مواضيع اليوم

دجالون على المنابر

من أغرب ما سمعت :أحد الخطباء يحكى عن رجل جاءه يشتكى ألما فى عموده الفقرى وأنه أمره أن يضع يده على مكان الألم

ويقول :(يا جبار )ويكررها مئة مرة ويؤكد أن الرجل شفى تماما ببركة هذا الاسم من أسماء الله الحسنى .

وبعد الصلاة انفردت بهذا الخطيب وقلت له: مقتضى ما قلته يابنى أن الإنسان إذا اشتكى من عينه يضع يده على عينه ويكرريا

(بصير) وإذا مرضت أذنه قال يا(سميع) وإذا اشتكى من زوجته قال يا(منتقم ) ؟فرد بحماس غبى :وماله ؟ ألا ترى لأسماء الله

الحسنى تأثيرا ؟إن هذا من ضعف الإيمان .

لاشك أن هذا الخطيب وأمثاله نماذج للجهل والتخلف وهم يضرون الدعوة إلى الإسلام ضررا بليغا .

والعجيب أن معظم هؤلاء من الشباب وكان الظن بهم أن يكونوا أكثر تطورا ووعيا ممن سبقوهم ويؤسفنى-كثيرا جدا -أن أقرر

أن من بين هذه النماذج المخجلة كثيرا من خريجى الأزهر .ولا أجد سببا لذلك إلا :

أولا:ضعف المناهج التى تقدم للطلاب فهى فى جانب منها تعرض كتبا قديمة من عصور الضعف العلمى .وهى كتب لاتربى عقلا

واعيا ولاداعية يفهم لغة العصر.

ثانيا: عدم عناية الأساتذة بتربية الطلاب بقدر اهتمامهم باستظهار بعض الكتب دون عناية بتدريب طلابهم على البحث العلمى .وأنا

أعرف بعض الأساتذة الذين يكلفون طلابهم بالبحث العلمى يطرحون هذه الأبحاث فى سلة المهملات مما جعل جل الطلاب يلجأون

إلى مكاتب (الكمبيوتر) لإعداد هذه الأبحاث دون بذا أى مجهود .

ومن هنا لم يكن مستغربا أن تجد معظم الخطباء نماذج للجهل الفاضح فى اللغة والفقه والسيرة إلخ...

أقول :إن هؤلاء يمارسون مهمة تجهيل الناس وتشويه الإسلام .

بل بلغ من التأثير الهدام لهؤلاء السفهاء أن قدموا للمجرمين مخرجا  من تحمل تبعات جرائمهم وذلك بأمر سهل للغاية وما على من

سرق أو قتل أو شهد زورا إلا أن يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ألف مرة يغفر الله له كل ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

هذه كارثة كبرى لامخرج منها إلا بأن ترفع وزارة الأوقاف يدها عن الدعوة وتشكيل مجلس أعلى للدعوة من الأعلام المستنيرين

الذين يختارون ويعلمون ويتابعون الدعاة  على أن يكون هذا المجلس مستقلا ماليا وإداريا وفنيا .وحينئذ نطمع ألا يمارس الدعوة إلا

دعاة راغبون مختصون .وعنده تضىء المنابر وتؤتى أكلها الطيب بإذن الله.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !