مواضيع اليوم

درس من كرة المكفوفين!

علي جبار عطية

2011-12-24 16:01:15

0


علي جبار عطية
الأربعاء 21-12-2011

نبهني احد الاصدقاء الى احتفال بسيط جرى في بيت جاره قبل ايام بسبب فوز فريق كرة الهدف العراقي باحدى مباريات الدورة الرياضية العربية في قطر هذه الايام..
دهشتي كبرت حين علمت ان جاره له ثلاثة اولاد كلهم كفيفو البصر لكنهم يهوون كرة الهدف وقد افادتهم التقنيات الحديثة بكرة لها جرس استطاع احدهم ان يقنع من حوله بأهليته للعب ثم صعد من الهواية الى الاحتراف ليصل الى المنتخب الوطني ثم ليحقق مع الفريق فوزاً بل عدداً من الانتصارات!
قلت : ها هو درس آخر في الحياة يقدمه لنا كفيف نحن المبصرين الذين يحلو لنا التشكي من كل شيء وهي فرصة لرؤية ثاقبة لما نتمتع به من نعم وهبها لنا المنعم بغير حساب ويظل الجوع البشري لاحدود له وهناك فهم خاطئ للغنى اذ يعتقد الكثيرون ان مقياس الغنى هو في امتلاك الاشياء في حين انه كلما كثرت الاشياء من حولنا ملكتنا اكثر مما نملكها فضلاً عن ان الحكماء يؤكدون ان الغنى الحقيقي هو غنى النفس وان معيار الغنى يتمثل في قدرتنا على الانتفاع بما لدينا من الاشياء لا بما نملكه فما الفائدة من تكديس مئات الكتب على حائط رجل لايقرأ ؟
وما الفائدة من الحصول على شهادات في فروع علمية مختلفة من دون الاستفادة منها عملياً او نقلها الى الاجيال اللاحقة ؟
ما الفائدة من تعلم لغات اجنبية من دون استعمالها وسيلة للحوار الحضاري؟ وهناك من يمتلك هويات عدة نقابات من دون ان يكون له حضور فاعل في اي منها وقد تجد من يصر على امتلاك جواز سفر عراقي لكل افراد اسرته دون ان يفكر بالسفر الى اية دولة ربما ليشعر بامتلاكه لأغلى وثيقة في العالم بعد الميثاق العالمي لحقوق الانسان !





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !