القدرة على التكيف المادي والروحي مع المجتمع والبيئة في حياة البشر نعمة كبيرة...فتجد ساكني البلاد الحارة لهم خصائص بدنية تختلف عن ساكني بلاد الثلوج وهكذا فالأجناس يتباين لونها من الأبيض إلى الأسود والأصفر والأحمر والبرونزي تبعا للبيئة ودرجة الحرارة...ويختلف البشر في أنماط الغذاء وأنواع العمل ووظائف الأعضاء مثل صلابة السيقان أو ضخامة عضلات الصدر والكتف واختلاف القوام وتناسق الأطراف والوان العيون والاختلاف في درجة التحمل والجلد ( تكرار عمل عضلي بعدد كبير) دون الوصول إلى حالة الإجهاد (faigue) كما أن الإحساس بالألم يختلف من جنس إلى آخر....ونحن نلاحظ أن لكل جنس من البشر صفات تميزه عن الآخرين مثل اللون الذي يميز بيئة خط الاستواء وما حوله من خطوط العرض عن الأجناس التي تقترب في بيئتها من القطبين...وهناك أيضا تكيف مع الطبيعة الصحراوية أو الخضراء أو الثلجية أو البحرية يتضح في الملابس والأعمال وطول النفس مع البطء أو قصره مع السرعة ويظهر هذا أيضا في الكائنات التي تشاركنا الحياة على الأرض....فكل كائن له صفان وقدرات هائلة جدا تتناسب مع بيئته البرية أو البحرية بحيث لا يستطيع كائن أن يجمع بين صفتين متطرفتين مثل القدرة على الطيران الذي يتعجب منه المتأمل أو السباحة في البحر الذي يعجز عنه البشر الغافلين عن عجزهم ...فهل تستطيع الطير مثل الحمامة؟ في لحظات تصل إلى هدفها من فوق رؤوس الناس والبنايات الشاهقة ...بل لا تستطيع أن تبلغ حشرة في قدرتها على الرؤية والمناورة...!!! ولو تذكرت أخي قدرتك على تخطي الصعاب والاستفادة من العقل والقدرة على تسخير الكائنات التي تراها بالعين المجردة والتي تراها بالمجهر لعرفت أنك فوق الكائنات وأن الله هداك كيف تزرع وتصنع وتطير في الهواء بين دولة ودولة بل فوق الغلاف الجوي في سفينة فضاء تدور حول الأرض في ساعة وبضع دقائق...وعلمك كيف تتغلب على انعدام الجاذبية وكيف تأخذ معك مصنعا لهواء التنفس في الفضاء وتحت سطح البحر....أنت عظيم أيها الإنسان ولكنك لم تكتشف قدرتك كإنسان لأن قدرتك الذاتية محدودة ولكنها في مجموع البشر هائلة عجيبة ....لماذا لم تدركها جيدا؟.....لأنك لا تفكر كثيرا فيها.....
التعليقات (0)