علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
يجد المرء نفسه أزاء تصرف ما يصدر من طفل فيصف صاحبه بأنه أكبر من عمره وقد يلاقي عملاً طائشاً من عجوز فيصف تصرفه بالصبياني
فما الفرق بين التصرفين ولماذا أنتج الأول تصرفاً يختلف عن التصرف الثاني؟
انه درجة الاستشعار والإحساس فربما استطاعت رؤيا في المنام ان تغير واقع شخص بما يطلق عليه انقلاباً في الحياة بكل ما تعنيه الكلمة بينما يحتاج آخر إلى خوض تجارب وتلقي هزائم وفواجع ليصحو من غفلته بينما تجد شخصاً تصب عليه التجارب صباً وتتقلب أحواله بين الشدة والرخاء طوال حياته فلا يستفيد من تجاربه ولا يتراجع عن أخطائه أو سلوكه غير الصحيح حتى يصل الى إطلاق آخر زفير!
من هنا ترددت أشعار وأقوال وحكم تناقلتها الأجيال ومن بينها قول الشاعر:- العبد يقرع بالعصا
والحر تكفيه الإشارة
أو قول المتنبي:
ليت التجارب باعتني الذي أخذت
مني بحلمي الذي أعطت وتجريبي!
ومن لطائف حكم الإمام علي (عليه السلام) قوله:
)ما أكثر العبر وأقل الاعتبار(
وقد يبدو الموضوع نظرياً أو نسبياً ولكن حين يتمعن المرء في ما يلاقيه من مشكلات في محيطه الاجتماعي يجد ان أغلبها سببه ناشئ من سوء تقدير الآخرين لا مكاناتهم وذواتهم وظنهم انهم يأتون بما لم تستطعه الأوائل ولهذا فهم يصابون بسوء النظر ثم يوجدون جداراً سميكاً بينهم وبين الواقع يحجبهم عن رؤية الأشياء على حقيقتها أو في أقل تقدير بما يقرب من الواقع وازاء ذلك لا يمكن أن نتوقع من الآخرين ان تكون تصرفاتهم سليمة في ظل هذا العشو الليلي والنهاري المستمر! ولعل أفضل طريقة للتخلص من هذا الداء العضال هو اذابة شحوم سوء التقدير والنظر في مرآة النفس بعد تنظيفها طبعاً!
التعليقات (0)