مواضيع اليوم

دراسة يهودية تحرض على طرد المسلمين الاوروبيين

اوس العربي

2010-12-27 01:44:39

0

دراسة يهوديَّة تحريضيَّة تطالب بطرد المسلمين من أوربا
الناظر إلى واقع المسلمين في أوربا اليوم من حيث العدد والنمو والأوضاع العامَّة - يُدرك أنَّ الإسلام أصبح أحد مكونات المجتمع الغربي، وأن واقع المسلمين هناك ووجودهم يتطور نحو الثبات والاستقرار.

ولقد لفت هذا التواجدُ الإسلامي على مستوى القارة الأوربية، الدوائرَ الصهيونية، وبدأت تحذِّر من أسلمة القارة الأوربية، وخطورة ذلك على المجتمع الأوربي، وتطالِبُ بِطَرْدِ المسلمين منها، فقد أصدر مركز السياسات اليهوديَّة التابع للائتلاف الجمهوري اليهودي في أمريكا، دراسةً مفصَّلة أعرب فيها عن قلقه من تزايد أعداد المسلمين في أوربا، وهو ما يعتبر - من وجهة نظرِه - تَهديدًا حقيقيًّا للولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل على القضاء على "مسيحيَّة" أوربا، وينذر بتحول أوربا إلى قارة مسلمة.

وقالت الدراسة التحريضية التي أعدَّها الصهيوني المتشدد "دانيل بايبس" مدير منتدى الشرق الأوسط بفلادليفيا: إنَّ هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل القارة الأوربية؛ هي: سيناريو "الحكم الإسلامي"، وسيناريو "طرد المسلمين"، وسيناريو "التكامل المتناغم".

وقال: إنَّ العديد من المحللين يتوقَّعون السيناريو الأوَّل، وهو سيناريو "الحكم الإسلامي"، بحيث تتحول أوربا خلال الزمن إلى "ولاية إسلامية"، أو كما يطلق عليها بعضهم اسم "أورو العربية"، واستشهد بايبس بتضاؤُل المسيحية في أوربا، وأنَّ في عاصمة مثل لندن يقدِّر الباحثون أن أعداد المسلمين الذين يذهبون إلى المساجد يوم الجمعة أكثر من أعداد المسيحيين الذين يذهبون للكنائس يوم الأحد، على الرغم من أنَّ عَدَدَ المسيحيِّين في لندن يفوق أعداد المسلمين 7 مرات.

وتخلص الدراسة التحريضية إلى ضرورة تحقيق السيناريو الثاني وهو "طرد المسلمين"، والذي يرجِّحه ويطالب به الكثير من الكُتَّاب الأمريكيين؛ مثل "رالف بيتر" الَّذي يقول: إنَّ أوربا "أفضل مكان للإبادة الجماعيَّة والتطهير العرقي"، ويتوقع أن مسلمي أوربا سوف يكونون "محظوظين إذا تَمَّ طردُهم ولم يقتلوا".

وبرغم أن السيناريو الثالث "التكامل والتناغم" أكثر السيناريوهات تفاؤلاً وإنصافًا، حيث إنَّه من الإمكان أن يَجِدَ المسلمون في أوربا طريقة للتعايش مع الأوربيين المسيحيين بشكل متناغم، لكنَّ الدِّراسة قللت من فرصة نجاح هذا السيناريو، واتجهت إلى التحريض الواضح على طرد المسلمين من أوربا، أو على الأقل تغريبهم بحيث ينفصلون عن جذورهم وهويتهم الإسلامية.

• وجود إسلامي فعال:
وهذه الدراسة وغيرها تؤكِّد أنَّ الأقليَّات المسلمة في أوربا يشكلون اليوم وجودًا حقيقيًّا ذا فعالية على المستوى الاجتماعي والاقتِصادي والسياسي، وبرغم عدم وجود إحصاء رسمي يبين حجم الأقلية المسلمة في دول أوربا، فإنَّ بعض المصادر الإسلامية تقدِّر عدد المسلمين هناك بـ 25 مليونًا من أصل 507 ملايين هُم عدد سكان القارة الأوربية، ويعيش في فرنسا وحدها 6 ملايين مسلم.

وتختلف أوضاع الأقليَّات الإسلامية في أوربا من دولة إلى أخرى، حسب الوضع القانوني السائد في تلك الدولة، وتبعًا للشعور العام السائد داخل المؤسسات الحكومية الأوربية تجاه الإسلام، فبعض الدول تنظر إليه نظرة توجُّس وريبة؛ مثل فرنسا وألمانيا، مِمَّا ينعَكِسُ على التَّسهيلات الممنوحة لِتِلْكَ الأقليَّة، وخاصَّة فيما يتعلَّق باستِخْراج تصريحات بناء المساجد، في حين يتضاءَلُ هذا الشُّعور في دولٍ أخرى؛ كما هو الحال في بريطانيا على سبيل المثال.

تعتبر مشكلة التردُّد بين العُزْلَة والاندماج أهمَّ ما يؤرِّقُ الأقليَّات المسلمة في الغرب، كما تشكل الهوية الإسلامية والخوف عليها من الذوبان في ثقافة الآخر - التحدِّي الأوَّل لها، خاصَّة لدى الأبناء من الجيلين الثاني والثالث، الذين حصلوا على جنسيَّة البلدان المقيمين فيها، وأصبح لهم حقوق مواطنة كاملة.

وتُحاول تلك الأقليات الحفاظ على هويتها الإسلامية، لكن ضعف الإمكانات والموارد وندرة الدُّعاة المتخصِّصين - يَقِفُ عائقًا دون تَحقيق ما تصبو إليه، مِمَّا ينعَكِسُ سلْبًا على أوضاعها الاجتماعيَّة والثقافية، ويزيد من حدة هذه المشكلة عدم وجود لوبي عربي وإسلامي قوي يدافع أمام الحكومات الأوربية عن حقوق تلك الأقليات وسرعة تنفيذ مطالبها.

• مؤسسات تدعو للتوحد:
ولا شكَّ أنَّ وحدة مسلمي أوربا وتكاتُفَهم لتصحيح صورة الإسلام في الغرب يلعب دورًا كبيرًا في مستقبل هذا الدين وانتشاره، ويُحافِظُ على الهوية الإسلامية لملايين المُسلمين الذين يعيشونَ في دُوَلِ الغرب المختلفة، ولقد ظهرتْ في أوربا منذ قيام الاتحاد الأوربي في أوائل التسعينيات - مؤسساتٌ إسلامية ذات طابع أوربي، تهتم بأحوال المسلمين في القارة الأوربية كلها، وتخاطب المسلمين في أوربا، خاصة أولئك المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي؛ مثل "منظمة رابطة الجاليات المسلمة في أوربا" التي تأسست في فرنسا، و"مجلس الإفتاء الأوربي" الذي يتخذ من مدينة كولن الألمانيَّة مقرًّا له، كما اتَّجه بعض المثقَّفين المسلمين في أوربا إلى إصدارهم وسائل الإعلام المختلفة التي تُخاطب المسلمين في أوربا كافَّة؛ مثل مجلة "الأوربية" وقناة "المستقلة" التلفزيونية، اللتان تستهدفان بالدرجة الأولى المسلم في دول الاتحاد الأوربي.

ونشأت مؤسسات إسلاميَّة أوربيَّة متخصِّصة؛ مثل "المنظَّمة الإسلاميَّة للكشَّافة الإسلاميَّة" التي أسِّستْ قبل خَمس سنوات في هولندا، ومنظَّمة "ابن بطوطة للكشاف الإسلامي" في مدينة روتردام، إضافة إلى بعض المؤسَّسات الإسلاميَّة الخيريَّة التي تُمارس نشاطَها على المستوى الأوربي كافَّة، مِمَّا يؤكِّدُ الرغبة القويَّة لتوحيد العمل الإسلامي والدعوي على مستوى القارة التي تضمُّ اليومَ أكثر من خَمسين مليون مسلم.

• المؤتمر الإسلامي الأوربي:
ويعتبر "المؤْتَمَر الإسلاميُّ الأوربي" الَّذِي أُنْشِئَ عام 2001م، من أهمِّ المؤسَّسات التِي تُساهِمُ في توحيد صفوف الأقلِّيَّات الإسلاميَّة في أوربا، فقد تأسَّس ليكمل فراغًا كان موجودًا على الساحة الأوربية، وليقوم بالدور التنسيقي بين المنظمات والهيئات الإسلامية على الصعيد الأوربي، وتضم عضويَّة المجلس العديدَ من المؤسسات والجمعيات والاتحاديات المسلمة من كافة دول أوربا الشرقية والغربية، كما أنَّ عضويَّة المؤتَمر مفتوحةٌ لا تقتصر على هيئات مسلمة بعينها، وتنتقل رئاستُه مع انتقال الرئاسة الدوريَّة للاتحاد الأوربي.

وللمؤتمر أمانة عامَّة تتكوَّن من 15 عضوًا، وتنتخب الأمانة المكتب التنفيذي للمؤتمر، وهو مكوَّن من 5 أعضاء، ويجتمع المكتب مرة في الشهر، أما الأمانة العامة فتجتمع مرتين في العام، وعادة ما يعقد على هامش اجتماعات الأمانة العامَّة ندوة تعالج قضية معيَّنة تهمُّ المسلمين في المجتمع الأوربي.

ويهتمُّ المؤتَمر الإسلامي بعدَّة جوانبَ فيما يتعلَّق بِمُسلمي أوربا؛ منها الجانب القانوني، وجانب الحوار السياسي وإعداد الأئمَّة، والتركيز على إيجاد حوار بين المسلمين وغيرهم في المجتمعات الأوربية، كما يركز كذلك على الجانب التربوي.

وقد نظم المؤتَمَرُ عِدَّة دورات تدريبيَّة مكثفة للأساتذة المسلمين من مختلف الدول الأوربية؛ لتوعيتهم بكيفية التعامل مع المشاكل التي يسببها بعض أبناء المسلمين، الناتجة عن التعليم غير الموضوعي، ويتم شرح أهمية الدور الثقافي والديني في حل هذه المشاكل.

وعلى المستوى السياسي عقد المؤتمر الإسلامي الأوربي ندوة حول تطوير أداء المسلمين العاملين في المجال السياسي، حتى يكون لديهم توجه واضح للمطالب التي يمكن أن يناضلوا من أجلها داخل الأحزاب السياسية الأوربية، وجمعت الندوة مئات السياسيين المسلمين من شتَّى الأحزاب اليسارية واليمينية في أوربا.

• التجربة الفرنسية:
ولعلَّ تَجربة توحيد صفوف الأقلية المسلمة في فرنسا، التي بدأت منذ ما يزيد على عشرين عامًا - تعدُّ فريدةً من نوعها، حيثُ انبثقتْ عنها الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا، فقد أصبح الإسلام خلال السنوات الماضية ثاني دين في فرنسا بعد الكاثوليكية، حيث يبلغ عدد أتباعه خمسة ملايين، ينحدر معظَمُهم من دول شمال إفريقيا، ولذا بدأت المحاولات لإنشاء هيئة تمثيلية وموحدة للمسلمين أمام السلطات الفرنسية، ووضع مبادئ تهدف إلى تنظيم الدين الإسلامي في فرنسا، وأثمرت الجهود في الفترة الأخيرة عن اتِّفاق بين الحكومة الفرنسية والمسلمين على مبدأ انتخاب هيئة تُمَثِّل المسلمين في فرنسا، وبدأ عدد من مجموعات العمل درس المسائل المتعلقة بالدين، ووضع الأئمَّة، وتشكيل جمعيات دينية.

والفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا تأسست عام 1985م في مؤتمر إسلامي عامٍّ، عقد في مدينة باريس، تحت رعاية مكتب رابطة العالم الإسلامي في باريس، وحضرتْهُ أكثَرُ من 150 جمعية إسلامية في فرنسا، ويبلغ عدد أعضاء الفيدرالية الآنَ أكثر من 350 جمعية، تدير أكثرها مراكز إسلامية ومساجد ومدارس لتحفيظ القران الكريم وتعليم اللغة العربية.

