حكامنا العرب من إنتهى ومن يحتضر منهم ومن لازال ينتظر دوره عمي صم , لا يقرأون التاريخ وما لاقاه الطغاة من مصير مؤلم رغم طغيانهم وسطوتهم .فقد إنتهوا كما إنتهى هتلر الذي هز الدنيا بسطوته وكان مصيره في مزبلة التاريخ كغيره من الطغاة الذين إغتروا بسلطانهم وقمعوا شعوبهم . كما أن حكامنا العرب لم يتعظوا لما شاهدوه على شاشات التلفزيون من مصير نيكولاي تشاوتشيسكو وسلوبودان ميلاسيفتش إلى الرئيس المهيب صدام حسين وأخرهم بن لادن وغيرهم وكيف فر بن علي ذليلا طالبا اللجوء في السعودية , وكيف تنحي مبارك مهزوما واضعا نفسه تحت رحمة جنرالاته عسى أن يتوسلوا لدى الشعب كي يترك على قيد الحياة متنازلا عن سلطاته وما سرقه هو وعائلته من أموال الشعب . رغم كل هذه الدروس التي لا لبس فيها والمصيرالذي كان نهاية كل حاكم طغى وقمع شعبه , لا زال القذافي والأسد وعلي صالح يتمسكون بسلطتهم ويصدرون أوامرهم لقتل وقمع شعوبهم للبقاء في الحكم , فهل هم يعرفون نهايتهم القريبة التي لا نشك فيها أو أنهم يكابرون أو إنهم يتوهمون دوام سلطتهم . أن الشعوب العربية تترقب بفارغ الصبر نهاية هذا الثلاتي على الأقل لنرى ليبيا سويسرا العرب كما كانت مرشحة في الستينات قبل أن ينزل عليها ستار الظلام لمدة 42 عاما , ولنرى اليمن السعيد سعيدا حقا , ونرى سوريا ريفييرا العرب لتبدا الحياة الطبيعية في عالمنا العربي ويحتل مكانه المرموق بين دول العالم , ولنتخلص من حالة عدم الأستقرارالتي نعيشها اليوم والتي جعلت حياة الناس مزعجة حزينة وخاصة للأطفال والمرضى وكبار السن والنساء .
إن القبض على راتكو إملاديتش وأرساله إلى لاهاي لمحاكمته كما حوكم رئيسه سلوبدان ميلوسفيتش على ما أرتكبوه من جرائم ضد الأنسانية بقتل البوسنيين المسلمين دون تفريق بين رجل وإمرأة وطفل لمجرد طلبهم للحرية والديمقراطية والأستقلال , هو درس لجنرالات وضباط ومساعدي الحكام العرب الذين ينفذون أوامرهم ويرتكبون جرائم القتل والقمع دون وازع من ضمير وليعرفوا المصيرالذي ينتظرهم بنهاية أسيادهم إذا لم يسارعوا بالتوبة والأنضمام ألى أخوانهم التوار قبل فوات الاوان . إن مشكلتنا نحن العرب هو التطبع على تنفيذ العسكريين والموظفين لتعليمات الرؤساء دون إعتبارلقانونية ما يطلب منهم تنفبذه مما سهل على الرؤساء ترسيخ سلطاتهم ومخالفة الدستور والقانون وخدمة مصالحهم وثوريت الحكم لأولادهم دون رعاية للأخلاق والأعراف . إننا نأمل أن لا تنهي الثورات العربية الحديثة الحكام العرب الدكتاتوريين فقط بل تكون بداية لترسخ قيم الديمقراطية والحرية والقانون بين أفراد الشعوب العربية لإنتخاب الشخص المناسب للمكان المناسب والوقوف أمام كل من يحاول التلاعب بالقانون وإستغلال مركزه , وعدم ترك الأمور لمن في السلطة يتصرف دون رجوع الى الشعب وممثليه. إن دور المواطن العربي في حرصه على القانون والنظام هو الضمان الوحيد لمراعاة الحاكم لواجباته وقراراته حسب الدستور والقانون .
بشير إبراهيم
التعليقات (0)