دروب العمر3- تيه الكتابة-
الآن هنا. .لحظة و ارض .كنت أتطاول مع ورقي في جوف الليلة وأنا أحاول أن أدرك التواء المسلك و أن المح في متاهاته بصيص النور. لكنى لا استطيع التدقيق أو تجميع الشتات كانت الفكرة تمر تهزني ثم تخرج لسانها. كان راسي يسخر مني وكانت يدي عبد. لا حول ولا قوة. كانت حدوسي تضرب بغير بوصلة اتجاه وخطي أعمى لا يرى خطوته.
كنت اجلس منذ ساعة إلى الطاولة.وأنا أحاول أن أغادرها لكن جمادها وسطحها كانا يشداني إليها .كان هدا المنبسط عذاب. كانت الكتب ترقد فيه مبعثرة في إهمال بغيض.فقد كنت تركت قراءتها مند مدة طويلة . كنت انظر أليها في جفاف و كنت أحس أنها تبادلني نفس الإحساس كلما سمعت خشخشة أوراقها
وأغلفتها التي بدا عليها التقادم . كان المكان الوحيد الذي لم تحاول خالتي أن تقترب منه . و رغم أني لم أحاول آبدا أن استفسر عن السبب كنت أحس أنها كانت تنتظر أن اسألها حتى تجيبني .لكني لم أحاول أن اسألها لأني كنت اعرف تقرينا السبب . كان ورقي الأبيض يتألم .جعل اضطرابي قلمي كالأزميل بين أصابعي كانت الورقة تهترء تحت ذئبته. كان بمشي و يجئ .يرسم خطوطا مبعثرة ثم يطويها . يشقها ثم يجمعها حتى تبقر بطن الصفحة. كان الأزرق يزداد زرقة يرتفع لونه حتى كأنه دم هذا الجسد المسفوح.
كنت اشعر بالتقزم و كان حرفي يتأبد في صمته وكان غثياني يتعمق فأريد أن اقذف ما في . كان أكثر الأسبوع قد مضى .فقد عدت منذ أربعة أيام لكني لم اصب بعد ما ابتغي. كان الصفاء يتمنع عني و لا تترتب طمأنينتي .حاولت أن ا تجول في أرجاء القرية و حولها .وان اعقد الصلة مرة أخرى بين أمس و يوم جديد. أصابتني الغبطة حينا ثم اكتشفت أني كنت أعيش السراب. .لم تعد خطوط القرية تحفر في مستودع لمزيد من ذخيرة. غاب عطشي و جوعي.نهض بطني و صار التبلد أية لي .
كان الانقباض يصيبني و تنقبض خطوط جبيني كلما تذكرت ان الكتابة تتمنع عني .كنت استجمع قوتي و شجاعة أيامي الخوالي لكني أعود لأفر كغبي .كنت أرى الرجاء في الرسالة و لا أتقدم لم استطع أن أفكر حتى في خطة لفتحها .كنت أخاف بعض حرارتها .فم تنين يتخفى وراء رائحة الموت .حتى أمل كانت تخرج أمامي تلعنني و تقول متخاذل لا يستحثه عذاب الضمير .غائب عني و عن القضية .كانت تلتفت عني ثم تخرج هذيانها ووطنها .اى لعنة هذه صورة أم غول.
كان لا يعوزني أن افهم أن جملة التعرجات التي أصابتني كانت تحتاج الاستقامة كان حديدها يحتاج الى نار حامية والسندان و للبطريق. اعترف أن الفكرة ضبابا يعشي.داخل المتاهة اقلب جوفي ذات اليمين و ذات الشمال و قعري يوصد عني بألف باب و باب وألف مرتج ومرتج .كنت احتاج إلى سند . سلسبيل من معنى أو نهر يترقرق ويشكل الجداول تم يسمع الأرض صوت الماء .
.كنت اضحك في سري كثيرا.فقد كانت فكرة الحديث عن زينب تعجبني .فلازال احتفظ في خبثي بحكاية خجولة . كنت اعرفها منذ طفولتي الأولى . لعبنا معا ووسخنا تراب المزارع وجعلنا الدروب غبارا ونحن نجر الأشواك و قطع الحطب التي كنا نجمعها في ساحة بعيدة عن الحقول عند الاحتفال بعاشوراء لنشعلها مع حلول الظلام. ونتراقص حولها في حبور عجيب .
كنا.أربعة ذكور وهي.ضلت تدخل معنا فصول اللعب.جمعتنا الكحة و الغضروف و لعبة السارق و البوليس و الحبل و المربعات .لعبنا ولعبنا و عشنا نفس سنين المتعة كان كل هدا قد ذهب و لم يبقى إلا أخيلة تحتاج لعناء حتى تعود صورا حية. لكني احتفظت بالحادثة ناصعة.
كنا نمضي صباحنا منذ إشراقه النور في المزارع.ندور حول السواعد و المعاول و المحاريث حتى إذا استوت الشمس و بلغت ارتفاعها عدنا إلى الحومة.كان ذلك كاللازمة والواجب اليومي . ظلت لهفتنا و هتافنا على ذات الحال . صخب الحياة و احمرار الخدود و اللهث .كانت بحق قوة لا تعرف الكلل .
كان من عادتنا أيضا التبول على الحيطان رغم كل التحذيرات التي كانت تطبق علينا من الأفواه تارة ومن الأيدي تارة أخرى .ورغم كل الكتابات بالخط العريض التي كنا نفهم أنها تقصدنا رغم أننا لم نكن نعرف بعد القراءة و الكتابة . كان الواحد منا إذا احتاج لقضاء حاجته و ارفت عنده ساعة الغائط عاد إلى المنزل أو ارتمى إلى الخرائب القريبة أما إذا كان الأمر مجرد بول استدار وقوفا إلى الحائط .صرفه عنه و عاد إلى لهوه.كان هذا الحائط مبال المبتغى .كنا نعرج يمينا حتى يستقبلنا ابيض عريض .يخفينا عن أنضار كبير يسبنا و يطآ نسبنا.
لا ادكر بالتفصيل السبب ألدى دفعنا دلك اليوم إلى الحديث عن لعب البنات وعن لعب الذكور.لكني ادكر جيدا أنها بكت بشدة عندما انتصرنا في بيان أننا الأقوى والأكثر مهارة في العالم الصغير الذي يحيطنا .
.شعرت المسكينة بالضيم .أن يقسم الفريق المتحد هذا التقسيم .حمي و وطيس الحديث و تعاركنا ثم سكنا إلى اللعب
.اقسم في ساعتي هذه أنني لم استدر إلى الحائط لان شيطانا دفعني . ذهبت اقضي حاجتي و لم الحظ أنها كانت هناك . كانت تستقبل الحائط و قد رفعت تنوراتها تتبول واقفة .ابلست و أدهشني ما رأيت .وقفت واجما .أما هي فعادت إلى اللعب دونما حرج .حفظت ذاكرتي المقعرة هذا المشهد.أتذكره كلما خضت حديثا في حقوق المرأة و المساواة. بقيت أعجب منذ طفولتي حتى هذه الرجولة في سري و ينطق لساني اللاذع بهذه الحادثة . أشم رائحة البول كلما وقفت أمامي فتاة متطرفة ثورية .تسب الرجال و تلعنهم .أعجب من انفي.حساسية جديدة تضاف إلى قائمة أمراض العصر..
3
اخذتني هنية. طوفت بي ثم أرجعتني .نجحت خالتي في إثارتي .حركتني ببطء ولم تعرض عن خمولي كأنها النفساني يلعب على كتلتي العصبية.هاجمتني إلى درجة أن زينت لها سريرتها أن تضع عنها الفوطة و محزمة القماش و مريول فضيلة .استبدلتها بفستان اروبي وردي.دخلت عليا صورة جديدة حديثة. كائنا وجد أبعاد جديدة.وقفت أمامي تنظر تارة إلى فستانها و ترسل تارة بصرها اليا .انتفض شيء في داخلي ،سرع نبضي و احمر وجهي لكني ابتسمت سريعا. كانت المفاجأة حقيقة . ما يزال في هذه التركة دفق حواء الأولى.قدم يرفل في حلة الاستقبال . حواء تستقر أعماقي الخربة نحو سرورها.
ربما كانت أكثر ذكاء مما أتصور .قد يكون حدست أن التحول سيدفعني نحو أقاصيا. أخرجتني الغرة عن مكامني . خاضت الانقلاب بنجاح فلم أتمكن في إعراضي من المقاومة . و تحول انفراج شفتي إلى ضحكة .انطلقت قوية . قوضت سكوني و كانت ملتحمة بلون الفستان وزهوره. وجدت ربيعا يكون لها يتبعها حيث سارت.
