مواضيع اليوم

دركي مغربي يعلن اكتشاف أكبر حقل للبترول في العالم بالمغرب

إدريس ولد القابلة

2009-10-05 12:26:54

0

يونيو 2007

على سبيل البداية


عمر بوزلماط أحد أبناء قرية انحناحن جنوب مدينة الحسيمة، ولج سلك الدرك الملكي سنة 1984، عمل بالدرك الحربي بالجنوب، ثم التحق باليوسفية فمدينة الرشيدية، حيث يعمل ويقطن الآن.


قبل إجراء حديث مطول معه بخصوص اكتشافه لحقل نفطي عملاق بالمغرب، سألناه مباشرة، بدون لف ولا دوران، هل عمر بوزلماط يبحث عن النجومية أم عن اكتشاف البترول وزف البشرى للمغاربة بعد انكسار حلم تالسينت؟ صمت لحظة فقال، إذا كنتم تعتقدون ذلك، أطلب عدم ذكر اسمي وعدم نشر صورتي والاكتفاء بالقول إن الأمر يهم مواطنا مغربيا.. فأنا لا تهمني النجومية، وربما صدق في قوله لأن النجومية في هذا المجال قد تكون سلبية على اعتبار أن هذا المجال تشوبه المخاطر.


إن الدافع الرئيسي الذي جعله يتصل بأسبوعية "المشعل" ويثق بها، هو أولا، حسب قوله، اهتمامها بجملة من القضايا الحيوية والشائكة، وثانيا لأنه سئم معاينة دكاترة يسكبون على أنفسهم البنزين ويضرمون النار فيها، وسماع أن هناك مغربيات يرمون بأنفسهن في أحضان الخليجيين وغيرهم، وشباب يركبون قوارب الموت سعيا وراء الإفلات من الفقر المستدام والتهميش الممنهج.. شعرنا أنه صادق في قوله، نبيل في مسعاه، لذلك قبلنا إجراء لقاء معه، بعد أن تواطأنا معا للبحث عن نجومية من نوع آخر، إنها نجومية الوطن ونجومية شباب هذا الوطن ونجومية أجياله القادمة.


اكتشاف القوة الخارقة والتحكم فيها


اكتشف عمر بوزلماط القوة الخارقة الكامنة فيه صدفة وهو في طريقه إلى مقر عمله الجديد بالرشيدية، نواصل الحديث معه لتسليط المزيد من الأضواء بخصوصها.


• كيف تم اكتشاف القوة الخارقة للاستشعار عن بعد؟
كان ذلك بالصدفة، وقتئذ كان الإبهامان ملتقيين فانفصلا فجأة وعلى حين غرة بقوة لا إرادية، تساءلت بخصوص هذا الأمر، وقادني هذا التساؤل إلى تجريب هذه القوة في مجال اكتشاف المياه الجوفية، وفعلا أصبت الهدف خلال كل محاولة قمت بها.
أما بخصوص توظيف هذه القوة الخارقة في مجال التنقيب على الهيدروكاربورات، فكانت البداية في 7 نونبر 2005 على الساعة الواحدة صباحا، بين مدينة أزرو وتمحضيت.


• هل ظلت هذه القوة الكامنة على حالها أم أنها تطورت؟
نعم، تطورت هذه القوة تدريجيا مع تكرار التجارب والأبحاث وتقدم التحكم فيها وتوجيهها وافتعالها في أوقات معينة ومحددة، وفعلا حققت تقدما مسترسلا في السرعة والتحكم والتوجيه والدقة وتأويل الإشارات وفك ألغازها.


• ما هي المجالات التي يمكن أن تستعمل فيها هذه القوة؟
يمكن استعمالها في إحدى الطاقات المتجددة، الحرارة الجوفية والمياه، مع تحديد طبيعتها (العذوبة، الملوحة، الحموضة..)، والهيدروجين المكون للفوسفاط، وقد قمت بعدة تجارب ودراسات بعين المكان بالمناطق الفوسفاطية، وهو المضمار الذي يهمنا حاليا أكثر من غيره اعتبارا لأهميته وطبيعته الإستراتيجية الحيوية، علما أن الاهتمام بهذا القطاع جاء صدفة ولم أكن أفكر في إمكانية حدوثه يوما.


• هل يمكن التحكم في هذه القوة الخارقة؟ وكيف يتم ذلك؟
أستطيع التحكم فيها، وذلك عبر التحكم في الأمواج الكهرومغناطيسية، إذ باستطاعتي توجيهها عن بعد، على علو شاهق وبسرعة 7200 كيلو متر في الساعة، كما أنه بمقدوري الغوص بكل الأمواج في عمق الأرض، وأستطيع المرور من طبقة أرضية إلى أخرى ودراستها وتحليلها، كما يمكنني توجيهها في اتجاه معاكس لأنني أتحكم فيها الآن بكل دقة.


• لكن ما هي هذه القوة بالضبط، فما زال الأمر مستعصيا على الفهم؟
سرّ هذه القوة الخارقة في الدماغ، لأنني بدوري تساءلت بخصوص ماهيتها وطرحت على نفسي عدة أسئلة في هذا الصدد، لكن السرّ في الدماغ لأنه هو الذي يعطي الإشارات، فهو مصدرها، وأنا أقوم بفك ألغازها، علما أنها إشارات دقيقة. فإذا مررت مثلا فوق نهر جوفي تأتي إشارة، وإذا مشيت فوق نفق تحت أرضي تأتي إشارة، وعندما تأتي أقوم بتحريك الأمواج. وهناك طريقة معينة ومحددة لتوجيه الأمواج تحت الأرض وفي العمق. على سبيل المثال بالإمكان أن اكتشف بدقة خندقا تحت الأرض أو مخابئ للعدو، نعم، كل ما أقوله قد يكون صعب التصديق بالنسبة للكثيرين، لكنني أفسره بالنتائج الملموسة التي يمكن معاينتها عند التحقيق.
مثلا أثناء التنقيب عن الماء في إحدى الأيام تدخل أحد المهندسين في الهيدرولوجيا، وقال لي لا أصدق ما تصرح به، وكان ذلك بحضور أحد السوريين، فعقبت عليه قائلا: "نحن مازلنا في بداية الطريق ولم نقم بعد بمباشرة عملية الحفر، وكما يقال "الماية تكذب الغطاس" أو "اتبع الكذاب حتى باب الدار"، والنتيجة علميا يمكنها أن تكون إما إيجابية أو سلبية، وأقول لك مسبقا إنها ستكون إيجابية والخاتمة بالنتيجة".
بعد ذلك قمت بتحديد المنطقة، وهي عبارة عن شقوق أرضية ناتجة عن حركات تكتونية باطنية، وكانت تلك الشقوق تتوفر على مياه تتحرك بسرعة، وقلت للمهندس ورفيقه السوري، إذا حفرنا هنا سنجد المياه خلال يومين، فعلا تم الحفر في المكان المحدد وتدفقت المياه، فقال السوري: يخلق الله ما يشاء.


لكن كيف يمكنك التعرف على كميات البترول المتواجدة في باطن الأرض؟ وكيف تحدد كبر حجم أو صغر الحقل؟
الطريقة التي أعتمدها في تحديد كمية البترول المكتشف مكونة عبر مراحل: أولا تأتي إشارة الاكتشاف، ثم تليها مرحلة الدراسة وتحليل الإشارات، والدراسة تكون عن بعد وفورية، وقد لا تتجاوز 20 دقيقة أو نصف ساعة حسب قوة الحقل النفطي.
فأثناء توجيه الأمواج الكهرومغناطيسية من طبقة أرضية إلى أخرى أو نحو الصخور المسامية المحتوية على النفط، أتلقى إشارات، وبذلك أستطيع تحديد سمكها، وهناك طريقة لتحديد هذا السمك، وأثناء هذا التحديد أقوم بصدم أمواج الكترونات وبروتونات النفط، حينئذ تحصل تحركات كهربائية، وإذا كانت جد قوية إضافة إلى معطى السمك، آنذاك سيبدو جليا أنها منطقة غنية بالنفط.
وقد استعمل أيضا بعض المواد المساعدة قصد معرفة قوة انتشار النفط عبر الصخور لأن هناك صخورا ضعيفة وأخرى غنية، فمثلا، إذا كان سمك الصخور ضئيلا، فإن الإشارة تتحرك في حدود 30 سنتيمترا، وإذا كان السمك قويا تكون الإشارات قوية جدا وقد تخلق لي مشاكل، كأن يكون المرء تحت طائرة مروحية أثناء النزول.
هكذا أصبح البترول أول همومي
يقودنا عمر بوزلماط إلى عالمه المادي الملموس بمقاييسه، والغريب بالنسبة لعامة الناس كونه ضربا من ضروب الخيال والمحال، لنتقدم معه خطوة خطوة داخل هذا العالم ما دام أنه على يقين بأنه سيقنعنا في آخر المطاف..


كيف تكوّنت لديك فكرة امتلاكك قوّة خارقة لاكتشاف الهيدروكاربورات؟
كانت البداية سنة 1998 في اليوسفية، إذ اكتشفت أنني أتوفر على قوّة خارقة تُمكِّنني من العثور بدقة كبيرة على المياه الجوفية. وبعد النجاح في ترويض هذه القوة بخصوص المياه الجوفية تفوقت في هذا المجال لكن بعد قيامي بمئات التجارب في الهيدرولوجيا، إذ كنت أتعامل معها كتحديات، وكنت على الدوام أحقق نتائج إيجابية، كما كنت خلال كل مرّة أُصعّد من حدّة التحدي محاولا التعمق في الدراسة والتحليل عن بعد حتى روضت كليا المواد الكهرومغناطيسية بالمياه وبأنواعها وطبيعتها، وأصبحت أتعرف بسهولة فائقة على المياه العذبة والمياه المالحة والمياه الحامضة، وذلك بواسطة تواصل كميائي معقد عبر الأثير باستعمال جملة من المواد لاستفزاز الأمواج الكهرومغناطيسية التي أريد الاصطدام بها عن بعد، قصد بلوغ هدف أحدده مسبقا بكل دقة، ذلك أنني لا أقتصر على الاستكشاف وإنما أباشر كذلك التحليل الكيميائي، وهكذا امتلكت خبرة مهمة في مجال التنقيب على المياه الجوفية والهيدرولوجيا.
أما بخصوص البترول والهيدروكاربورات عموما، لم يسبق لي أن فكرت إطلاقا في الأمر، لكن عندما تم نقلي من مدينة اليوسفية إلى مدينة الرشيدية، للالتحاق بمقر عملي هناك، بين مدينة أزرو الجبلية وتمحضيت، كنت مارا في جناح الليل وأنا أقود سيارتي فرفعت يدي لمحاولة اكتشاف مياه بالمنطقة التي أعبرها، قصد التسلية ومقاومة رتابة طول الطريق وتكسير جو الوحدة، فمرّت بالقرب مني حاوية للبترول فامتلكني ارتجاج قوي، فقلت مع نفسي إنني ربما أتواجد فوق واد جوفي أو بالقرب من خزان مياه، وبعد 5 دقائق مرّت بالقرب مني حاوية بنزين ثانية فتكرر الارتجاج القوي من جديد، آنذاك امتلكتني رغبة قوّية في فهم الأمر، وحضرتني فكرة ساهمت في اقتيادي للإجابة على التساؤلات التي تتزاحم في ذهني منتظرا الجواب.
اتجهت لأول محطة لتوزيع الوقود في طريقي إلى الرشيدية، وقمت بإجراء التجربة على كل واحد منها، وكان عددها بالضبط 25 محطة.. قلت اتجهت لأول محطة لتوزيع الوقود، وبمجرد الاقتراب منها شعرت بنفس الارتجاج (أي بلغة أكثر علمية) تلقيت إشارات، أو قل أمواجا كهرومغناطيسية مخالفة لتلك الأمواج المرتبطة بالمياه الجوفية، وكررت التجربة على طول المسافة التي فصلتني عن مدينة الرشيدية، فكلما اقتربت من محطة توزيع الوقود كان الأمر يتكرر.
خلال تلك الليلة شعرت، في لحظة من اللحظات، بإشارات أخرى مختلفة، عندئذ أوقفت السيارة لمعاينة المكان فلاحظت أنني فوق قنطرة، وبذلك علمت أن تلك الإشارات المغايرة (الأمواج الكهرومغناطيسية) تتعلق بالفراغ المتواجد تحتي وأنا على الجسر.
هكذا بدأت أتقدم بسرعة في فك ألغاز مختلف الإشارات، إشارات الفراغ، إشارات المياه الجوفية بمختلف أنواعها (العذبة، المالحة، الملوثة...).
إذن هناك جملة من الأمواج الكهرومغناطيسية المختلفة والمتابينة يمكن التحكم فيها عن بعد، وقد توصلت بعد مدّة من التدريب إلى ترويضها والتحكم فيها من خلال إصدار أمواج كهرومغناطيسية تصل سرعتها إلى 7200 كليو متر في الساعة.
كيف تمكنت من ضبط هذه السرعة الفائقة بهذه الدقة؟
المسألة بسيطة جدا، ويمكن القيام باحتسابها بسهولة.. في الرشيدية هناك حقل نفطي يبعد عنها بحوالي 51 كيلو متر متواجد بكلميمة غير قابل للاستغلال، وقد تمكنت من اكتشاف هذا الحقل خلال مدة تتراوح ما بين 25 و26 ثانية، أي أنني اكتشفت حقل بترول على بعد 50 كيلو متر في مدة 25 ثانية بواسطة التحكم في أمواج كهرومغناطيسية (عبر الأثير) بسرعة بلغت 7200 كيلو متر في الساعة (عبر إصدار وتلقي الإرشادات).


