مواضيع اليوم

درس ايراني جديد للعرب

زين الدين الكعبي

2009-03-21 12:29:54

0

 

في خطاب وصف بالتاريخي اوفى اوباما باحد وعوده الانتخابية حين خاطب القادة الايرانيين امس الجمعة بمناسبة عيد النوروز ( عيد رأس السنة الايرانية ) بصورة مباشرة عارضا عليهم المصالحة ونسيان الماضي . حيث كانت لسياسات بوش الرعناء باشعال الحروب في كل الاتجاهات اثرا سلبيا على الاقتصاد الامريكي السبب اللذي  جعل الناخب الامريكي يبدل الجمهوريين اصحاب المزاج الصدامي بالديمقراطيين المعتدلين نسبيا .
قد تكون هذه السياسة الجديدة تجاه احد اقطاب محور الشر مناورة دبلوماسية بارعة لأقناع ايران بالتخلي عن تطوير قدراتها النووية ووقف ابحاثها العسكرية وخططها في غزو الفضاء . وقد يكون الرئيس اوباما يخاطب القادة الايرانيين وهو يمسك بيمينه الجزرة ويخبأ بيساره العصى خلف ظهره , ولكن من المؤكد ان الغرب اصبح يفضل التعامل مع ايران كشريك وان قادته اصبحوا يحسبون لايران الف حساب .
لم يعد خافيا على احد ان ايران اصبح لها دور في العراق والوطن العربي والشرق الاوسط  والاهم من كل ذلك دور في القضية الفلسطينية اللتي لم تسمح اسرائيل والولايات المتحدة لاحد ولا حتى للاوربيين والروس بالتدخل فيها الا لدفع الاموال لمساعدة اسرائيل والانظمة الصديقة لها . فجميع الانظمة العربية تصرخ متهمة ايران بالتدخل بشئونها الداخلية وبمساندتها الاحزاب الاسلامية في جميع الدول العربية العربية ماديا ومعنويا , ورجال الدين العرب يشكون من المد الشيعي اللذي اصبح يشكل خطرا جعل علماء السنة يصبون جام غضبهم على ايران , وامريكا واسرائيل وحلفائهما يحملون ليل نهار ايران مسؤولية امداد المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق بالمال والسلاح وبالتالي مسؤولية مقتل جنود اسرائيل والتحالف , والجميع من حيث يدرون او لايدرون يقرون بالدور الايراني .
والاقرار بهذه الادوار للمراقب الجيد بدأ منذ ايام ادارة بوش اليمينية المتطرفة , حيث لم يكن خافيا وجود أجتماعات بين مسؤولين ايرانيين وامريكان ولكن على مستوى منخفض لفض الاشتباكات الغير مباشرة بين الطرفين على الارض العراقية حتى ان البي بي سي نشرت قبل شهر تقريبا فيلما وثائقيا ظهر فيه جون ساورس ممثل بريطانيا الحالي في الامم المتحدة قال فيه بالحرف الواحد ان مفاوضات سرية حصلت بين ايران والغرب اعتبارا من 2001 وذكر ايضا ان ايران كانت قد عرضت على بريطانيا وقف الهجمات على القوات البريطانية في العراق مقابل التغاضي عن برنامجها النووي .
 من المؤكد ان احترام الذات الايراني المبني على اسس مبدئية والمحمي بقوة مادية وبشرية وعلمية , هو اللذي جعل الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة تحترم ايران وتقر لها بهذا الدور وجعل القادة الايرانيين يردون بثقة على دعوة اوباما ويطالبوه بافعال لااقوال لاثبات حسن النية حتى بدى المنظر اليوم وكأن امريكا تطلب من ايران وايران تتمنع .
على الانظمة العربية ان تعي هذا الدرس الايراني جيدا وان تتوقف عن سياسة الاستجداء والتملق . والامتناع عن اهدار كرامتها وكرامة شعوبها امام اسرائيل والغرب واللذين لايحترمون الا الاقوياء , فالحقوق لا ترجع لاصحابها بالاستجداء وبوس الايادي .
اما اذا ما بقيت هذه الانظمة و بقينا نحن الشعوب العربية على ما نحن عليه من ضعف وهوان فلانلومن الا انفسنا اذا ما وجدنا غدا قوات ايرانية على اراضينا . 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات