى حتى في الدين ، نحن العرب اهل الكرم والاخلاق العربية الاصيلة ، نعم انه الوهم النظري المتبدد ،
لقد رأينا الفوضى العارمة في محاكمة مبارك فوضى من القضاة ومن المحامين ومن الشهود ومن الحضور الذين تقاذفو بالحجارة وبالاحذية ايضا ، وفي نفس الوقت كنا نرى محاكمة جاك شيراك في فرنسا قمة الرقي في كل شئ حتى في مظهر المحاكمة ،افيقو يا قوم ، استيقظو ، قومو من قبوركم ، صوركم جلبت لكم ولنا العار ، ان كنتم لا تملكون التحضر والرقي فاستلموها من غيركم ولا تخجلو ، ماذا يضيركم ان كانت الحضارة يهودية او اوربية أو امريكية ؟ اليس طعامكم وملابسكم وسياراتكم وموبايلاتكم وكل ما بين ايديكم جاء من تلك البلاد ؟ فلماذا لا تضيفون التحضر والرقي الى تلك القائمة ؟ الستم تستوردون منهم حتى الامصال ضد الامراض ؟ فلماذا لا تستوردون مصل الرقي والتحضر وحسن الاخلاق ؟ .
شتان بين مشهد يظهر فيه رجل معافى وسليم يجتمع عليه الاطباء ليفحصوه ، ومشهد يظهر فيه رجل مصاب بالرصاص لا يجد طبيبا يفحصه ولا احدا يضع على جرحه قطعة من القطن بل ويتم سحله وجره وهو مصاب بالرصاص .
أن المشهد الامريكي في القبض على صدام حسين وأن لم يعجب البعض الا أنه درس اخلاقي حقيقي يثبت التفوق الحضاري الكامل للغرب وانا اعلم ان البعض لن يعجبهم هذا الكلام لأن قلوبهم ممتلئة بالبغضاء للغرب حتى انهم يعتبرون بغضهم وكرههم للغرب واجبا مقدسا ، لكنني لا يهمني سوى ذكر الحقيقة مجردة كما هي ، وهاهي قد ذكرتها لك فخذها وان صدمتك هذه الحقيقة فاعلم ان هكذا شأن الحقيقة تصفع كل من يرفضها لعله يستفيق ، وأن لم يستفيق فتتركه تلك الحقيقة هائما على وجهه في صحراء السلفية القاحلة ،هابطا في هاوية التخلف الحضاري التي لا قرار لها ، وغارقا في بحور الفوضى العملية الغير خلاقة ، وتائها في ظلمات اوهام النظريات الاخلاقية النظرية التي لاوجود لها على ارض الواقع ,
ابورفاد العليي
صدام حسين عند وقوعه في يد الامريكان ( صورة مزرية )
صدام حسين وهو في يد الامريكان ( أناقة لم يظهر عليها صدام حتى في عز مجده )
معمر القذافي بعد وقوعه في يد الثوار ( ازالة ملابسه وسحله في الشارع )
التعليقات (0)