يمكن قياس الرأي العام في الفن من خلال اختبارات سريعة للوقوف علي تفضيلات القراء الأعزاء كما يمكن قياس الأخلاق العامة كذلك .....وإذا كان الفن يشمل اللائق وغير اللائق, فيمكن أيضا تصنيف بعض الوسائل الإعلامية بأنها تنشر اللائق... أو تنشر غير اللائق.... ويكون جمهور أي وسيلة متفقا في توجهاته واختياراته للشائع من مواضيع وسيلة الإعلام بحيث تتخذ وسيلة الإعلام شكلا مرتبطا بالقائمين علي هذه الوسيلة والمالكين لها وأيضا تتفق مع توجهات المتعاملين مع هذه الوسيلة من الكتاب أو الإعلاميين أو أصحاب مهنة السينما وباقي فروع الفن ...ويشكل فريق مدونة كهذه التي تفسح لنا مجال الكتابة مجمل توجهها وجديتها ففيها من كل التوجهات لأن كتابها متنوعون وهذه مزية تحسب لها ... قد يكون هناك تجاوز في بعض الموضوعات عن السياق العام لا يشكل تيارا غالبا ولكنه استثناء لا قانون له وهو موجود في كل ما يكتب أو يقرأ في كل العالم التدويني والصحفي والفضائيات...إن أهداف التدوين واسعة الاختلاف وأهداف المدونين مختلفة باختلاف مشاربهم وثقافاتهم.. قد يكون عند الكاتب توجه عام يريد أن يوصله إلي القارئ وفي هذه الحالة تكون كتاباته في أغلبها تشير إلي ذلك التوجه...ولا يدعي أحد أنه صار مصلحا اجتماعيا أو سياسيا محنكا فهذا الاعتبار بعيد شيئا ما عن الحقيقة ولكننا ندلي بدلائنا في بحر من المعلومات والآراء وعلي القارئ عبء التصنيف والتفضيل...وكما أن المدون حر في كتابته وعليه تقع المسؤولية فيما يكتب فإن القارئ أيضا عليه عبء اختيار ما يقرأ وانتقاء ما يناسبه فيؤيد ما يناسبه فيستحسن ويرفض ما لا يناسبه فينتقد...ومن الفن ما تسمو به الروح وتسعد النفس لالتقائه مع الذوق العام والفضيلة التي نحب أن تنتشر...ومنه أيضا ما يخالف الذوق العام والفضيلة والأخلاق السوية وهذا ما نريد أن نرسخه في مجتمعنا كل علي قدر طاقته.....إن الفن نوع من النشاط البشري الغريزي لا يمكن إلغاؤه لأنه جزء من الحياة نسمعه في صوت الطيور وننكره في صوت الحمير ومنه نشأت الموسيقي والغناء الذي انقسم إلي جيد ورديء شأن كل الأنشطة الإنسانية...وأيضا فإن في الطبيعة ما يريح العين من مناظر خلابة ومنها نشأ فن الرسم والنحت ولا يخفى أن من الفن ما يهدف إلي تنوير المشاهد وتثقيفه وتحصينه من الآفات الأخلاقية...وللأسف ففيه أيضا ما يهدم الأخلاق وينشر ما لا يرضاه الوالد ولا الأم للأولاد ولا يرضاه أهل الفضيلة لمجتمعاتهم
التعليقات (0)