مواضيع اليوم

دراما بنطلون شفاف

Riyad .

2014-06-22 15:50:39

0

دراما بنطلون شفاف

  الدراما الكويتية تحولت من دراما الرواد التي كان البعض يٌطلق عليها لقب هيوليود الخليج إلى دراما آمبيه والمشاهد المقززة , والسبب دخلاء الفن من مخرجين ومعلنيين ومنتجيين وتواري الكتاب الحقيقيين خلف ستار المحبره الجافة . الدراما الكويتية مدرسة الدراما الخليجية برزت إلى السطح وحلقت في فضاء الفنون بجناحي الرواد الكويتيين رواد المسرح ورواد التمثيل , فالمسرح الكويتي النشط أنتج أجيال من الرواد الكبار الذين نقلوا التجربة الدرامية والمسرحية للخليج العربي ككل وعبروا بتلك التجربة البحر الأحمر متخطين حواجز اللهجة المحلية والعادات والتقاليد إنفتاح عاشت في ظله التجربة الرائدة للمسرح الكويتي والدراما الكويتية عصراً زاهياً أنعكس بالإيجاب على الدراما العربية التي تمثلت في تبادل الخبرات والمسلسلات وتواصل الرواد فيما بينهم , حقبة ماضية لن تعود في الوقت الحالي والقادم لأسباب متعددة لعل من أهمها الدخلاء وضعف البديل الدرامي والمسرحي خاصة في منطقة الخليج العربي "دول الخليج ". الدراما الخليجية الحالية باتت محط إنتقاد كثيرين من ممثلين وكتاب ومخرجين ونقاد ومشاهدين والسبب ليس في براطم الفنانات والبنطلون القطني وعويل الأسرة المتزايد والمشاهد المقززة وبكاء وشلل الأب وخيانة الزوجة وسجن الأبن وإنحراف إبنة الجيران ومشاغبة بنت العز في المدرسة والسوق والشارع , فتلك اسباب جانبية سببها الحقيقي ضعف الإخراج والبحث عن المال ودخول دخلاء الفن عن طريق الكتابة الساقطة والمال الإعلاني فباتت الدراما الكويتية مرتعاً لكل من هب ودب وتجارة للأجساد وتشويه لصورة المجتمع الكويتي الذي بات بين مطرقة فنانة باحثة عن مال فقط وسندان مخرج ومنتج باحث عن مشهد ساخن يجذب المراهقين ومسترقي النظر .. الدراما الكويتية في حقبة الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات تختلف إختلافاً كلياً عن دراما العشر سنوات الأخيرة , ففي الماضي كانت الدراما محافظة على خط الفن الرفيع المتمثل في إستشعار أهمية الفن في نقل الرسائل للمجتمع وفتح النوافذ والأبواب المغلقة وتسليط الضوء على المجتمعات بطريقة إحترافية لا تسيء للفن ولا لمن يعمل بالوسط الفني , أما الحقبة العشرية السيئة " دراما العشر سنوات الأخيرة" فباتت متميزة بالمشاهد المقززة والساخنة وقصص وحكايات الخيانات الزوجية والإنحراف السلوكي واللهجة المستوردة وتصوير الواقع الكويتي بغير صورته الحقيقية المتعارف عليها والتي لا تختلف عن المجتمعات الخليجية إجتماعياً ! قضايا المجتمعات متعددة وتسليط الضوء عليها عملية ليست بالسهلة خاصة إذا كانت الوسيلة فنية بحته , لكن لكل وسيلة ضوابط تمنعها من الإستغلال في التشويه أو التمييع وتمنعها من الإنزلاق نحو هاوية الا حقيقة والمتمثله في المبالغة في القضية والمشهد فكل خواتم الدراما العشرية الكويتية تنتهي بعبارة "ناوي أفتح صفحة يديدة"؟ الفن وسيلة حضارية إستغلالها كارثة ومنعها كارثة , والدراما الكويتية تعاني من السقطات فبعد أن كانت دراما رائدة وملهمة باتت دراما منفرة هادمة للحقيقة وما وراء الحقيقة من قيم وعادات وتاريخ , تلك المعاناة نابعة من غياب الصحافة النقدية عن واقع الفنون الكويتية بصفة خاصة والخليجية والعربية بصفة عامة , وغياب نقاد ورواد الكويت عن ورش العمل التي تقام بين فينة وأخرى بمعاهد وكليات الفنون بالكويت , وتواري الكتاب الحقيقين عن الساحة بلا مبررات تقنع المتعطشين لعودة الحقبة الدرامية السابقة , ولا ننسى الدخلاء الذين حولوا الفنون من وسيلة حضارية إلى تجارة أجساد رابحة في زمن البنطلون القطني الشفاف ! ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات