مواضيع اليوم

دبلوماسية إسرائيل

حسام الدجني

2010-12-21 07:13:33

0

ما يميز إسرائيل عن غيرها من الدول بأنها تعتمد على دبلوماسية القوة في إدارتها للعمل السياسي والدبلوماسي في المنطقة، وبذلك تشكل اسرائيل المدرسة التي ينبغي أن يتعلم العرب منها فنون العمل الدبلوماسي.
فإسرائيل لا تهتم كثيراً بإرضاء سفير الولايات المتحدة أو بريطانيا أو غيرهم من سفراء الدول الكبرى، كما هو الحال لدى الدول العربية وهذا ما أكدته تسريبات وثائق ويكيليكس، ولا عيب من أن نراجع أخطائنا السابقة، ونجعل من ويكيليكس مرحلة سابقة يتلوها مرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي والذي يراعي فقط عند ممارسته مصالح الدولة، ومصالح الأمن القومي العربي.
وهناك نموذجين هامين في الإدارة الدبلوماسية مارستهما اسرائيل وهما:

1- دبلوماسية إسرائيل في افريقيا:
قامت اسرائيل بتعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل في أفريقيا، وقامت سفاراتها المنتشرة في القرن الافريقي بتعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والزراعي مع تلك الدول، حتى وصلت اسرائيل لدرجة التأثير في القرار السياسي لتلك الدول، والهدف الاسرائيلي هو تطويع مصر والضغط عليها من خلال بوابة المياه، والتي تمثل أخطر تهديد على الأمن القومي المصري، ونجحت اسرائيل نسبياً في ذلك، ولحتى اللحظة لم تتحرك الجامعة العربية ولا الدبلوماسية العربية من أجل منافسة الدور الاسرائيلي في أفريقيا.
وأيضاً الدبلوماسية الاسرائيلية ليست بعيدة عما يجري من مخططات لتقسيم السودان، ولم يكن تصريح زعيم الحركة الشعبية سلفاكير بفتح سفارة لإسرائيل في جوبا للاستهلاك الاعلامي، وإنما كرد جميل لما يقوم به جهاز الموساد من تقديم الدعم للحركة الشعبية ولفكرة تقسيم السودان، لأن في ذلك قوة استراتيجية لإسرائيل في المنظور البعيد.

2- دبلوماسية إسرائيل مع تركيا:
العلاقة بين اسرائيل وتركيا علاقة قوية واستراتيجية، ولكن ربما بعد فوز العدالة والتنمية، بدأت العلاقة بالتوتر حتى جاءت حرب غزة، والتي من أهم تداعياتها هو التأثير على شكل العلاقة بين تركيا واسرائيل، فمن دافوس والتي قاطع السيد أردوغان جلساتها كاحتجاج على حديث الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، إلى حادثة اهانة السفير التركي في اسرائيل، ثم جاءت حادثة أسطول الحرية، والتي استشهد فيها تسع شهداء أتراك في بحر غزة لتؤزم العلاقات الاسرائيلية التركية، ولكن كيف أدارت الدبلوماسية الاسرائيلية معركتها مع تركيا...

على الفور لجأت إسرائيل إلى دول الجوار التركي، وبحثت عن أكثر الدول الغير صديقة لتركيا، فوقع اختيار الدبلوماسية الاسرائيلية على قبرص، وبعد مفاوضات لم تستغرق أكثر من يومين وقعت اسرائيل اتفاقيات تعاون بينها وبين قبرص بشأن الحدود البحرية بينهما في منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالثروات الطبيعية من نفط وغاز وغير ذلك، وهذا دفع تركيا إلى التهديد بارسال أسطولها البحري للمنطقة لمنع أي عمليات تنقيب.

هذه هي الدبلوماسية الاسرائيلية فقد تعرض على تركيا صفقة وقف التنقيب مع قبرص مقابل اعادة العلاقات بينهما دون الاعتذار ودفع التعويضات لشهداء أسطول الحرية، وهذا متروك للأيام والأسابيع القادمة.

صحيح أن أساتذة العلوم السياسية الذين تعلمنا على أياديهم كانوا قد رددوا مقولة "أنه لا أخلاق في العمل السياسي" ، وهذا يطرح تساؤلاً هل أخلاق الدبلوماسية العربية هي من يقف حائلاً دون البحث عن نقاط الضعف الاسرائيلية، والمناورة من منطلق أوراق القوة، وهذا من شأنه أن يمثل دعماً وقوة لقرارات لجنة مبادرة السلام العربية، وربما من أبرز نقاط الضعف لدولة اسرائيل يتم من خلال انتهاج الدبلوماسية العربية للخطوات التالية:
1- الدعم السياسي والمادي لحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
2- تعزيز العلاقات مع ايران وباكستان.
3- ممارسة دور سياسي واقتصادي في آسيا الوسطى.
4- منافسة الدور الاسرائيلي في أفريقيا وتحديداً في دول حوض النيل.
5- مساندة مؤسسات السلطة الفلسطينية مالياً وسياسياً وتحريرهم من المال السياسي الاوروربي والامريكي.

Hossam555@hotmail.com

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات