دوما نجد في وسائل الإعلام إشارات لمكامن الغلط واللغط ، والإعلام الذي يبني نقدا، عليه أن يبني إشادة بالصواب أيضا،ذلك أن بيان مكامن الصواب لنفخر بها ونشد على أيدي محدثيها،واجب، كواجب البحث عن الحقيقة مهما كانت موجعه ومخزيه.
فقيام مديرية الأمن العام بتوفير وسيلة نقل لإيصال العاملات القادمات من الكرك إلى بيوتهن،و التفهم الواضح من نشامى الأمن لمشاعر الغضب والاستياء للمعتصمين المفصولين من وزارة الزراعة،وإبعادهم عن إغلاق الشارع الرئيسي بطريقة دبلوماسية رفيعة، يعد قفزة نوعية عظيمة في مبدأ التعامل مع الحدث ومراقبته بل والمساعدة في تنظيم مآلاته ببعد حضاري راقي من قبل رجال الأمن العام.
عمال المياومة الذين احتشدوا من عدة محافظات لعدة ساعات أمام وزارة الزراعة والذي خرج وزيرها من باب خلفي، لم يكن أمامهم بعد هذا إلا افتراش الشارع لإظهار الغضب والحنق من تعامل معاليه وعدم احترامه لهم.
ولقاء العمال مع الأمين (الوزير المقيم) والمختصين من الوزارة لم يخرج عن إيجاد أعذار كأسباب لمغادرة الوزير، ودون إجابة قاطعه لسبب فصلهم وهو الموضوع الأهم والسبب للاعتصام.
وما زال الأمر معلقا للأسبوع القادم بعد أن استطاع رجال الأمن العام تهدئه العمال و إقناعهم بمغادرة مبنى الوزارة بمحض إرادتهم بل وتأمين وسيلة نقل لعودتهم لبيوتهم البعيدة .
دوما تقوم الإدارة الحكومية بأخطاء وتترك للأجهزة الأمنية مجابهة المتضررين منها والتعامل مع مآلاتها ولكننا أمس كنا أمام قرار صائب من جهاز امني يحترم ذاته، فقد أدار الأزمة بحرفية عالية بتواجده في المشهد ومشاركته بأداء واجبه بفاعليه إيجابيه ،و ترك للإدارة الحكومية نزع شوكها بيدها لخطأ لم يكن له علاقة ابتدائية معه ولكنه استطاع تسيير الحدث بأسلوب جديد متحضر، وبالمقابل فشلت الإدارة بحل المشكل مدار البحث ولم تستطع تعليق أخطاءها على شماعات الغير كما جرت العادة سابقا ، وتركت الموضوع للتأجيل مجددا والتأجيج لاحقا.
الامثله كثيرة للمقارنة بين أسلوب اليوم وأسلوب الأمس القريب في التعامل مع هكذا أزمات،و نشد على أيدي أصحاب الأسلوب الأمني الجديد ونراقب الأيام علها تشفي جروحا لم تلتئم بعد .
ويبقى مكمن الأزمة في معالجة أخطاء سابقه بطرق خاطئة.
التعليقات (0)