في مرحلة من مراحل حياتي قررت تجربة العيش مع صديق..؟!..فقررت دعوة قطة صغيرة عرضها علي زميل لي في العمل..
فكانت لطيفة..وأليفة منذ أيامها الأولى...وكانت مدللة..فكان دلالها أجمل صفاتها..حيث كانت تداعب أناملي بوبرها الكثيف...وتموء
بصوت عذب ومميز.
لم أكن أفكر في كيفية ترجمة القطط لأحاسيسها أو كيف تحب..؟!..لكن شيء خفي كان يدفعني لفتح الباب كلما سمعت خدشها له تبتغي
الدخول لرؤيتي..!
تقفز إلى ذراعي فأحتضنها..كأم مفارقة..وهي كالطفلة المشاكسة،تحب الخدش وإظهار مخالبها..ورغم أنها لاتعي من الحياة الكثير،إلا
أنها لا تقترب أبدا من مذكراتي وأشيائي الخاصة..وتحرص على أن لا تتلف شيء بالبيت ذا قيمة..!
كما أنها تعرف قداسة المصحف وسجادة صلاتي..!..ماجعلني أحتقر نفسي وأحترمها.
مرت الأيام وهي تقاسمني أحكامها...وكم لهونا..وضحكنا....وفجأة..؟!
أصبحت قطتي تغيب أياما دون زيارتي..!..وإن فعلت تأتي حزينة لاتُداعبني..ولاتدغدغني..ولاتقفز إلى أحضاني..؟!
وفي ليلة شتوية باردة ، سمعت خدشا خفيفا على الباب..فقمت وفتحته..فوقفت مذهولا؟!
إنها قطتي..؟!
كانت ملقاة أمام الباب مخضبة بدمائها التي إمتزجت بقطرات المطر المتساقطة..؟!
وكأنها رغم جرحها البليغ لم ترد الرحيل دون أن تودعني [أمانة منها لعهد الوفاء]...!
فدفنتها في اليوم الموالي في فناء حديقتي ووضعت [شاهدا]على مكانها وكتبت عليه :[هنا ترقد قطة علمتني الوفاء].
التعليقات (0)