دحلان صاحب المعادلة الأصعب كما يعتبره البعض ، فمرة أخري ذاك الرجل الى فوهة البندقية ، ولكن هذه المرة ترك فى وسط المعركة بين جيشين متنافسين ، فالجيش الأول على الجهة اليمنى مناصر له ويكفى لأن يرجح ميزانه وفوزه بالحرب ، ولكن هناك اسباب تعيق طريق الوصول الى المؤتمر والجميع يعلمها ، أما الجيش على الجهة اليسري فيعتبره دحلان متآمر ويسعى لافشاله وخسارته وابعاده عن الميدان .
لعل ذالك ما يجري الآن فى المؤتمر السادس لحركة فتح أن صح التعبير ، فدحلان لم يستطع الصبر والسكوت اكثرمن ذلك ، فصوب بندقيتة وفتح النار على أعضاء مركزية فتح وأتهمهم بالسعي وراء مناصب وزارية ومصالح شخصية ووجه الاتهامات لهم بالاسماء ، بعد أن بات واضحا ان هناك تيارا داخل هذا المؤتمر سعى وما زال يسعي لافشال المؤتمر ، واستبعاد اعضاء غزة ومنهم " محمد دحلان والمشهراوي" واتباعهم من عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح .
فالحبر الاسود قد جف وما تحت السطور بات يقرأ بوضوح تام ، وحلقات ذالك المسلسل الدراماتيكي تتوالى بالظهور على شاشات المحطات الاخبارية تباعا.
فكانت أولى حلقاته تلك القنبلة الاعلامية التي فجرها " فاروق القدومي" قبل ايام بالورقة التي نشرها ، واتهم بها دحلان والبعض ، بالمسؤولية عن مقتل الرئيس" ياسر عرفات" ،ولعل ما يجري الان بين اروقة فنادق بيت لحم ، لهو دلالة واضحة علي ان البعض يسعى ويلهث وراء استئصال تيار غزة من المعادلة وحرمانه من المشاركة ، والاقتصار على تقاسم التركة بين الاخوة والاحباء بالضفة والخارج ، فان جاز التعبير أن تلك السفينة لن ترسوا هكذا ، فدحلان ليس بالشخص البسيط الذي يستسلم بسهولة ، فهوكما معروف عنه بالخبرة والحنكة السياسية ،التى تساعده فى اسوء الظروف والشدائد، حتي لو تخلي البعض عنه لمصالحه الشخصية ، بهذا تكون بعض رموز القضية قد أظهرت أن المعادلة صعبة وان هناك فريقا اقليميا داخليا وآخر خارجيا يسعي بطرق غير مباشرة من اجل فوز طرف على حساب الاخر .
دعونا نبسط الامر بطريقة سلسة وسهلة ، فالجميع يعلم ان دحلان بدون اصوات اعضاء غزة هو الخاسر الوحيد فقط ، ولو انه تم حجب أصوات أعضاء غزة التي تقدر بأكثر من 400 صوت انتخابي مما لاشك فيها انها اصوات مضمونة لدحلان وأنصاره، فان هذا سيتسبب في توجيه ضربة قوية لدحلان وأنصاره تقلل من فرص تواجدهم في اللجنة المركزية والمجلس الثوري ، فدحلان الان بات بين رحى من يتآمر عليه ويسعى لأفشاله وبين مركزية صعبة المنال ، لاشك انها معادلة حسابية صعبة .
mohammad abo tbk
m.tbk@hotmail.com
التعليقات (0)