مواضيع اليوم

دحض مزاعم ومصداقية كفن السيد المسيح

دحض مزاعم ومصداقية كفن السيد المسيح

 

أثار البروفيسور لييجي غارلاسشيللي "Luigi Garlaschelli" عالم الكيمياء الإيطالي وأستاذ الكيمياء العضوية في جامعة بافيا الكثير من المشاعر بعد إعلانه الإثبات وبشكل قاطع لا جدال فيه أن ما زعم أنه الكفن الذي لف فيه جسد السيد المسيح (بعد صلبه حسب مزاعم الكنيسة الكاثوليكية) ليس سوى كذبة كبرى وغش نتج عن تدبير مختلق مع سبق الإصرار والترصد خلال الفترة ما بين عامي 1260م و 1390م في منطقة الشرق الأوسط بهدف تهييج المشاعر الدينية لدى الغرب وجلب المزيد من الحجاج إلىفلسطين لتحقيق ربحية سياحية اقتصادية بحتة من وراء تدفق هؤلاء الحجاج البسطاء لرؤية كفن المسيح ونيل البركة المرجوة.
وتاريخ هذا الكفن طويل ومثير للجدل منذ بداية ظهوره في الشرق الأوسط ثم باريس وانتهاء بحصول أسرة سافوي الملكية الحاكمة في إيطاليا عليه وإحضاره إلى مقر حكمهم في مدينة تورينو عام 1578م ثم قيام آخر ملوك إيطاليا الملك الإيطالي المخلوع(أمبرتو الثاني) بإهدائه عام 1983م قبيل وفاته إلى بابا الفاتيكان وقتها يوحنا بولس الثاني.
وفي الوقت الذي وجه فيه بعض الكاثوليك المتعصبين إلى البروفيسور غارلاسشيللي تهمة الإلحاد والزندقة فقد تميزت ردود فعل الفاتيكان بالهدوء والموضوعية حين أعلن متحدث رسمي عنه بأن حقيقة الكفن من عدمه لاتعد حقيقة إيمانية بقدر ما تذكرهم بآلام المسيح.
البروفيسور الإيطالي لييجي غارلاسشيللي دافع عن حقيقة ما توصل إليه في تصريح أدلى به لوكالة أنباء رويتر وصرح أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا نهاية هذا الأسبوع لتوضيح صدق ما توصل إليه مدعوما بالوثائق والصور والتفاصيل العلمية.
أما الكيفية التي توصل بها غارلاسشيللي إلى حقيقة أن الكفن المزعوم مزور فهي على حسب ما تناثر من تصريحات مختصرة تتركز في قيامه بإخضاع الكفن (المزعوم) إلى الفحص الكربوني المختبري (الكربون مادة غير معدنية توجد في الاحياء والنبات) عام 1988م في مختبرات أكسفورد (بريطانيا) و زيوريخ (سويسرا) و توكسون أريزونا .. وقد جاءت النتائج تحمل مفاجأة ضخمة مفادها أن تاريخ هذا الكفن يعود إلى الفترة ما بين عامي 1260م و 1390م ...... أي أنه وعلى أقل تقدير تم فبركته بعد حوالي 1227 سنة من وفاة أو رفع السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء (أغلب الظن أن فترة وجوده بعد مولده عليه السلام على الأرض ظلت 33 سنة) ...... وهو الأمر الذي ينطوي على أنه كان مجرد (خدعة) وأن الهدف من صنعه هو جذب المزيد من الحجاج خلال فترة القرون الوسطى للأراضي الفلسطينية المقدسة لتحقيق مردود اقتصادي بحت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوجه المستنسخ على اليمين والمزعوم على اليسار

لكن تبقت مسألة أخيرة حيرت العلماء وهي الكيفية التي تمت بها طباعة الشكل الذي يوضح وجه وجسد رجل بدأ وكأنه قد تم صلبه وتسيل الدماء من يديه وقدميه ..... وهو الأمر الذي دفع البروفيسور غارلاسشيللي إلى استنساخ كفن آخر بنفس المواصفات والمواد التي خرجت بها المختبرات المشار إليها بعد إخضاع الكفن المفبرك للفحص الكربوني. فجاءت النتائج مذهلة وذلك على النحو الآتي:

الكيفية التي استنسخ بها غارلاسشيللي الكفن المزعوم:
حتى يتوصل البروفيسور غارلاسشيللي إلى الطريقة التي قام بها النصابون في الشرق الأوسط وقتها بفبركة الكفن المزعوم فقد قام بإحضار قماش من نسيج كتاني شبيه بنسيج الكفن المزعوم وجرى لفه حول جسد شخص متطوع ثم تم دهن وتدليك القماش بصبغة تحتوي على آثار حامض واستخدموا قناع شبيه بالوجه الظاهر في الكفن المزعوم .

وعمد مختبره بعد ذلك إلى تسخين القماش في داخل فرن لمنحة مواصفات الشكل القديم (يعني حتى يصبح شكله جـربان) ثم تم غسله بعد ذلك . هذه العملية وفق ما يقول البروفيسور غارلاسشيللي نزعت عن النسيج إهابه السطحي (الجديد) لكنها أبقت ملامح مشوشة من جسد الرجل الذي لفوا النسيج حوله ...... ودرجة مخففة من الصورة (fuzzy , half-tone image) شبيهة بتلك الظاهرة على الكفن المزعوم. ...... وأضاف أن الصبغة التي على الكفن المزعوم (الأصلي) قد بهت لونها كنتيجة كيميائية حتمية بفعل تقادم القرون منذ تاريخ فبركته ما بين عامي 1260م و 1390م.

 

 كفن غارلاسشيللي المستنسخ على اليمين والمزعوم على اليسار

بقى أن نعرف أن هذا الكفن المزعوم المشار يعتبر من أكثر الآثار الدينية قداسة لدى الكاثوليك نظرا لتماشيه مع قناعاتهم بأن سيدنا عيسى عليه السلام قـد صلب وليس كما يؤكد القرآن الكريم أن الذي تم صلبه إنما هو شبيه للسيد المسيح . وأنه عليه السلام قد رفعه الله إليه (دون أن يحدد القرآن كيفية الرفع جسدا وروحا أم روحا فقط ).
ويتخذ المتشددون الكاثوليك المعارضين للحقيقة المعملية التي أثبتها عالم الكيمياء العضوية البروفيسور غارلاسشيللي .. يتخذون من حقيقة أن تمويل جمعية الملحدين واللاأدريين (Association of atheists and agnostics) لنفقات هذه الدراسة إنما يدعم حجتهم بأن البروفيسور غارلاسشيللي إنما اتخذ موقفا غير محايد ليرضي قناعات مموليه ..... وقد رد عليهم غارلاسشيللي بأنهم إن كانوا يتشككون فلماذا لا يمولون دراسة أخرى؟؟؟
ويجدر الذكر أن اللاأدريين (Agnostics) هم جماعة يعتقدون بأن وجود الله وطبيعته وأصل الكون أمور لا سبيل إلى معرفتها.
أما الملحدون (Atheists) فهم منكري وجود الله عز وجل (استغفرالله العظيم). 
وهذه الجماعات ليست بالجديدة أو الطارئة على الفكر الديني والساحة الفلسفية في أوروبا بل تعود إلى فترة القرون الوسطى وتعرضت للكثير من محاكم التفتيش وعسف وبطش الكنيسة فتحولت إلى جمعيات سرية ثم عادت رويدا رويدا للظهور علانية بعد زوال سلطة الكنيسة وفصل الدين عن الدولة.
...... على أية حال لا يزال العالم في انتظار وقائع المؤتمر الصحفي الذي وعد بعقده البروفيسور غارلاسشيللي نهاية هذا الأسبوع لإلقاء المزيد من الأضواء على اكتشافه التاريخي هذا والذي أرى من وجهة نظري الشخصية أنه قطعا يخدم قناعات بعض الأقليات المسيحية من المؤمنين الذين لا يصدقون أن المسيح عليه السلام قد تم صلبه وآخرون يعتقدون أنه لا يزال على قيد الحياة ... وبالطبع لا نقول يخدم الإسلام لأن الإسلام ليس في حاجة إلى (خدمات) والقرآن العظيم هو كلام الله لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. أسفله مغدق وأعلاه مثمر .. يعـلو ولا يعـلى عليه ..... ولكن نقول أنه يتسق مع حقائق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فيما يتعلق بحقيقة عدم صلب المسيح أو قتله وأنهم ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وهو  من أولي العزم من الرسل عليهم السلام أجمعين وعلى رسولنا سيد الخلق خير الصلاة والسلام والتسليم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات