كشف مركز «بيجن - السادات» للدراسات الاستراتيجية في جامعة «بار إيلان» فى تل ابيب عن دراسة اعدها مدير المركز، البروفيسور «أفرايم عنبار»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان تحت عنوان «الثورات العربية 2011 والأمن القومي الإسرائيلي»، جاء فيها أن «الثورة المصرية بجانب الثورات العربية وإيران خلقت وضعا أمنيا هو الأكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل منذ نهاية الحرب الباردة، وأن الجو الأمني في إسرائيل هو الأسوأ الآن مما كانت عليه في أي وقت مضى من العقدين الماضيين.
وأكدت الدراسة إن إسرائيل «ستضطر في ظل ظروف معينة إلى استعادة أجزاء من شبه جزيرة سيناء في ظل حكم الرئيس المصري الجديد، دكتور محمد مرسي، في حال استمر تدهور الوضع الأمني هناك بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، ووفقا لما جاء على موقع «سى ان ان» حول الدراسة الاسرائيلية فإن الحديث اصبح واردا داخل اسرائيل حول ضم قطاع غزة إلى مصر، حتى تتخلص إسرائيل للابد نتخلص من مشكلة غزة، بجانب الاضطرار إلى إعادة احتلال أجزاء من سيناء لمنع تنظيمات الإرهاب من تنفيذ عمليات على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
واشارت «سى ان ان» إلي ان الباحثين الاستراتيجيين في معاهد الأبحاث الإسرائيلية قد نشطوا مؤخرا خاصة فى الايام الماضية لتحليل التطورات في مصر بعد فوز الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة، كما اشارت ايضا إلي صدور تقارير بريطانية تتحدث عن فوز شفيق برئاسة مصر وان «الجيش أعلن فوز مرسى خوفا من ردة فعل الإخوان» ، وأورد الموقع تقرير لخبير شئون الشرق الاوسط والصحفى البريطاني «روبرت فيسك»، والذى اكد وجود شكوك حول النسب التي حصل عليها الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، وقال « فيسك» ان مصادر مطلعة اكدت له حصول دكتور مرسى على 49.3٪ فقط من أصوات الناخبين، ولكن الجيش كان خائفًا من مئات الآلاف من أنصار الإخوان المسلمين إذا لم يفز مرسي.
وأضاف فيسك في صحيفة «الاندبندنت» نقلا عما قال بانها مصادره الخاصة، ان مرسي التقى بالفعل أربعة من قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل إعلان نتائج انتخابات الرئاسة بأربعة أيام، وأنه وافق على قبول الرئاسة، وحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا بدلا من البرلمان المنحل مؤخرًا، وهو ما فعله السبت الماضي، كما قالت مصادره إنه ستجرى انتخابات أخرى خلال عام، ولكن فيسك شكك في ذلك، واكد انه لن تكون هناك انتخابات أخرى في غضون سنة.
واضاف «فيسك» أن لقاء مرسى السرى مع العسكريين الاربعة اثار الغضب داخل الجيش خاصة من من الضباط والجنود الشباب، والذين يطالبون بإرسال هؤلاء الاربعة الى منازلهم، والشبان الصغار يشكلون داخل الجيش ما يطلق عليه اسم «الضباط الأحرار الجدد» وهى نسخة مختلفة من حركة الضباط الأحرار التي أطاحت بالنظام الفاسد السابق فى مصر الملك فاروق عام 1952، واشار «فيسك» إلي ان العديد من ضباط المخابرات الصغار فى الجيش كانوا متعاطفين جدا مع الثورة المصرية العام الماضي، وقتل العديد منهم برصاص القناصة خلال مظاهرات رحيل الرئيس مبارك فى ميدان التحرير ولكنهم الان يضجون بسبب هذه الصفقة مع مرسى.
وتناول «فيسك» ايضا زيارة احمد شفيق للامارات، وقال انه ليس هناك أي تفسير معقول لسبب زيارة شفيق للإمارات العربية بعد يوم من إعلان نتائج الانتخابات، حيث قيل انه سافر لأداء «العمرة»، لكن رحلة الحج في المملكة العربية السعودية، واشار «فيسك» إلي ان رجلا لم يكن متواجدا فى لقاء مرسى بالعسكريين الاربعة وهو دكتور محمد البرادعى، والمرشح لان يكون رئيس الحكومة المرتقب، فالبرادعى الحائز على جائزة نوبل والعالم النووي السابق لم يكن له وجود عميق في هذا الدور، ومن شأن استعانة مرسى بالبرادعى، العمل للحفاظ على الشوارع هادئة، كما سيسمح لمصر التوصل إلى خطة اقتصادية لاقناع صندوق النقد الدولي بتقديم قرض للبلاد.
التعليقات (0)