علي جبار عطية
الأربعاء 02-10-2013
طباعة المقال Print
شاهدت مقطعاً مؤثراً جداً من فلم سينمائي عنوانه (الطوفان) اخرجه الفنان ريكاردوس يوسف وهو يتحدث عن حادثة حقيقية لغرق اربعين طالبة مدرسة ابتدائية في احدى القرى العراقية منتصف القرن الماضي وتعجبت للطريقة التي عرض فيها مشهد الغرق فيكاد النفس ينقطع لدى المشاهد.
هذا المقطع احالني الى سلسلة من الاعمال الدرامية التي عرضت خلال شهر رمضان والتي تعتمد اعتماداً كلياً على الفواجع بحيث يمكن تسميتها بـ دراما الفواجع او دراما التعذيب وعندنا في العراق رقم قياسي في عدد الفواجع والمآسي لذا فان الذي يقبل على عمل عراقي ويواجه بالصفعات واللطمات ومشاهد الدم فان نفسه تعزف عن الحياة فضلا عن عزوف النفس السليمة عن مشاهدة مثل هذه الاعمال التي لا تتقن سوى تعذيب المشاهد والايغال في جرحه!
فمن دراما المكيدة والمؤامرات وعرض الوضع البائس للعراقيين زمن الجوع والحصار والحرب الى زمن التهجير والانفلات الامني والقتل على الهوية وخطف الحياة الى استعراض كوارث النظام الدكتاتوري وتداعيات النظام الديمقراطي!
انها سلسلة لا تنتهي تعتمد على عقد معقدة غير قابلة للحل تزيد من الوضع سوءاً!
ان المشاهد حين يريد متابعة عمل درامي فانما هو يحاول الاستجابة لحاجة سايكولوجية في الاستزادة من تجارب الاخرين وتمثلها فضلا عن الاسترخاء امام عقد مريحة بل ربما يجد نفسه في احدها فيحصل على المتعة والفائدة معاً اما هذه الدراما التي يراها فيتأذى من ورائها فأظن انها تزيد من احزانه وهمومه ومن ثم فالاولى هو الابتعاد عنها لان العاقل هو من يطلب السعادة ويتجنب التعاسة لا ان يطلبها فيهدر ساعات من عمره في مسلسلات لا تزيده الا كآبة وحزناً
فما احوجنا الى دراما الفرح.. تلك الدراما التي تكون بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها المشاهد هواءً نقياً لا هواءً ملوثاً بالمكائد والحقد والخوف!
التعليقات (0)