درس إسرائيلي قاس لحماس وغيرها
|
|
وسط تألق شرطة دبي ومفتشها الخاص خلفان لتعرية الموساد ، شهد يوم أمس تضامنا داخليا بين أجهزة الأمن الإسرائيلية علها تخفف من وقع الصدمة التي هزت أركان إسرائيل وتم تعرية جهازها المحبوب صوتا وصورة في كل أرجاء المعمورة ،
درس إسرائيلي قاس لحماس وغيرها
كتب حسن عصفور / وسط تألق شرطة دبي ومفتشها الخاص خلفان لتعرية الموساد ، شهد يوم أمس تضامنا داخليا بين أجهزة الأمن الإسرائيلية علها تخفف من وقع الصدمة التي هزت أركان إسرائيل وتم تعرية جهازها المحبوب صوتا وصورة في كل أرجاء المعمورة ، تجسد ذلك الشكل فيما خرجت به صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن عملية تجنيد مصعب حسن يوسف ذلك القيادي المميز والنشط في حركة حماس بأنه كان المصدر الأهم لجهاز الأمن العام الاسرائيلي ( الشاباك) ولقبته بالأمير الأخضر..
والى جانبها نشر موقع إسرائيلي غير معروف نبأ عن اعتقال محمد نصار أحد العناصر القيادية في القسام المتواجد في دمشق ، بشبه مشاركته في جريمة إغتيال المبحوح ، لا شك أن هذين الخبرين فرضا نفسيهما على المكانة الاعلامية جميعها ( عدا مواقع حماس والجزيرة طبعا ) الى أن صدر أول رد فعل من النائب عن حماس في قطاع غزة مشير المصري ليتحدث بقلة خبرة سياسية ، حين إعتبر أن هذه سخافات لا تحتاج الرد ، قول المصري أكد لمن يرغب القول الاسرائيلي ، فليس من عادة حماس الهروب الى العبارة البلهاء في الاعلام والسياسة لا يستحق الرد .. خاصة أن حماس لا تترك شاردة او واردة للرد عليها وتنفيدها ..
ولأن رد مشير المصري جاء شبهة الى جانب الشبهة ، خرج والد المتهم الأول مصعب ببيان من معتقله في السجون الاسرائيلية ، ليوضح بذكاء نسبي التهم التي أصابت نجله الأكبر ، لم ينف الرجل بل فعليا أكد المعلومة بشكل مبطن ، بقوله سواء كان الخبر صحيحا أم لا ثم يكمل ليقول أن ابنه لم يكن عنصرا مؤثرا في حركة حماس ، بيان جاء أكثر شجاعة من قول المصري .. وربما تجربة يوسف وخبرته الخاصة منحته هذا التفوق السياسي ..
ما نشرته إسرائيل يوم أمس ، جاء صفعة كبرى لكل من يستخدم الاعلام الاسرائيلي دليلا ضد الآخر ، وهذه ليست السقطة الأولى ولن تكون الأخيرة ، رغم المرارة والقسوة فيها ، ففتح وخصوم حماس يجدون فيما تنشره وسائل الاعلام الاسرائيلي ضد حماس وكشف بعض الفضائح فيها نافذة تطل منها للنيل منها ، دون أن تدرك أن ذلك ليس وسيلة يمكن الاعتداد بها في مواجهة الفلسطيني للآخر ، بينما حماس وتحالفها الإعلامي المحطة الصفراء إياها كانت ستجعل من قضية أقل أو مشابهة لقضية مصعب محورا لاعلامها خبرا وتحليلا ، والسوابق لا تزال حية .. ثقافة الإستخدام الخطأ لإعلام عدو في محاربة خصم داخلي متناسين أن ما هو لك اليوم سيكون عليك غدا ، فإسرائيل لا تنشر معلوماتها أو خدعها الاعلامية لتغطية مساحة ورقية في صحفها ، دولة تعرف كيف تستخدم كل أشكال المعرفة لمحاربة الفلسطيني ليس فقط لاحتلال أرضه ، بل لاحتلال عقله وهزيمته ، كما قالها يوما ايالون رئيس الأركان للجيش الاسرائيلي السابق ووزير الشؤون الاستراتيجية الراهن ، حربهم لهزيمة الوعي بإعتباره ضمانة بقاء السيطرة والاحتلال .. يوميا نشهد عشرات مما تنشره وسائل إعلام إسرائيل ونتعامل معه بـحسن نية وحيادية لو كان ضد الفلسطيني الآخر .. سقوط ذهني ، وفي الواقع هو تجسيد لمرحلة الإنحدار التي نعيش ..
الدرس الاسرائيلي يوم أمس بنشر قصة مصعب ، كان أكثر من قاس ، وهناك مئات حالات إسقاط لشباب فلسطيني تحت ظروف الاحتلال منذ العام 1967 ، لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب ، ولم تضع الأجهزة الأمنية والسياسية خططا وطنية لمواجهة هذه المسألة التي تشكل خطرا على مستقبل الوطن الفلسطيني .. كما أن الاعلام ينشر الخبر دون تحفظ ، وهو ما يساعد في نشره أكثر ، طبعا لا يجب حجب ما ينشر إعلاميا لكن لا بد من اليقظة تجاه نشر بعض الحقيقة كما تفعل المحطة الصفراء إياها وهي سياسة تقدم خدمة مجانية لاسرائيل ..
هل يمكن أن نعتبر قصة مصعب حسن يوسف نذيرا وطنيا لحماية شباب فلسطين .. هل يمكن لفتح قبل حماس أن لا تختبئ خلف الاعلام الاسرائيلي لاتهام الآخر ، حتى لو كان صحيحا ، هل ندرك خطورة هذا الإستخدام على تجنيد مئات مصعب .. هل تدرك حماس وفتح أن الخلاف القائم بينهما لن ينصر أحدهما على الآخر .. فالربح والنصر يكون عبر صندوق الانتخابات لا غيره .. هل تدرك حماس أن إمبراطورية غزة لن تدوم ، وعلى فتح أن تدرك أنها أم الولد وتتصرف لحمايته بكل صبر ومحبة ..وقبل ذلك هل ندرك جميعا أننا أصحبنا تحت طائلة الشبهة الوطنية دون وعي منا ..الكل خائن والكل فاسد فيما نعيد نشره ، ومن يجد لدية قدرة خلفانية لتركيب المعلومات التي تنشر نقلا عن اسرائيل سيكتشف ذلك ..
ملاحظة : إسرائيل تعيش لحظة حصار في الرأي العام .. هل يدرك البعض كيفية الاستفادة منها ؟
تنويه خاص : كلام رجل دين سعودي عن إعدام من يناصر الاختلاط جبهة ظلامية لحظة مواجهة مع المحتل حول الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال في بيت لحم ..
التعليقات (0)