انفلت عن الكرسي أرنو إليها .و يدايا تبحثان عن ضمة .آخذتها بين ذراعيا .قبلت جبينها ثم أمسكت كتفيها. خلقت بيني و بينها مسافة و هي عندي. انفتح الماضي على مصراعيه و ظهرت أمي يوم عيدها و عيدي تحصد لوثتي كحصد الشعير .ارتجفت قليلا لكني تمالكت نفسي و عدت إلى لحظتي .توردت الدنيا و تعاقبت الصور.
موش نرمال .....من انت يا صبية؟"
يعيش ولدي."."
ما اجمل الفستان ." "
خاطته زبيبدة.""
." موش نرمال ... ؟"
"ربي يستر " فتحت نافذة أرجو أن لا تغلق.دار الهواء في الحجرة لما دخلت ".
"حرك اله أمرك للخير."
تسللت بي إلى النور .أعطتني جرعة من إكسير الحياة . سحرتني حينا. ملكتني حتى لم يعد كل أمري لي و لا حديثي . لكن سرعان ما بدا تراجعي .ربما لم أكن بعد على هيئة الاستقبال الكافي. شعرت مع تطاول الحديث أن سعادتي كانت تحملا فوق طاقتي.
كان تركيزي يضعف شيئا فشيئا .عاد إلى تؤدته. أكل كسلي ما فيا من غريزة التواصل.كدت أصيبها بخاطر خارج الحديث لولا أني أمسكت لساني.اكتفيت بالنظر .كانت أذناي موصدتان كان فمها يقذف الكلمات نحوي فلا يلقى غير سطح أملس يرمي كل متسلق عند أساسه.شعرتا ا لمسكينة باستسلامي فقالت
"أتسمعني يا ولدي " .
." طبعا "
"سرحت ببالك عني"
لا .أكملي"
التفتت إلى عالمها . ذهبت بعد أن خر خروجي و ذهب ما اينع في وجهي .كان اكتئابي اكبر رقعة من لباقتي .لم يجد سنها و حبها مربط فرس عندي . حملت خيامي و اطفات ناري فيها و مرا بعي .عاد عالمي لي و انطبقت سحبي على فراستي . كنت احسب أنها أنقذتني لكن شوقي تصدع.
مر بي النهار و انا في قوقعتي .لم الق خالتي . إلا عند الغروب حين جاءتني بالعشاء ثم غادرتني سريعا. كانت مهدودة يبدو عليها التعب تمنت ليلة سعيدة ثم غلفها نصف الظلام و نصف النور.كانت مثل الشمس هنيئة خالتي.
أعاود محاولتي. ابحث عن حل لهذا الفتور الذي يصيبني كلما لمست صفحة الورقة.فكرت انه ينقصني دفع يكون من خارجي يصورني بوتقة لا تحتمل الغليان أو يجعلني محطة اقطع فيها عقالي. احتاج أن أحس أن دفئي ليس مني . يرسله غيري فيصبح لي. هذه الوحدة عقمي. تبتلعني لا تدعني. تذكرت أني كدست خصوبتي خارج لوني. تتوارى الضمائر و تتشكل شبكة من العلاقات و التيارات خارج و داخل الأمور
كانت الأسماء تدور تبعث فتنتها إلى قشعريرتي . كان يجب عليك أن تحدد المبتغى. أن تضع لك مرمى تصيبه و أن تخاطب نفسك في سجنها أن اخرجي إلى الحلبة.ارقصي و هو مي و تفصدي عرقا و لتغمرك النتونة حتى احسك و اعرف مرقدك . لتعبق رائحتك حتى منابت الأنف .تهت في غيك و نسيت انك تمتلك طريقا لا حدودا. تريد أن تفتح لك الروح و البشر و أن تخترع التمثل و التمثيل و أنت لا تكاد تفتح لك صدرا يعطيك زمنه. افتح أبعادك تتصل و تكن امتداد. تأتي إليك الأسماء من كل عمق في الأرض و وهده ركب صوتك و ابعث في الفضاء فرقعة. نادي تعالوا انك اليوم حشر
.
مر بي الهاتف كفلسفة متمردة و فتاة تغمز. رفرفت عيني كفراش و حولت نظري إلى الشباك.
5
التعليقات (0)