لكن لماذا هذه السرعة بالذات (7200 كيلو متر في الساعة(وليس أقل ولا أكثر؟
إنها السرعة التي انتقلت بها الأمواج الكهرومغناطيسية بيني وبين حقل كلميمة، وها هي العملية الحسابية؟
القيام بعملية قسمة 3600 ثانية (ساعة) على 25 ثانية (المدة الكافية لاكتشاف الحقل ثم القيام بعملية ضرب الناتج في 50 كيلو متر، المسافة بين مكان وجوده وموقع الحقل المذكور.
فعملية القسمة الأولى (3600: 25) تعطي ناتجا قدره 144 إذا ضربناه في 50 (144 x 50) نحصل على 7200 كيلو متر في الساعة، وهي السرعة المتحدث عنها أعلاه. لذلك تمكنت انطلاقا من مدينة الرشيدية اكتشاف الحقل العملاق المتواجد في المحيط الأطلسي خلال ظرف لا يتجاوز 5 دقائق، نعم أكرر، 5 دقائق أي 300 ثانية.
لكن كيف تمكنت من اكتشاف هذا الحقل العملاق بدقة على بعد مئات الكيلومترات وفي وقت وجيز جدا؟
هناك عدة خرائط دقيقة موجودة بشبكة الانترنيت تتضمن جملة من المعلومات الموثوق بها جدا في مجال الخرائط واحتساب المسافات وتحديد المواقع، وقد استعملتها لضبط المسافة التي تفصلني عن الموقع المستهدف بدقة علمية متناهية، مع هامش ضئيل للخطأ، لا يكاد يبين ولن يكون له أدنى تأثير في النتائج المحصل عليها.
بما أنني أعلم أن سرعة الأمواج الكهرومغناطيسية التي أتحكم فيها هي 7200 كيلو متر في الساعة، فإنه من السهل إذن احتساب المدة الزمنية الكافية لبلوغ النقطة المستهدفة، تصور معي كأنك تقود طائرة تنتقل من نقطة إلى أخرى بسرعة محددة، فإن ربانها يمكنه أن يعرف بالضبط أين يوجد في أية لحظة، وهذا ليس بالعسير.
إذن، عندما أخترق المسافة المطلوبة بواسطة الأمواج الكهرومغناطيسية، هناك مواد كيميائية محضرة مسبقا أربطها في حزامي وأستخدمها في اللحظة المناسبة لاستفزاز الأمواج الكهرومغناطيسية التي أرغب الاصطدام بها مسبقا في محيط مجاليّ محدد بدقة.
وبخصوص هذه المواد المحضرة، والتي يمكنني أن أحددها بكل تدقيق بلغة العالم الفيزيائي أو الكميائي، وأنا على استعداد للمناظرة بخصوصها مع الاختصاصيين في المجال، وأقول هذا لنفي أي طابع عشوائي مما قد يتبادر إلى ذهن العامة من سحر أو خرافات، فالمسألة ترتبط بمعطيات علمية دقيقة قابلة للتجربة ومعاينة النتائج عن قرب وبالملموس.
أقول هناك عدّة مواد كيميائية متنوعة جاهزة، استخدمها للتعرف على وجود المياه ونوعيتها، ومواد أخرى أستعملها للتفاعل والتواصل مع مراكز الحرارة الباطنية كيفما كانت درجتها، علما أن النفط يكون على الدوام مرتبطا بالحرارة، واستخدم مواد أخرى عندما أقوم بالدراسة والتحليل عن بعد، إذ أوجه الأمواج الكهرومغناطيسية إلى النواة الأرضية ثم أبدأ في الصعود طبقة تلو أخرى، أدرس الحرارة والضغط وسمك الصخور الخازنة للنفط، وأجمع المعلومات والمعطيات التي أبني عليها، لإصدار حكم قيمة على الموقع موضوع الاستكشاف وأخرج بخلاصة واضحة.
لم أقف عند هذا الحد، بل قمت بإجراء تجارب أخرى، قد تبدو للكثيرين ضربا من ضروب الخيال ومستحيلة التحقيق، لكني أقول إني مستعد لإعادة التجربة تحت أنظار المختصين وعلى أمور قابلة للمراقبة، والعبرة ستكون بالنتيجة.
لقد قمت بتجربة اكتشاف البترول خارج الحدود المغربية، حقول في طور الاكتشاف، وفي هذا الصدد أقول بإمكاني التعرف على حقل نفطي في طور الاستغلال، وإذا كان الحقل مرتبطا بخزان يوضع بداخل البترول المستخرج، يمكنني إذن أن أتبع مسار النفط المستخرج إلى حد وصوله الخزان، وآنذاك يمكنني تحديد شكله، هل هو دائري أو مكعب أو كروي الشكل دون أن يسبق لي معاينته من قبل، وهذا ليس علما بالغيب وإنما نتيجة معلومات أحصل عليها عبر إشارات ناتجة عن اصطدام أمواج كهرومغناطيسية، أفك ألغازها بعد توجيهها والتحكم فيها واستعمال جملة من المواد لاستفزاز النوع المراد استفزازه من تلك الأمواج، فالمسألة علمية وليست ضربا من ضروب المعجزات أو السحر أو الدجل، فكل شيء يكمن مقاربته مقاربة علمية سهلة الفهم لدى أهل الاختصاص العلمي.
وقد قمت فعلا بهذه التجربة، واكتشفت حقلا خارج الحدود الترابية للمغرب، في طور الاكتشاف، وتتبعت مسار الأمواج الكهرومغناطيسية واستعملت مواد لاستفزاز التفاعل مع بعضها بعد الاصطدام بها، وذلك للبحث عن غطاء الحقل النفطي، وبعدئذ تلقيت إشارات تتبعتها بسهولة، وهي ذات الإشارات التي ترسم لي خط الزلزال إذا كان الحقل مدمرا، ثم شرعت في البحث عن الحرارة لتقييم نسبتها وأهميتها، وهكذا دواليك حتى انتهي من الدراسة وتجميع المعطيات عن بعد لأكوّن فكرة عن الموقع وأصدر حكمي بصدده.
وأعيد وأقول.. بإيجاز إنها القوّة الخارقة التي أنعم عليّ بها الله سبحانه، قد تكون نوعا من أنواع الحاسة السادسة، وهذا أمر مقبول عقليا، وإليك مثل: منذ آلاف السنين تم استعمال غصن الزيتون لاكتشاف المياه الجوفية، وهي طريقة مازالت تستعمل في العديد من المناطق بالمغرب، فماسك هذا الغصن الزيتوني يتفاعل عبر تواصل كهرومغناطيسي مع المياه الجوفية، وقد يصيب وقد يخطئ الهدف.. أما أنا يمكنني اكتشاف المياه وكذلك تحديد سرعة جريانها في باطن الأرض وتتبع مسارها، يكفيني الاصطدام مع أمواجها الكهرومغناطيسية، وهذا جانب لاختزال صورة القوّة الخارقة التي حباني الله بها.
اكتشاف حقل نفطي عملاق رهان مغرب المستقبل
يصر عمر بوزلماط على أن المغرب يحتضن حقلا نفطيا عملاقا، يعرف بالضبط أين يقع، حدد طوله وعرضه وسمك صخرته النفطية، وهو على أتم الاستعداد لاستكشاف المنطقة ما بين أكادير والكويرة إذا توفرت الرغبة لدى القائمين على الأمور ومكّنوه من وسائل بسيطة جدا. فهل عمر ينطق عن هوى أم أنه عالم حق العلم بما يقول؟


