منذ ظهور الانترنت حدثت تغييرات جذرية في حياة الناس و أصبح هناك إمكانية الوصول إلى كم هائل من المعلومات و التواصل مع الناس في شتى بقاع الأرض في زمن لا يحسب مع تلون شكل الإنترنت لكل منطقة بمقومات تلك المنطقة وعقلية إنسانها . تمت الكثير من الدراسات حول تأثير الانترنت على إنسان العالم الغربي و كيفية تفاعله معه في ظل شح الدراسات على الإنسان العربي. في حين أن العرب قد يكونون من أكثر الشعوب استخداما للانترنت و حضورا فيه سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو المنتديات أو غرف الدردشة العربية والكثير منها.
وُجد أن الغرب يستخدمون الإنترنت من أجل التواصل الاجتماعي بصورة عظمى أكثر من الاستخدامات الاخرى كالألعاب و الدراسة و غير ذلك. ظهرت دراسة منذ بضع سنين حول استعمال الانترنت بواسطة العرب (كاثي شين و مها شاكر,2009) و اتخذت من سكان الإمارات العربية المتحدة نماذج للمعاينة حيث تم اختيار 74 طالبا إماراتيا من ضمنهم 26 طالبة تراوحت أعمارهم بين ال18 و ال عاماً23 ومعظمهم لديه خبرة سنين سابقة في استعمال الانترنت. يعتبر جيل هذه الدراسة أول جيل ينال تعليم عالي في الدولة و مع ازدياد التركيز على تطوير الشباب في التعليم و تقنية المعلومات وشتى المجالات الأخرى من مهارات القيادة و العصف الذهني و التفكير بسبب ثورة البترول؛ فأصبح هناك تركيز على نشر ثقافة الإنترنت واستغلاله وإتقانه. مستخدم شبكة الإنترنت في الدول العربية عادة ما يكون شابا متعلما ذكرا بنسبة أعلى من تلك الموجودة في الولايات المتحدة أو أوروبا ( اندرسون و ايكلمان, 1999) لأن النساء العربيات يعانين من كبت و صعوبات أكبر تجاه السماح باستخدام الإنترنت ومواقع الدردشة العربية وغير العربية بسبب العادات والتقاليد الشائعة. الإمارات العربية و التي تعتبر دولة حديثة التكوين دخلت مجال الانترنت منذ 1995 وأصبحت مؤخرا واحدة من أكثر الدول العربية استعمالا له و أصبح الإنترنت من أساسيات الحياة هناك واشتمل الأمر على انتشار التجارة الالكترونية و الإعلانات المنتشرة خاصة في مواقع الدردشة العربية. وجدت الدراسة أن أكثر استخدامات الإنترنت شيوعا بين الطلاب هي البحث عن معلومة، استخدام الإيميل, الدردشة, الترفيه من موسيقى و أفلام, و المنتديات. أصبح الإنترنت يستعمل لمواكبة التطورات و الاخبار والبحث عن المعارف وكانت الصدارة في هذا المجال لموقع ويكيبيديا. ثانيا كان الايميل من ياهو, هوتميل و جيميل. ثالثا مواقع التواصل الاجتماعي و الدردشة العربية بالاضافة ل(MSN). فكان الانترنت بالنسبة للنساء وسيلة لتوسيع اجتماعياتهن و التعبير عن الآراء و منحهن حرية غير متاحة خارج هذا العالم بل و كان منطلق لهن للقتال من أجل حقوقهن.
نتحدث عن سياق آخر في هذا الموضوع و هو اللهجة العامية. السمة المميز للدول العربية هي اللغة العربية لكن لكل واحدة من الدول العربية نسختها الخاصة من هذه اللغة مع كل القواعد المصاحبة و الاختلاف من حيث نبرة الصوت او نطق الأحرف أو أسلوب الكتابة. هناك لغات عامية محصورة في أقطار معينة كالعامية العراقية والسودانية بينما تعتبر العامية المصرية هي الأكثر انتشارا حول العالم. تضم العامية العربية أيضا العامية الشامية و النجدية و عامية منطقة الخليج و العامية الأندلسية –عامية زائلة- و العامية الحجازية و الموريتانية و المالطية . حديثا أصبح استعمال العامية شائعا في الإعلام و التلفاز و المسلسلات و الأفلام لكن لم تنتشر الكتابة بالعامية إلا مع ظهور الانترنت و الدردشة العربية. جميعنا مر بهذا الأمر في البداية نكتب في الدردشة باللغة العربية الفصحى و بعض العامية ثم ننتقل إلى اللغة الانجليزية لأنها لغة الأكثر تحضرا في الدردشة ثم ينتهي الصيت و تعود إلى العامية و لكن بحروف إنجليزية (الفرانكو) ثم يظهر اشخاص يعترضون و ينددون باستعمال الفرانكو و يعود الفرد إلى استعمال الحروف العربية. العربية الفصحى الحديثة ليس لها دولة أو متحدثين أصليون و استعمالها محدود إلى قنوات الأخبار و البرامج الوثائقية و بعض الخطابات الرسمية أي أنها لغة الشاشة عندما لا تستعمل العامية. هكذا تعتبر العامية الخاصة بالدولة العربية هي نسختها المستعملة من اللغة العربية الفصحى.
التعليقات (0)