هل جربت أن تحيا دون أن تشتاق

أن تكون طيرا حرا لكن دون وجهة

دون قلق البحث عن شخص ما

دون هم السؤال عنه و إنتظاره و التفكير فيه

كأنك إن لم تفعل ميت

تستسقظ كل نهار و تعمل بدأب نملة دون جدوى

فطرق القلب فارغة...ويداك مشغولتان بالصمت

والأشياء كل الأشياء مساحات بيضاء

فالشوق هذا الطائر العذب علم القلب كيف يكون الإنشغال

أشتاق...

لعلك وقتها تدرك حجم الكون الحقيقي

و تفهم معنى المفردات المسكونة بالطيب

و لربما أدركت روعة الشوق و الأسئلة الدافئة التي تأتي معه

و كيف أن تفاصيله المستحيلة الممكنة دلالة وحيدة على حياة صادقة

فهذا الكائن المسمى شوق عبارة عن أوردة تضخ للروح دم الحياة

وهو شعور أوحد متفرد بأنك من الذين يحيون بسعادة لا مثيل لها

إن إشتقت اليوم أو غذا...

ستكون بشرا آخر وستدرك وقتها أنك أضعت حياتك في سكون فارغ

و أن كل نا أتى به الشوق لم يكن لياتي به تفصيل آخر مهما بلغت روعته

فوحده سيعلمك أن في العمر أماكن سرية حولها الشوق إلى  غابة أسئلة

و حولتك إلى إنسان شفاف كالبلور يلمع و يشعر و يحب حبا ليس كمثله حبا آخر

ليتك تشتاق...

ستسمعني و تراني و نلمسني دون وجودي

حرت انا لأنه الشوق الساحر القادر على إقتراف الجمل التي لا تتكرر

محمد اقنيبع