يشير كتاب ،(SIPRI Yearbook 2010) ، الصادر في يونيو/حزيران من العام الماضي عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ، إلى أن الإنفاق العسكري قد ارتفع في الفترة بين ، 1988 و 2009 ، في عمان من 2.11 إلى 4 مليارات دولار ، والكويت من 3.31 إلى 4.58 مليارات دولار ، والسعودية من 17.83 إلى 39.25 مليار دولار ، وفي البحرين من 232 إلى 721 مليون دولار .
وأشارت بعض المصادر الدولية إلى أن إجمالي النفقات الدفاعية لأقطار مجلس التعاون الخليجي مجتمعتاً قد بلغت في الفترة بين 1997 و2006 أكثر من ثلاثمائة مليار دولار ، مما جعلها الأولى عالميا على صعيد الإنفاق العسكري، قياسا بناتجها القومي الإجمالي .
فلمن كل هذه الأسلحة ياترى ؟ .
لايمكن ان تكون هذه الأسلحة المكدسة ، واللتي تكفي لتسليح جيوش جرارة كالجيش الصيني مثلاً مهيأة لقتال الصهاينة ، فمجرد وجود أنواع القواعد الأمريكية من جوية وبحرية ورادارية وتجسسية على أرض دول مجلس التعاون ، يدل بما لايقبل الشك على أن هذه الدول المعتمدة أعتماداً كلياً على الوجود الأمريكي في تامين حدودها الخارجية ضد أي نوع من الأخطار ، لايمكن أن تستورد سلاحاً لضرب الحليف الأول للولايات المتحدة في العالم ، وليس فقط في المنطقة .
وكلنا رأينا كيف وقفت الولايات المتحدة منفردةً عن جميع دول العالم ضد القرار الأممي الأخير لأدانة الأستيطان الصهيوني الأجرامي ، اللاأنساني ، مما يعني أن أي تهديد خليجي للكيان الصهيوني سيعرض هذه الدول الى فقدان الدرع الأمريكي اللذي يحميها ، هذا اذا لم يعرض قواتها الى ضربات موجعة من قبل القوات الأمريكية الموجودة على ارضها أصلاً .
أما أذا قلنا أن دول الخليج تستعد لمحاربة أيران اللتي تتدخل بشؤنها الداخلية كما تزعم ، فأن رجوعاً بالذاكرة لعقدين مضت سيثبت لنا أنعدام فاعاية درع الجزيرة أذبان الأحتلال الصدامي للكويت .
كما أن تحليلات الخبراء لأداء القوات السعودية في حرب اليمن الأخيرة ضد الحوثيين ، تبين لنا أن لاطاقة للجيش السعودي اللذي يعتبر الأكبر بين قوات درع الجزيرة اليوم بمقارعة الجيش الأيراني الأقوى في المنطقة .
تبقى دول المنطقة المحيطة بمجلس التعاون ، وهي دول لايوجد ما يوحي بأنها ستحارب دول الخليج ، ولا دول الخليج ستحاربها ، على المدى المنظور ، بأعتبار أن معظم هذه الدول هي صديقة تقليدية لمجلس التعاون ، أو لعلم هذه الدول بأن أي أعتداء على مجلس التعاون هو أعتداء على الولايات المتحدة والغرب اللذي يعتبر نفط المنطقة وبحارها بمثابة الدم ، وشريان الحياة للأقتصاد العالمي ، وهي غير قابلة للمس بتاتاً .
فأذا كانت هذه الأسلحة ليست لمقارعة الصهاينة ، ولا الأيرانيين ولا الغرب ولا الشرق ، فلمن هي أذاً ؟.
قال مصدر سعودي أن اكثر من الف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة الخليجية وصلوا مساء الاحد الى البحرين اللتي دخل شعبها في أضراب عام يوم أمس أحتجاجاً على الدكتاتورية والقمع والتمييز العشائري والطائفي .
وقد ردت الجمعيات البحرينية اللتي تمثل معظم الشعب البحريني البطل بأعتبار دخول هؤلاء الجنود و آلآليات العسكرية الى اقليم مملكة البحرين البري والجوي والبحري احتلالا سافرا لمملكة البحرين ، وتآمرا على شعب البحرين الاعزل ، وهو ما يخالف الاتفاقيات والاعراف الدولية في السلم والحرب .
الحقيقة بدت واضحة اليوم ، فحكومات الخليج ، " اللتي لم تشذ عنها قطر هذه المرة " ، شأنها شأن باقي الحكومات العربية الأستبدادية ، ما جيشت هذه الجيوش ألا لقمع مواطنيها المطالبين بحقوقهم المدنية الأساية اللتي لاغنى عنها اليوم لأي مجتمع متقدم .
مليارات مهدرة كأتاوات لبلطجي العالم لتثبيت العروش ، وقمع وأمتهان للمواطن ، وحقوق ديموقراطية وأنسانية حرمت منها الشعوب والمرأة والطفل ، بالتاكيد بعد كل ذلك فأن الأنظمة الخليجية بحاجة لدرع الجزيرة لحماية أنظمتها من الشعوب الثائرة ، وليس لأي شيء آخر .
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7A8E286B-8346-437A-9919-35968B122081.htm
التعليقات (0)