- بالتأكيد، اكتشفت آبارا للبترول والغاز الطبيعي وأنت تتجول في ربوع المملكة، هل يمكن لك أن تحدد لنا المناطق التي اكتشفت فيها النفط؟
نعم، يمكن أن أسرد عليك المناطق التي اكتشفت فيها البترول والغاز الطبيعي وهي كثيرة، كلها مع الأسف الشديد غير قابلة للاستغلال.
فهناك مثلا منطقة تندرارة التي كانت مسرحا للحفر مؤخرا، سمك الصخور الخازنة للنفط فيها ضعيف ومعظمها صخور فقيرة، إضافة إلى أن الصخور الأم المولدة للبترول هي بدورها ضئيلة، وباعتبار أن الصخور الأم فقيرة، فإن النفط المتوفر ضعيف، هذا أوّلا.
وثانيا، هناك منطقة قريبة من تندرارة، تحتضن هي كذلك حقلا نفطيا لكنه مدمر وبالتالي غير قابل للاستغلال.
أما المنطقة الواقعة بين عين الشعير والمنكوب قرب بوعرفة، فهي منطقة نفطية دمرتها الزلازل بطريقة عنيفة، وترسب بها البترول ولم يعد صالحا.
ومنطقة ما بين بودنيب وإنزورن (منطقة بوعنان)، بها حقل نفطي لكن سمكه ضئيل لا يرقى إلى مستوى الاستغلال.
أما في منطقة الرشيدية، على بعد 13 كيلو متر من العمالة، هناك حقل نفطي دمّره الزلزال، وكذلك الأمر بالنسبة لحقل قريب من المطار.
وهناك منطقتان قريبتان من ميدلت وأخرى بالقرب من ميسور، في الجهة الجنوبية لتالسينت، وكلها تحتضن حقولا دمّرتها الزلازل.
على بعد 30 كيلومتر من مركز أداء الطريق السيار بمدخل فاس، يوجد حقل نفطي دمّره الزلزال، وهناك فالق يمرّ فوق الغطاء البترولي امتد في اتجاه سيدي حرازم الذي أصبح مكانا تجمعت فيه المياه، وهو الحقل الذي يمد تلك المياه بالحرارة.
وهناك منطقة على بعد 4 كيلو متر من مكناس يوجد بها غاز لكن بكميات ضعيفة وغير صالحة للاستعمال، وهو حقل غير مدمّر.
كما أن المنطقة الواقعة بين مكناس وغابة المعمورة غير مدمّرة لكن نفطها ضعيف وغير صالح للاستغلال.
وكل الهيدروكاربورات المتواجدة بمنطقة العرب، هي غالبا غاز طبيعي لكن بكميات ضئيلة جدا وتمر على حقولها خطوط زلزالية.
وهناك منطقة بترولية قرب سيدي سليمان، لكن سمك الصخرة الخازنة للنفط ضئيل ويتركز فيها الكبريت، وبالتالي فهي غير صالحة رغم أنها غير مدمّرة.
وهناك حقل يمتد من الجديدة في اتجاه الوليدية على طول 110 كيلو متر وعرض 10 كيلو متر دمّره الزلزال، وبالقرب من مدينة الجديدة في البحر حقل نفطي طوله 40 كيلو متر تقريبا دمّره الزلزال. وفي اتجاه مدينة سطات حقل غير مدمّر لكن كميات نفطه ضعيفة وغير قابلة للاستغلال.
وأخيرا.. بالصويرة، هناك مناطق ضعيفة دمّرتها الزلازل، لكن خط الزلزال لحسن الحظ لم يمر من البحر، إذ وصل إلى مشارف الحقل العملاق على بعد 40 كيلو متر، ولو كان قد مرّ من البحر لدمّره. وهذا الحقل العملاق يمتد من الصويرة إلى حدود اثنين شتوكة، على بعد 60 كيلو متر من الدار البيضاء، وهو حقل يمكنه حل جميع مشاكل المغرب، وقد يستمر استغلاله أكثر من 50 سنة على الأقل، وأنا على استعداد، إن رغب المسؤولون في ذلك، تحديد المنطقة بدقة على الخريطة بـ GPS، حتى يتم حفظها.


- كيف كانت حالتك النفسية عند اكتشاف الحقل العملاق؟
عندما اكتشفت الحقل العملاق، كانت فوقه باخرة صيد، واعتقدت في البداية أنها منصة بحرية نفطية، فامتلكني الإحباط، وقلت لنفسي: لقد تم اكتشاف هذا الحقل العملاق، فانتهى الأمر إذن.. لكن سرعان ما تبين لي أنه مجرد مركب صيد وليست منصة.. تابعت الدراسة وتحليل الحقل في شموليته عن بعد.. حددت عرضه وطوله، وقمت بمختلف القياسات المرتبطة بالسمك والضغط والحرارة وجودة المياه..
صباح يوم الغد بادرت إلى مراسلة الأميرة لالة سلمى في الموضوع لربح الوقت وسدّ الأبواب على الشركات المهتمة بالتنقيب، وذلك قبل فوات الأوان، إلا أنني لم أتوصل بأي جواب إلى حد الآن.
علما، أنه باعتباري دركيا لازلت أزاول المهنة، أخبرت رؤسائي المباشرين بالأمر وشرحت لهم مختلف المعطيات وسلمتهم جملة من الوثائق وتكلفوا بإيصال الملف لقائد الدرك الملكي، وهذا ما كان، غير أنني لم أتوصل كذلك بأي جواب، علما أني قضيت أكثر من 23 سنة في الخدمة، بالرغم من أن هناك عشرات الشركات الأجنبية التي تجوب المغرب للتنقيب على النفط.
وكاتبت كذلك الوزير الأول ووزير الطاقة والمعادن ولكن بدون نتيجة.


- هل يمكن أن يكون هناك تستر من طرف جهات حكومية مسؤولة ونافذة في المغرب؟
أظن أن المسؤولين في المغرب لا علم لهم بمجال النفط، فهم من منحوا تراخيص، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات مجرد مكتب للتراخيص، وقد حسمت مديرته، أمينة بنخضرة، الأمر عندما صرحت بأن تكاليف التنقيب والحفر جد مكلّفة، والمغرب ليس في وسعه حاليا تحملها، لذلك أوكل أمر التنقيب على النفط بالمغرب لجهات خارجية، الشركات النفطية العالمية.
من المنطقي القول إن هذه الشركات إذا وجدت النفط يمكنها التستر عليه، لكن من الصعب أن تقوم بذلك، لأنه ليس في صالحها ما دام أنها استثمرت أموالا باهضة وعليها استرجاعها مضاعفة تحقيقها للربح لأنها بكل بساطة شركة تسعى إلى تحقيق الربح.
فهناك شركة أجنبية قامت بالتنقيب على البترول قبالة شاطئ المهدية (القنيطرة) على امتداد 6 أشهر، ثم انسحبت في صمت مريب، لماذا؟ لأنها لم تكتشف شيئا على اعتبار أن المكان الذي نقبّت به يوجد فيه، فعلا، حقل نفطي لكنّه مدمّر. ولو كانت هذه الشركة على علم ولها الدقة التي أمتلكها، لما استثمرت ملايين الدولارات وخرجت خاوية الوفاض.
إذن الشركات المرخص لها بالتنقيب والقائمون على الأمور عندنا لا يدرون شيئا في هذا المجال.


هل المناطق التي تنقّب فيها الشركات الأجنبية ليس فيها نفط؟
الجواب واضح ما دام أن الشركات التي نقّبت لم تجد شيئا إلى حد الآن، بما فيها تلك التي قامت بالتنقيبات بالمنطقة الغنية بالنفط. إذ من المحتمل أن يكون ذلك الحقل العملاق غير بعيد عن حقول مدمّرة يمكنها أن تضلل الشركات، علما أن الحقول المدمرة تستمر في إنتاج المجال المغناطيسي.
فالحقول المدمّرة موجودة في كل مكان بالعالم، وليس في المغرب وحده، فمثلا هناك حقل نفطي في البحر الأحمر دمّره الزلزال.


هل المغرب يتوفر على حقول أخرى بالإضافة إلى الحقل العملاق؟
في الشمال هناك حقل من الغاز وحقل من البترول، أقول إنه ضعيف لكن يمكن استغلاله، علما أن الحقول المتواجدة وسط البحر نادرا ما تكون مربحة، لأن تكاليف استخراج النفط من البحر لا زالت مكلفة خاصة إذا كان الحقل متوسطا، ذلك أن الأمر سيبدو في الظروف الحالية بدون جدوى اقتصادية.
وأقول كذلك إنه من الممكن اكتشاف مناطق في الصحراء.
أظن بكل صدق، إذا عزم المغرب على اعتماد خطة ستة أشهر للحفر، فأنا على يقين أننا سنسجل ميلاد مغرب البترول، وشروق شمس النفط بالمغرب انطلاقا من المحيط الأطلسي.
كما أقول إنه إن سمحت لي السلطات بالقيام بإثبات الحقول وتحديد مكانها، فإني على يقين بأن الشركات الأجنبية المتواجدة بمياهنا الإقليمية سترفع راية الاستسلام.


إذا لم يستجب من يهمهم الأمر لرؤيتك، هل يمكن أن تعرض قدراتك وخبرتك على جهة أجنبية؟
إنه أمر غير مقبول بالنسبة لي.. مهما كان الأمر، لكن لا أخفي عليك أنني لا أظن أن القائمين على الأمور، لو درسوا الأمر بتأن وتمعنوا جيدا في المعطيات التي وفرتها والتي سأوفر المزيد منها إن طلبوا منّي ذلك، كيف لهم أن يرفضوا أو يتغاضوا عن الأمر، علاوة على أن قضية النفط تهم الشعب المغربي كذلك وله حق الاستفسار عنه.
وإذا رفضوا الاستجابة وامتنع الشعب عن الاستفسار، فهذا شأنهم في نهاية المطاف.


سبق وأن نقب الاستعمار الفرنسي على الغاز الطبيعي بمنطقة الغرب، وهناك علامات معروفة لدى أهل المنطقة، فهل هناك تستر على وجود الغاز؟
فعلا هناك علامة بمنطقة لكدادرة، وقد قمت بزيارتها وعاينت المكان عن قرب، فالذي حفر هناك لا يدري شيئا في الهيدروكاربورات، إن السمك جد ضئيل، وليس هناك غطاء، فقد دمّرته الزلازل، وكان الأولى ردم ذلك الثقب، لأن منطقة الغرب ضعيفة جدا في مجال الغاز والنفط، والذي يعتقد بوجودهما هناك فهو يحلم بشيء غير موجود على الإطلاق.
فخطوط الزلزال قد ضربت القنيطرة، في اتجاه المحيط وفي اتجاه مولاي بوسلهام، وهي منطقة مدمّرة، لأنها تعرضت لعدّة ضربات زلزالية منذ القدم، وهي ضربات لا تترك مجالا للغطاء لكي يتجمع البترول.


ألهذا السبب أقفلت الشركة البترولية الأجنبية الثقب الذي أنجزته بدوار الكدادرة بمشرع بلقصيري وغادرت المكان بدون رجعة؟ فهل اقتنعت بعدم وجود النفط أو الغاز هناك؟
+ غادرت المكان وقفلت الثقب ووضعت علامة بارزة لعدم الحفر من جديد هناك.فلو وجد غاز لتم استغلاله.
كما قلت ذهبت إلى المنطقة وأجريت تجارب، وأصدرت أمواجا في العمق هناك، وتبين لي بالملموس أنها منطقة فقيرة جدا بخصوص الهيدروكاربورات، ويمكن أن أمنحها نقطة 0.5 (نصف نقطة) على 10.
تتوفر الجارة الجزائر على حقول نفطية وغازية عملاقة، هل قمت بمقارنة بينها وبين مخزون الحقل الذي اكتشفته بالمغرب؟
الحقل المتواجد في المغرب حقل قوي مقارنة مع الحقول الجزائرية، ولا يتواجد إلى حد الآن نظيره لا في الجزائر ولا في ليبيا ولا في منطقة أخرى.


هل من الممكن وجود البترول في مناطق أخرى بالمغرب؟
من المحتمل جدا وجود البترول من أكادير في اتجاه الكويرة، وخلال أسبوع يمكنني أن أجيب على سؤال: هل يوجد بترول هناك أم لا؟
فإذا لقيت تجاوبا من طرف السلطات ومن يهمهم الأمر سأقوم بالمطلوب.
ليس في مقدوري القيام بذلك على حسابي، فقد أنفقت إلى حد الآن 14 مليون سنتيما من مالي الخاص وتخليت عن الاستمتاع بعطلي وضحيت براحتي الأسبوعية، وأصبحت الآن عاجزا على المزيد من الإنفاق على هذه المهمة.
لحد الآن لم ألاحظ أي تجاوب، فكيف يمكنني الذهاب إلى الجنوب للقيام بالتجارب والاستكشاف.


هل يوجد البترول في مناطق برية بالمغرب، قابلة للاستغلال؟
حاليا المناطق التي زرتها وقمت باستكشافات بها لا تحتضن إلا كميات ضئيلة، وأغلبها مدمّر، وحتى غير المدمّر منها غير قابل للاستغلال، وبالتالي بدون جدوى.


هل المغرب كان غنيا بالنفط قبل أن تدمّر حقوله؟
بالعكس، المغرب كان ضعيفا بتروليا، لأن الحقول المدمّرة لها سمك ضئيل، فحقل المهدية بالقنيطرة، طوله 16 كيلو متر وعرضه 4 إلى 6 كيلو مترات حسب الالتواء الجيولوجي، فهو حقل دمّرته الزلازل، وقامت إحدى الشركات بالتنقيب هناك، لكنها في آخر المطاف انصرفت.
لنفترض الآن أن الزلزال لم يضرب تلك المنطقة، ومع ذلك لا يمكن استغلال نفطها لأن السمك ضئيل.
عموما، المناطق النفطية البرية بالمغرب، تحتضن نفطا سمكه ضئيل، لكن النفط المتواجد بالبحر في منطقة ما بين الدار البيضاء والصويرة، سمكه غني ويتوفر على فالق عظيم منذ غابر الزمان.
كيف يكتشف عمر بوزلماط الهيدروكاربورات؟
سنحاول من خلال بعض الأسئلة الوقوف على جانب من الطريقة التي يتبعها عمر بوزلماط في استكشاف الهيدروكاربورات، قصد تمكين القارئ من إمساك رأس الخيط

كيف تتمكن من الإحساس أو الشعور بوجود البترول أو الغاز الطبيعي في مكان قد يبعد عنك بمئات الكيلو مترات؟

السر في كل هذا أوّلا وأخيرا يكمن في الدماغ بالدرجة الأولى، لذلك فهذا أمر عقلاني ولا يمت بأي صلة للسحر ولا للشعوذة ولا لأية علاقة بالجن.
رغم بعد المسافة هناك وسيلة للتواصل دائمة الوجود داخل كوننا وبطريقة مسترسلة ومستدامة، إنها الأمواج الكهرومغناطيسية، وهي كثيرة ومتنوعة لدرجة قد لا يتصورها العقل البشري، وهي الآن حقيقة علمية لا يمكن نكرانها بأي وجه من الوجوه، وقد مَكَّنت العلماء من حل جملة من المشاكل وفهم الكثير من الظواهر التي كانت غامضة حتى الأمس القريب، ولا يسع المجال هنا لعرضها.
الغرض من هذا الكلام هو محاولة التوضيح للقارئ أن الأمر الذي يخصني، بالرغم من أنه متعلق بقوّة خارقة لا يتوفر عليها الإنسان العادي، إنها قابلة للتفسير العلمي وكذلك للتحقق إن حضرت الرغبة في ذلك.
جوهر طريقة العمل في استكشاف الهيدروكابورات يهم دراسة الطبقة النفطية، وهي الطبقة المهمة، وذلك عن بعد، باستعمال القدرة على التحكم في الأمواج الكهرومغناطيسية وتوجيهها وتلقي إشارات عبر الأثير، بعد الاستعداد لذلك، يتم رصد طبقة السمك وكيف يتفرق البترول في الصخور؟ وهل يحتل مساحات مهمة قابلة للاستغلال. ويأتي دور دراسة الغطاء، هل هو نضّاح قابل للشرح أم كتيم لا ينفذ منه سائل. بعدئذ أقوم باستفزاز ذرات البترول بواسطة افتعال اصطدام بها في لحظة محددة، وخلال لحظة كهذه قد تعكس قوة عبر نبضات كهربائية في جميع الاتجاهات، وهي نبضات تسبب لي مشاكل فيزيولوجية وارتجاجا قويا مفاجئا، لذا تتطلب هذه العملية إجراء تمارين رياضية مكثفة ليكون الجسم مستعدا في أي وقت، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالحقول النفطية القوية، مثل الحقل العملاق المتواجد على بعد 40 أو 60 كليو متر جنوب الدار البيضاء في اتجاه مدينة الصويرة، وذلك لأن النبضات الكهرومغناطيسية تكون في جميع الاتجاهات ولا يمكن الصمود أمامها إلا إذا كان الجسم والنفس مستعدين كامل الاستعداد، لذلك وجب التدريب المكثف من أجل التصدي لها.
- كيف تتم العملية؟
+ أشعر كأن قوّة تحركني أو تجذبني بشدّة في جميع الاتجاهات، وقد تصدر عنّي حركات لا إرادية قوّية ومفاجئة، وقد ينتابني أحيانا ارتجاف شديد ويتصبب مني عرق غزير، خلال التواصل بالأمواج الكهرومغناطيسية لحقل نفطي كبير، وهذا ما حدث لي عند استكشافي للحقل العملاق بالمحيط الأطلسي، علما أنني أتحكم في هذا الاتصال عبر الأثير وعن بعد.


- يبدو أنك تعتمد على الأمواج الكهرومغناطيسية في التنقيب على البترول، أليس كذلك؟
+ في الحقيقة أعتمد على نوع من الموجات الكهرومغناطيسية الغريبة، والتي تمتاز بقوّة خارقة.. ولتقريب الصورة للقارئ، يمكن القول إن ذرة تتصل بذرة ويقع الاتصال عن بعد LA CONNEXION A DISTANCE، وعندما أتحدث عن موجات فإنني أتحدث عن معطى مادي قابل للتحقق من وجوده أو عدمه، ولا أتحدث عن غيبيات أو أشياء لا يتقبلها العقل والمنطق البشري. إن ما أعنيه هو عملية محددة يمكن التحقق منها علميا.
أنا أتحدث عن مجال كهرومغناطيسي يمكن قطعه بمجرد أن أفصل التقاء كفيّ أو إبهاميْ الاثنين، وبذلك ينقطع الاتصال الكهرومغناطيسي.


- أنت موجود بالرشيدية وتحاول اكتشاف النفط في مكان بعيد عنك بمئات الكيلومترات عبر الأثير بالاعتماد على الأمواج الكهرومغناطيسية وباستخدام جملة من المواد المحضرة سلفا، كيف ذلك؟
+ أولا أتوفر على معطى تأكدت منه منذ مدة، فهناك مقياس 50 كيلو مترا و25 ثانية، وقد سبق لي أن أجريت العديد من التجارب بهذا الخصوص إلى أن أصبحت حقيقة من "حقائق بوليشينيل" كما يقال، وهذا يعني أن سرعة الأمواج الكهرومغناطيسية التي أتحكم فيها هي 7200 كيلو متر في الساعة، وأثناء دفع هذه الأمواج تتم مراقبتها عبر الاعتماد على قوس، وبتحريكه في حدود 90 درجة يمكن السيطرة على 300 كيلو متر عرضا، وهذا يعني أن حزمة الأمواج تتحرك بسرعة 300 كيلو متر ضمن القوس المحدد سلفا، وبالتالي فكل حقل نفطي يقع ضمن هذا القوس (300 كيلو متر عرض) يمكن أن أتفاعل معه واستشعره عن بعد.
عندما أمسك بجزء من الحقل يكفي تغيير الاتجاه للتعرف على عرضه وطوله، وذلك باختراقه مرة أو مرتين أو أكثر إذا استدعى الأمر ذلك.
بعد اكتشاف عرض الحقل، أستقر وسطه وأحوّل الاتجاه، آنذاك يمكنني التحكم فيه.
لكن كل هذا يجب أن يتم خلال الاتصال الكهرومغناطيسي، وقتئذ أحرص على البقاء على اتصال دون فصل يديّ، لأنه إذا انقطع الاتصال يجب إعادة العملية منذ البداية، وإذا رغبت في أن يظل الاتصال قائما، عليّ قطع التنفس مدّة 15 ثانية، لهذا أجدد وأقول، إنني أحتاج لاستدامة تداريب رياضية مكثفة للقدرة على الصمود والمقاومة.


- هل أنت مستعد للقيام بتجارب بحضور ومعاينة اختصاصيين في المجال وتحت إمرة مسوؤلة في الدولة للبرهنة على صحة امتلاكك القوّة الخارقة التي تمكنك من اكتشاف النفط عن بعد؟
+ أنا مستعد كل الاستعداد منذ البارحة وليس اليوم إذا رغب القائمون على الأمور الخروج من صمتهم الرهيب بخصوص الكتابات العديدة التي وجهتها لهم بخصوص هذا الموضوع.
أنا جاهز منذ الآن للذهاب لأية دولة توجد فيها حقول نفطية متوفرة لدى القائمين عليها على معلومات دقيقة ومحققة بخصوصها.
وعليهم أن يتركوني بعيدا عنها، وسوف اكتشف لهم حقلا تلو آخر، بل أكثر من هذا سأكشف لهم الحقول التي هي في طور الاستكشاف إذا كانت موجودة فعلا، أو التي هي في طور الاستغلال، والتي لم يكتشفوها في حالة وجودها. ولن أكتفي بهذا الحد، وإنما سأمكّنهم من ورقة تحليلية خاصة بكل حقل تتضمن المعطيات التقنية والعملية الكافية لاتخاذ القرار الواجب اتخاذه.
أصرح بهذا ليس لمجرد المجازفة أو حباّ في الشهرة وبحثا عن النجومية، ولكنني أقول ذلك لأنني واثق من نفسي وأعتمد على معطيات وحقائق علمية قابلة للبرهنة والتحقق منها، وكما يقال "الماية تكذب الغطاس"، وأنا أقبل أي تحدّ بخصوص كل ما تفوّهت به عن القوّة الخارقة التي أدّعي امتلاكها والتحكم فيها بعد ترويضها، أخضعوني للامتحان وآنذاك يمكنكم الحكم عليّ وعلى قدراتي في استكشاف النفط بطريقة لم تتوصل إليها بعد حتى الشركات العملاقة ذات الشهرة العالمية في هذا المجال. فالكرة عندكم الآن وأنا انتظر الإشارة للتفاعل.
إن الشركات النفطية الكبرى تعتمد إلى حد الساعة على الحفر، والحفر فقط للتنقيب على النفط أو الغاز الطبيعي ومحاولة التعرف على الكميات المتوفرة، إنها في واقع الأمر تقوم بإحداث ثقوب كثيرة ليتم الربط بينها (ELLES NE FONT QUE JOINDRE LES POINTS).
أنا أقول إنني مستعد لهذه التجربة، وإن قبلوا هذا التحدي سأحدد لهم مكان وجود البترول في البر والبحر.


- هل نفهم مما قلته أن قدراتك الخارقة تفوق قدرة وإمكانيات الشركات النفطية العملاقة؟
+ في رأيي إن العلوم النفطية مازال عليها أن تتطور، وما حققته إلى حد الآن هو ضئيل، مقارنة بما استطعت انجازه بفضل ما تسمونه القدرة الخارقة. لهذا أسمح لنفسي بالقول إن الشركات الأجنبية المستفيدة من تراخيص التنقيب على البترول بالمغرب، بكل قوّتها ومهندسيها ووسائلها ومعداتها وخبرتها ومعداتها وإمكانياتها التكنولوجية، آخر تقليعة، فإنها مقارنة بما حققته لوحدي، واعتمادا على وسائلي الخاصة وإمكانياتي المتواضعة جدا، والتي كنت أقتطعها على حساب حرماني من جملة من الحاجيات الأساسية، فهي مازالت متخلفة في هذا المجال، وبذلك أكون متفوقا عليها بفاصل مدهش.


- تقول هذا بالرغم من أن بعض هذه الشركات في رصيدها العلمي اكتشافات في مناطق أخرى من العالم؟
+ نعم، بالرغم من كل ذلك، أصر على قولي ولا أتزحزح عنه ولو قيد أنملة. وذلك لأن أغلبية الحقول النفطية عالميا تم اكتشافها عبر الحفر اعتباطيا.
مثلا في الخليج تم انجاز الحفر اعتباطيا بمطرقة الجيولوجي وبوسائل بسيطة للغاية.
فمعظم الحقول النفطية العملاقة في العالم، اكتشفت بالطريقة البسيطة، وكم من مرّة كانوا يقومون بالحفر لغرض البحث عن الماء أو لأغراض جمع معلومات جيولوجية فاصطدموا صدفة بالنفط.
فهناك عالم نفطي أمريكي، لا يحضرني اسمه حاليا، قال: "حقل النفط كالمريض لا يستطيع أن يصف لك المرض أو أن يشكو كل أنواع الألم الذي يلم به.. فأثناء الحفر لا تعرف هل هناك بترول حتى تصطدم به صدفة".
إضافة إلى ذلك، منذ شهرين أو ثلاثة، صرح عالم جيولوجي مصري، مكلّف بأحد مراكز "نازا" ببوسطن بأمريكا، عبر قناة الجزيرة، بعد مساءلته بخصوص إمكانية وجود البترول بمنطقة "دارفور" بالسودان، نظرا للظروف المخيمة هنا والشكوك التي تحوم حول وجود النفط بكميات وافرة، إذ سألوه: هل هناك طرق لمعرفة وجود البترول في منطقة ما؟ فكان جوابه واضحا لا غبار عليه: "لا يستطيع أحد معرفة وجود البترول هناك.. يجب أوّلا القيام بدراسات وانجاز ثقوب عديدة".
ونلاحظ نفس الشيء بالنسبة للمياه.
والحالة هذه، فإن ما أستطيع القيام به في مجال استكشاف البترول هو سبق في العالم، لا أعلم أن أحدا قام به قبلي.


- لكن كيف ستبهرن على ما تقول وبالملموس؟
+ ببساطة وبكل ثقة في النفس، أقول.. سأبرهن على هذا بالنتائج.. سأكتشف في ظرف وجيز، أشياء، هناك دليل مسبق على وجودها دون أن أعلمها، ويمكن أن تكون في أي مكان في العالم.
أنا واثق مما أقول لأنني توصلت إلى اكتشاف البترول على مسافة 700 كيلو متر وفي ظرف 5 دقائق، وأجريت تجارب وتحاليل في ظرف 20 دقيقة أو نصف ساعة.. وخلاصة القول، استطعت اكتشاف حقل نفطي عملاق وتمكنت من تحديد موقعه بدقة، ويمكن، إذا توفرت الإمكانيات الكافية القيام بالحفر في أقرب وقت ممكن، مهما كانت الكلفة لأنه يختزن كميّات هائلة ستغير وجه مغرب الغد رأسا على عقب.
أقول هذا وأتحمل كامل المسؤولية فيما أقول، وأنا على علم، علم اليقين، أن شركات نفطية ذات صيت عالمي طافت المغرب شرقا وغربا، جنوبا وشمالا منذ قرن من الزمن ولم تكتشف شيئا.. أهذه ليست قوّة خارقة يمكن التحقق من صحتها أو عدمها؟
انتظر جواب من يهمهم الأمر، وأنا مستعد للتحدي.
الرجوع إلى مهزلة تالسينت
بمجرد النطق بعبارة تالسينت، انتفض عمر بوزلماط ضاحكا لفداحة المهزلة وسرعة تبخر حلم المغرب النفطي المعتمد على نفط تالسينت، والذي قيل إنه موجود بكميات وفيرة تكفي لأجيال؛ أتممنا حوارنا معه بهذا الخصوص.


- ما رأيك في بئر تالسينت الذي أسال الكثير من المداد أكثر مما أساله من البترول؟ لماذا تم إهماله وكذلك منطقة تاندرارة عرفت نفس المآل؟
+ تالسينت منطقة غير بترولية، لقد توجهت إلى عين المكان، فجيولوجيا عندما يتم الحفر فوق قباب الأملاح يجب الاحتياط والحذر الشديد، لأن الأملاح تعتبر من الفخاخ البترولية.
من المعروف أن البترول يتواجد في باطن الأرض تحت الضغط، وهناك حرارة وماء وغاز، وبمجرد إحداث ثقب في الغطاء، سينطلق النفط نحو الأعلى، وهذا ما يسمى بالاستغلال البدائي، ويتم طبيعيا، إذ يمكن استخراج 25 في المائة من النفط بدون مضخات.
في الصورة، هناك منصة إسمنتية وحفرة ما بين 2500 و3600 متر، تجمعت فيها المياه الشتوية، وبدون أن تكون عالما أو مهتما بمجال النفط، سيتبين أن هناك نصبا واحتيالا، هذا بالنسبة لشخص يكتفي بالملاحظة فقط، أما الشخص الذي يهتم باكتشاف البترول، فهناك مجرد تجمعات غازية تحت الأرض، وهي نتاج التكوين الجيولوجي للأرض منذ غابر الزمان cest le magmatisme depuis la creation de la terre، ففي تالسينت ليس هناك فخ للبترول piège a petrole ليس هناك غطاء للبترول، ليست هناك حرارة ولا نواة للحرارة، ليست هناك صخور أُمّ ليس هناك طبقة بترول، وما تم انجازه هو مجرد حفر اعتباطي لأن نية النصب والاحتيال كانت حاضرة منذ البداية.
السؤال المطروح، بل السؤال الكارثة: كيف لمهندسي وزارة الطاقة والمعادن أن ينتبهوا للأمر؟
فوزير الطاقة والمعادن، من المفروض أن يكون مهندسا، والمهندس عندما يعاين المكان، عليه أن يكون على دراية بأنه في علوم البترول، أثناء الحفر ووجود البترول، يتم حفر أكثر من ثقب قصد تحديد العرض، وحفر ثقوب أخرى قصد تحديد الطول، للتمكن من تقييم الاحتياطي المحتمل، كما يتم أخذ عينة من البترول المكتشف لإخضاعها للتحاليل بالمختبر للتعرف على تكوينه وتحديد نسبة الكاربون ونسبة الكبريت، وبعد ذلك يمكن القول إنه تم اكتشاف النفط. والحالة هذه كيف تم التصريح باكتشاف البترول ولم يتم إلا إنجاز ثقب واحد وبطريقة اعتباطية.
لهذا أقول إن المسؤولية يتحملها أولا وأخيرا المهندسون المغاربة.


- بعد فضيحة تالسينت وخدعة الملك بهذا الخصوص، هل تعتقد أن الملك أو الحكومة أو المسؤولين سيثقون بما تصرح به أنت؟
+ أظن أن الجميع استاءوا كثيرا من هذه النازلة، واستياء وغضب الملك ليس ناتجا عن خطإ ارتكبه الملك وإنما هو ناتج عن خطأ المهندسين المغاربة أولا.
فحينما تكون هناك حكومة تشمل وزيرا للطاقة والمعادن، يؤطرها مهندسون وأطر مختصون، ويتواطؤون مع الشركة الأجنبية، لأن في الواقع هناك تواطؤ، فعندما لا تتم مساءلة القائمين على الشركة وعن نتائج الأبحاث والتحاليل وتشكيل قناعة بعين المكان بحيث لا يتم احترام جملة من القواعد المتعارف عليها في مجال التنقيب على البترول، فهذا يعتبر تواطؤا بامتياز.
فالملك أخبروه بأن هناك بترولا وصرح بذلك لإخبار شعبه.
أتذكر، عندما بلغ إلى علم الملك خبر اكتشاف النفط أمر بعقد اجتماع وزاري للنظر في جملة من الإشكالات، البطالة والفقر وغير ذلك، لكن سرعان ما اصطدم بوهم البترول.
أتمنى أن تطوى صفحة تالسينت ونفتح صفحة أخرى ويتكلف بها من لهم دراية في مجال البترول ولا يصرحوا باكتشافه إلا بعد تدفقه.
أما بالنسبة لتندرارة فهي شمعة انطفأت خلال نفس العاصفة. في الحقيقة إن الذين أقدموا على التنقيب هناك، قد أصابوا فعلا الهدف مائة في المائة، فهو حقل نفطي، ولكن نظرا لتخلف العلوم النفطية لم يتمكنوا من معرفة سمك البترول والصخور الغنية الخازنة للنفط وتمييزها عن الصخور الضعيفة.
فالدراسة بالنسبة لتندرارة كانت ناقصة جدا، لأن الأمر تعلق بحقل نفطي غير قابل للاستغلال.


على سبيل الخلاصة


بعد اكتشافه صدفة لقوته الخارقة، تمكن عمر بوزلماط من ترويضها والتحكم فيها حتى قادته إلى اكتشاف حقل عملاق في أعماق البحر ومكنته من إعداد خريطة أولية لـ 35 حقل نفطي وغازي تمّ تدميرها بواسطة الزلازل وضآلة سمكها.
ويظل الحقل العملاق جوهرته النادرة، لأن مساحته تناهز 7000 كيلو متر مربع، في حين إن الحقل العملاق المعروف في العالم الآن، هو حقل "الغوار" بالمملكة العربية السعودية بمساحة 5000 كيلو متر مربع.
لكن السؤال المطروح هو هل سيستجيب القائمون على الأمور لرؤية عمر بوزلماط ويتخذون الإجراءات اللازمة للاحتفاظ بهذه المنطقة حتى لا تضيع من يد المغرب؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات