مواضيع اليوم

درس موسيقي

متوكل ابو اسامة

2012-04-15 06:02:39

0

لطالما همتُ بالموسيقى ، تلك الموسيقى التي تخلو من الكلمات .
أشعر أن الموسيقى إمرأة تجردت من ملابسها لتبرز جمالها .
أو هي وقع جميل حينما ننأى بأنفسنا عن العالم .
أحياناً اتساءل : لماذا قرنوها بالشيطان ؟ لأكتشف أن الشيطان لا يسمع موسيقى ولا يتعاطاها .
موزارات مات لأجل لحن ، ونحن نموت لأجل كلمة .

نشأت في بيئة تنفر من الموسيقى ..
تنفر من الجمال ..
تنفر من كل شيء قد يسمو بالروح ..

للموسيقى وقع على الروح ..
وللروح حق في التجلي ..
لكننا نعدم الروح ونعدم التجلي ..

 


بربكم السنا بحاجة لمسرح موسيقى ..؟
ننفض فيه عنّا غبار أسبوع مضن ، لسويعات ..

حينما وددتُ تعلم العود ..
أشتريتُ واحداً ..
وبحثتُ عن زرياب في أزقة التاريخ ..
و ظهر لي غراباً أسوداً يقول لي : مالك وزرياب ؟!
إنهم يصطدوننا حتى في أحلامنا ..!
فبحثتُ عن إسحاق الموصلي ..
وسألته : مالذي دعاك لمطاردة زرياب والنيل منه وهو تلميذك ؟
فأخبرني أن الحسد طغى على روح الموسيقى لديه ..
يالهذا التأويل يا إسحاق ..!
تاه زرياب ..
وتلقفه الجمال الأندلسي وتقرطب ..
فمتى يأتي من يقرطبنا ..؟

خدعونا حينما قالوا الموسيقى غذاء الروح ..
كان حري بهم أن يعلمونا إبتداءً مالروح ..
لكنها من أمر ربي ..
وربي ما حرّم غذاءً للروح ..
فكيف تُسلب أرواحنا ؟
يالهم من ماكرين ..!
ويمكر الله ..
لكنه ليس بماكر ..

يالكثرة ما نُسلب ..
ويالكثرتهم من يسلبونا ..
هل من ضير أن تعج الموسيقى في أرواحنا ..
وفي متاجرنا ..
وفي أحلامنا ..؟

مالضير في ذلك ؟
غير مقولة " حرام "
قالوا : الحلال بيّن والحرام بيّن ..
فأين الحرام من أن أناجي الروح في معزوفة ؟!
وأين الحلال في أن أترك معزوفة ..

هاجر زرياب إلى الأندلس وتلقفه عبدالرحمن الثاني وتبناه موسيقياً وإنتصر له من إسحاق ..
يالهذه المفارقة ..
هم من ينتصرون لنا ..
وهم من ينتصرون علينا ..

متى نبدأ الدرس ..؟
ومتى نتعلمه ..؟
ومتى نتجاوزه ..؟

ربما حين يُبعث زرياب جديد ينتصر لموسيقاه .. ويتلقفه ثان منهم ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !