غُيب محمد دحلان عن العمل الفتحاوي بسبب الحديث والنقد لأبناء الرئيس محمود عباس، وهنا لا بد من وقفة لنتساءل: هل أبناء الرئيس فوق النقد؟؟ وهل عندما يكون الحديث حول المصالح الوطنية وحول تطوير أداء حركة فتح والعودة بها من جديد لتكون في مقدمة الدفاع عن مشروع وكفاح ونضال الشعب الفلسطيني أو في الحديث عن إخراج حركة فتح من تجارة أبناء الرئيس يكون هنا دحلان قد أجرم؟؟ أعتقد سيادة الرئيس لا يجوز معالجة النقد بمؤامرة على محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمنتخب أيضاً من مؤتمرها السادس والذي وقف بجانبك وحمل أعباء خلافاتك مع الرئيس أبو عمار؟؟ ألا يؤشر هذا سيادة الرئيس إلى أن الأمر خطير والأحوال لا تبشر بخير.
إذن ما الذي يمكن استنتاجه أو استخلاصه من الأزمة المؤسفة والمؤلمة التي اندلعت بين الرئيس أبو مازن و محمد دحلان؟؟ وكيف حصل ما حصل.
وفي الإجابة عن هذه الأسئلة، وإذا أردنا تبسيط الأمور، ونتجاوز ما حصل من دون التمعّن جيداً في أسبابها الحقيقية لمعالجتها جذرياً، يمكن الذهاب مباشرة إلى تحميل أشخاص لها علاقة بفتح المسؤولية عما حصل والرئيس أبو مازن.
وفي الواقع أعتقد فإن الأزمة الفتحاوية الحاصلة إنما هي في حقيقة الأمر انعكاس طبيعي لأزمة المشروع الوطني الفلسطيني، وانسداد آفاقه، بعد الإخفاق الحاصل في مشروعي الانتفاضة والمفاوضات.
وبديهي أن هذا الإخفاق تتحمّل مسؤوليته مجمل مكوّنات الحركة الوطنية الفلسطينية (سلطة ومعارضة)، كلاً بحسب حجمها ودورها، وطبعاً يمكن إحالة بعض من المسؤولية عن هذه الأزمة إلى العامل الخارجي أيضاً، العربي والدولي، وعلى الرغم من أهمية كل ما قدمناه كانت مواقف دحلان المعلنة إن كان حول المفاوضات مع إسرائيل أو حول حل السلطة الوطنية وكما اعتبر وقال دحلان، هذا خيار انتحاري يضرّ بمصلحة الشعب الفلسطيني ويجب أن لا يناقَش، ولا يجوز أن نذهب إليه في ضوء رد الفعل يا سيادة الرئيس, وهذا الموقف لن يأتي من دحلان لأنه يريد أن يكون رئيس للسلطة، بل وبالعكس يجب علينا جميعاً أن نقف ضد هذا الخيار، وعلى الجميع أن يقر في أن السلطة الفلسطينية هي أول إنجاز وطني وتاريخي يسجل للنضال الوطني الفلسطيني.
والذي لا يبشر في خير اليوم دحلان، هو استمرار هذه النوعية من البشر في العمل الفتحاوي والوطني، وأعتقد أن العودة ينبغي أن تكون قريبة لإعادة ما يلي :
أولاً: لإعادة صياغة دور حركة فتح من جديد، باعتبارها حركة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه التاريخية وكحامل للمشروع الوطني والديمقراطي الفلسطيني.
ثانياً: لإعادة الاعتبار للعقل والى لغة النقد والمصارحة والشفافية وتعزيز المراجعة والاستفادة من الأخطاء والخطايا بما يسمح بتعميق وحدة حركة فتح .
ملاحظة : حركة فتح ليست شركة أو ملكاً لأحد .. فهي حركة المناضلين والشهداء والأسرى والجرحى والثكلى والمعاقين وحركة أبناء الشعب الفلسطيني.
بقلم/ منار مهدي
التعليقات (0)