وأهداف الفيدرالية السعي إلى توحيد صفوف المسلمين، والقيام بتمثيل المسلمين لدى السلطات الفرنسية لحل المشاكل المتعلقة بحياتهم وممارستهم لشعائرهم الدينية، كما أنَّها تشرف على إقامة المراكز الإسلامية، وتعمل على مساعدة الجمعيات الإسلامية للحصول على التراخيص الإداريَّة، وتذليل العقبات الإدارية أو القانونية الَّتي تُواجِهُها.

وعلى حدِّ قول رئيس الفيدرالية الدكتور محمد بشاري فإنَّ الفيدرالية تُصْدِرُ نشرةً شهرية بالفرنسية اسمها "لوميير" أي النور، وهي موجَّهة بشَكْلٍ خاصٍّ إلى الفرنسيين، لِمُخاطبة الرَّأي العام الفرنسي، وشرح وجهات نظر المسلمين، حول بعض القضايا، ويتم توزيعها على نطاق واسع في البرلمان الفرنسي، والوزارات، ووسائل الإعلام، والمصالح الحكومية، والمحافظات والبلديات، وفي المدن الكبرى التي يقيم فيها المسلمون، وعلى الشخصيات الفكرية والعلمية والجامعات، كما يتِمُّ إرسالُها إلى الجمعيات الإسلامية التي بدورها تقوم بتوزيعها على المسلمين.

ويؤكِّد الدكتور بشاري أنَّ هناك تفكيرًا الآن للتقارب والحوار وتوحيد الكلمة بين المنظمات الإسلامية في أوربا، فالوحدة الأوربية قائمة الآن بين الأوربيين، والعمل المشترك بين المسلمين أمر محتوم يفرضه الواقع السياسي الأوربي، ونَحْنُ نعمل على إيجاد عمل إسلامي أوربي موحد ينطلق من أوربا وإلى أوربا، ويعمل على حلِّ مشاكلنا الأوربية، ومن خلال قوتنا في أوربا يمكن أن يكون هناك تطبيع سياسي عربي - أوربي، وأوربي - عربي.

والأقلِّيَّات الإسلامية في الغرب سوف يكون لها دور مشرف ومستقبلي، وسوف تلعب دورًا هامًّا في سياسات أوربا كلها، ومستقبل الإسلام في الغرب رهين بمدى استيعاب الأقليات المسلمة لظروف المرحلة الراهنة، ودفع عملية التطبيع الأوربي العربي، ويجب أن تستوعب الدول الإسلامية هذا الوجود الإسلامي في الغرب وتدعمه وتسانده، فإسرائيل لم تنجح إلا بفضل اللوبي الصهيوني في أوربا وأمريكا.

• دور المسلمين السياسي:
وحول الدور الذي يقوم به مسلمو فرنسا اليوم على المستوى السياسي والاجتماعي باعتبارهم أكبر أقلية مسلمة في أوربا، يؤكد بشاري أن الفيدرالية استطاعت إخراج المسلمين من مرحلة القلق إلى الاستقرار والمشاركة والتأثير، ويكفي أن هناك 2 مليون ناخب مسلم في فرنسا اليوم يلعبون دورًا هامًّا في التصويت والمشاركة السياسيَّة، مِمَّا جعل المرشحين يقدرون الدور الإسلامي في العملية الانتخابية، ويسعون إلى إرضاء المسلمين لكسب أصواتهم وتأييدهم.

وسياستنا في الفيدرالية تقوم على اندماج المسلمين في جميع الأحزاب والهياكل ومراكز صناعة القرار السياسي، باعتبار ذلك هو الوسيلة الوحيدة للتأثير والتَّغيير والإصلاح، ومعالَجة ما أفسدته اللوبيات الموجودة ووسائل الإعلام، فيجب أن يدخل الشباب المسلم الأحزاب السياسية، ويُشاركوا في صناعة القرار السياسي، لأنَّ غيابَنَا كمسلمين عن الدور السياسي وصناعة القرار سيكون له أثر سلبي على وجودِنا، كما أن تكتُّل المسلمين في جبهة واحدة سوف يسهل ضربهم.

والفيدرالية تضم في تشكيلها جميع العرقيات والجنسيات الإسلامية، وهذا بدوره يقارب بينها ويوحد صفوفها، وينسق جهودها في مجال العمل الإسلامي.

أحمد أبو زيد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !