مواضيع اليوم

دبي والضغوط الأمريكية بعد حادث المبحوح

Hatem Dawoud

2010-03-10 09:30:59

0

دبي علي خط المواجهة بين واشنطن وطهران
الملخص التنفيذي /
- تم إقحام دبي في خط الجبهة الدبلوماسية الرامي إلى وقف طموحات إيران النووية ورعايتها للإرهاب بغض النظر إذا حدث ذلك عن قصد أم لا.
- اغتيال المسؤول عن تهريب الأسلحة من قبل حركة حماس "محمود المبحوح" على أراضي دبي في 20 يناير 2010 هو تذكير واضح لصلات الإمارة وروابطها التجارية الطويلة الأمد مع إيران.
- تردد بأن المبحوح كان في دبي لشراء صواريخ إيرانية لوحدات «حماس» في غزة.
- بدأت السلطات الأمريكية قبل سنوات عديدة تضغط على دبي من أجل أن تضع المزيد من القيود على الحركات التجارية التي تمر عبر موانئها إلى إيران فضلاً عن زيادة الرقابة على الإيرانيين الذين يسافرون إلى الإمارة أو يعيشون فيها.
- أظهر التحقيق الجاري حول اغتيال المبحوح بأنه إذا توفرت الإرادة السياسية المطلوبة تتمع دبي بقدرات مراقبة ممتازة وغيرها من السمات المميزة التي يمكن استخدامها ضد إيران.
التفاصيل و التحليل /
• رابط تجاري حيوي:
- تشكل إيران الوجهة الرئيسية للسلع المعاد تصديرها من دولة الإمارات العربية المتحدة.
- يمر الجزء الأكبر من هذه البضائع عن طريق البحر حيث لا يبعد الميناء الإيراني الرئيسي بندر عباس عن دبي سوى 100 ميل.
- تزدحم موانئ دبي بالسفن والمراكب فضلاً عن وجود محطة حاويات حديثة في ميناء جبل علي.
- توفر هذه السفن رحلات جوية يومية كثيرة من العديد من المدن الإيرانية وإليها.
- يتردد أن حجم التجارة السنوية بين هاتين السلطتين القضائيتين قد تضاعف ثلاث مرات على مدى السنوات الخمس الماضية ووصل إلى 12 مليار دولار.
- هناك ما يقدر بـ 8000 مشروع تجاري إيراني بالإضافة إلى 1200 شركة تجارية إيرانية تتخذ حالياً من دبي مقراً لها.
- إزدادت جهود دولة الإمارات التي تهدف إلى تضييق الخناق على التجارة الإيرانية غير المشروعة في ضوء الضغوط الأمريكية ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي من المتوقع أن تقوم به واشنطن.
• إجراءات الإمارات للحد من التجارة الإيرانية :
1- صادقت الإمارات العربية المتحدة على أول قانون لمراقبة الصادرات المتعلقة بالأمن القومي في عام 2007 كما قامت السلطات الإماراتية بضبط العديد من الشحنات غير المشروعة الموجهة لإيران.
2- أصبح من الصعب على رجال الأعمال الإيرانيين الحصول على تأشيرات دخول ورخص تجارية وكذلك من ناحية تجديدها.
3- أصبح الإيرانيين يجدون صعوبة في العثور على بنوك إماراتية لتسيير معاملاتهم.
4- تم الإعلان عن خطط لتنظيم المزيد من المراقبة عن قرب لميناء السفن الشراعية على خور دبي حيث لا توجد حالياً رقابة جمركية.
- مع ذلك فإن المبادرات الإماراتية في نظر واشنطن والمراكز البحثية التبعة لها لا تعني بالضرورة قيام تعاون من قبل دبي.
- فعلى الرغم من أن الإمارة العاصمة أبو ظبي تحتضن ما يقرب من 8 في المائة من احتياطيات النفط العالمية وغالباً ما تقوم بتمويل مشيخات الإمارات الستة الأخرى تحافظ كل إمارة بفخر على مركزها المستقل.
- وبالتالي ففي حين تقلق أبو ظبي بشكل واضح من احتمال أن تصبح إيران دولة مسلحة نووياً يبدو أن دبي تدرك ذلك ولكن بشكل أقل.
- حقوق الجيرة قد تفرض بعض القيود علي دبي لإتخاذ مزيد من الإجراءات ضد إيران.
• تاريخ من عمليات التهريب :
- لدي دبي سجل حافل في تجنب العقبات البيروقراطية أمام التجارة والتقليل من المخاطر الدولية.
- فعلى سبيل المثال تم إعتبار الإمارة في نظر الغرب وواشنطن المركز المالي لتنظيم القاعدة حتى أواخر عام 2001.
- تم إستغلال الإنفتاح التجاري في دبي بشكل كبير في عمليات تهريب ونقل الأسلحة النووية لسنوات عديدة.
- في الوقت الذي كانت تتم فيه إعاقة التجارة الباكستانية المباشرة من قبل الجمارك ووكالات الإستخبارات الأمريكية والأوروبية شكلت الإمارة قاعدة لجهود إسلام آباد لاستيراد تكنولوجية تخصيب اليورانيوم ومعدات الطرد المركزي لصنع الأسلحة النووية.
- على سبيل المثال حذرت وثيقة أوروبية في فترة الثمانينات من الطريقة التي يتم فيها نقل قطع "الجيل الثاني من القنبلة الذكية" بواسطة الترانزيت عن طريق "عناوين موردين معروفين باستخدامهم من قبل باكستان لبرنامجها النووي" وقد أُدرجت إحدى هذه العناوين كـ "مجموعة بن بليلة" في دبي.
- تاريخ هذه الجهة الموردة يستحق التدقيق عن قرب والمتابعة.
- وفقاً لوثيقة أخرى صدرت مؤخراً من جانب السلطات السويسرية تم إستخدام اسم "مجموعة بن بليلة" أيضاً من جانب "مؤسسة خالد جاسم للتجارة العامة" التي مقرها في دبي وهي شركة أثارت الشكوك عندما عطلت السلطات الكندية طلب تجاري وضعته هذه المؤسسة لاستيراد مكونات كهربائية لأجهزة الطرد المركزي.
- عندما تم إعتقال العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان في عام 2004 وإتهامه بنشر أسلحة نووية إلى إيران وليبيا وكوريا الشمالية ألقت سلطات دبي القبض على شريكه الرئيسي الذي أدار "مجموعة إس إم بي للكمبيوتر (SMB Computers)" في الإمارة. وقد سميت هذه الشركة على اسم متبني "مجموعة بن بليلة"، سعيد مطر بن بليلة.
- بدأ بن بليلة سيرته المهنية كضابط شرطة في مكتب إدارة الهجرة في دبي وتقدم على مدى السنوات بشكل مطرد وأصبح مديراً لـ "إدارة الجنسية والإقامة" بين الأعوام 1996 و 2006 وتقاعد برتبة عميد. ولا يزال يحتفظ بعلاقات معينة حالياً حيث يشغل منصب مؤسس ورئيس "نادي الروتاري في دبي" الذي يتلقى الرعاية المباشرة من عضو بارز في أسرة آل مكتوم الحاكمة.
- يبدو أن ورود إسم بن بليلة في العديد من هذا النوع من الممارسات قد يلفت نظر الإدارة الأمريكية وقد يتم ممارسة ضغوط علي حكومة دبي للتحقيق في تلك الممارسات وزيادة القيود علي تلك المجموعة.
• تأثر السمعة :
- كانت هناك مناسبات مختلفة أثرت بشدة على طموحات دبي لأن تصبح مدينة متفردة في المستقبل حتى قبل اغتيال المبحوح ومنها :
1- الأزمة المالية في أواخر عام 2009 تساؤلات حول توسع الإمارة بصورة كبيرة واستعداد الحكومة لتسديد ديونها.
2- في يناير الماضي تم إفتتاح "برج دبي" أطول مبنى في العالم بإحتفالية باهظة الكلفة ولكن سرعان ما أعيدت تسميته بـ "برج خليفة" تكريماً لحاكم أبو ظبي الذي كان قد وافق على منح مليارات الدولارات لإنقاذ دبي.
3- في الفترة الأخيرة ووسط تساؤلات عن انخفاض مستويات الإستئجار في البرج تم إغلاق المناطق العامة في البرج بسبب مشاكل غير محددة مع المصاعد الكهربائية.
4- كانت لدبي أيضاً "خبرة" مع الموت العنيف. ففي عام 2008 دفع سياسي مصري"طلعت مصطفي" نقود مالية لـ "قاتل أجير" لكي يغتال المغنية اللبنانية سوزان تميم التي كانت تعيش في بناية شقق أنيقة في الإمارة.
- تم تعقب واقتفاء القاتل وألقي القبض عليه لأنه حسبما ورد ترك آثار أقدام ملطخة بالدماء أثناء هروبه. وقد فرضت السلطات المصرية أوامر قضائية تحظر نقاش القضية أو الإفصاح عنها من قبل وسائل الإعلام.
5- قبل أسابيع قليلة من قتل المبحوح زعمت مجلة "فانيتي فير" بأن "وكالة الإستخبارات المركزية" الأمريكية كانت قد تتبعت عبد القدير خان خلال زياراته المتكررة إلى دبي وكانت تخطط لإغتياله هناك.
- عملية القتل لم تحدث "بسبب انعدام الإرادة السياسية" في واشنطن. ورفض متحدث باسم "وكالة المخابرات المركزية" مناقشة المسألة مع المجلة.
• تعزيز الإرادة السياسية والتوصيات :
- حادثة المبحوح وطموحات إيران النووية والدور الإقليمي الحاسم الذي تلعبه دبي كانت من بين المواضيع الرئيسية في المحادثات التي أجراها وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أثناء زيارته إلى واشنطن منذ أسبوعين.
- من المرجح أن يكون حادث الإغتيال قد أضر العلاقات بين الإمارات وإسرائيل التي نمت بإطراد على مدى العقد الماضي بتشجيع من الولايات المتحدة ومن خلال التبادلات الدبلوماسية العادية لكن غير الرسمية. (وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى مليار دولار سنوياً).
- الشيخ عبد الله على علم أيضاً بالملف النووي بعد أن تم الترتيب له من جانب عبد القدير خان نفسه لجولة سياحية لمحطة الطرد المركزي في مختبرات "كاهوتا" في باكستان في عام 1999.
- لكي يتم المضي قدماً من المتوقع أن تمارس الولايات المتحدة نوع من الضغط علي دبي لإقناعها أن تقديم المساعدة لحركة «حماس» من أجل حصولها على السلاح هو أمر غير مقبول .
- دبي تملك الوسائل التقنية لمنع إيران من استغلال هذه الإمارة لتجنب العقوبات.
- من الأفضل أن تستمر دبي في عمليات التطوير التقني والفني لمجاراة التطور في أساليب التهريب والعمليات الإستخبارية.
- يتعين على أبو ظبي استخدام مصالحها لإحباط محاولات إيران ونفوذها المالي لضمان توافر قدر أكبر من التعاون من قبل دبي.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !