مواضيع اليوم

دبلوماسية "هاشم" .. وسقوط حقائق!

علي بطيح العمري

2010-12-04 18:49:48

0

دبلوماسية "هاشم" .. وسقوط حقائق!


علي بطيح العمري

منذ أن وعينا على إعلامنا واسم الدكتور هاشم عبده هاشم يتلألأ ، فهو رجل يحمل بين جنبيه خبرة طويلة عاشها في دهاليز الإعلام رئاسة وكتابة .. لكن الدبلوماسية التي يمارسها هاشم في كتاباته وعلى وجه أخص في لقاءاته الإعلامية عندما يوجه له سؤال "ساخن" أو يعرض عليه قضية "دسمة" فالدبلوماسية تحول دون معرفة رأيه الشخصي في المسألة وبين تصنيفه من القضية المطروحة!
ففي حلقة البيان التالي على قناة دليل الذي استضاف الدكتور هاشم عبده طوال الحلقة والدبلوماسية حاضرة وبقوة!!

فحينما قال الأستاذ محمد الأحيدب رأيه في أن مساحة الرأي في صحفنا غير متكافئة وأن القضايا "الشرعية" المثارة يكون الرأي الليبرالي في القضية أضعاف أضعاف الرأي الشرعي ، ووجه هذا السؤال للضيف لاستيضاح موقفه حول هذه الحقيقة ، فجاءت دبلوماسية هاشم وقال: إن المسألة لا تكون بالانطباعات الشخصية و يحتاج الأمر إلى أن نسأل المحررين كم يردهم من المقالات من هذا الفريق وذاك وكم ينشرون؟!!
وسقطت الحقيقة التي تقول أن هناك انحيازا وإقصاء واضحاً تمارسه الصحف وأكبر دليل لجوء بعض الكتاب إلى النشر الالكتروني الذي يمارس سياسة الانفتاح على الآراء أكثر من سياسة الصحف.

وحينما سأله مقدم البرنامج "عبد العزيز قاسم" عن وجود "فئة" قليلة يطالبون بزحزحة المرجعية الشرعية . . أطلت الدبلوماسية لتؤكد أن هذا الأمر بعيد بل واستحالة وجوده قطعاً لأن الجميع مسلمين ومواطنين!
بينما هناك من يطالب بزحزحة الشريعة أو تجاهلها كمرجعية حاكمة للبلاد .. خذ مثلاً
كتاب: "صراع الحريات وتقنينها في شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث" تأليف/ أ.د/ فالح بن شبيب العجمي حيث قال المؤلف معلقا على النظام " يظهر للعيان منذ المادة الأولى التي تصف دستور البلاد بأنه كتاب الله وسنة رسوله, وهو النص الذي يصلح في مقابلة صحفية, لكنه بالتأكيد لا يصلح في مادة دستورية أن يحيل المرء إلى كتاب ليس طبيعته في القانون, بل هو كتاب عبادة, ونصوصه حمالة أوجه, كما أن السنة النبوية تراث امتدت دراسته لقرون من الزمان, لم يخلص الدارسون فيها إلى أشياء ثابتة ومحددة في الأمور التي يمكن أن تشكل قوانين كأمور المعاملات وحياة المجتمع اليومية "!!

وعندما عرضت عليه فقرة حول أن هناك من يكتب لمزاً وسخرية وتهكماً بالعلماء ، حضرت الدبلوماسية من جديد لتنفي وجود هذه الظاهرة بل واستحالتها أيضاً!!
ولكن الواقع كفيل بوجود عشرات الأمثلة وإليك هذه الأمثلة مما كتب في صحفنا عن هيئة كبار العلماء فضلاً عن آحاد الناس!
‏ "العلماء يمارس عليهم ضغوط".. ‏ "تم استدراج العلماء بهذه الفتوى"، "تسلط الفتاوى المتشددة"، "وقعت اللجنة في الحبائل" .. "وعلى العلماء ألا يكونوا ضحية التزييف هذه الفتوى بصراحة في منتهى الضعف؛ فهي تفتقر إلى التأصيل الشرعي، وتنتصر للعادات والتقاليد" .. هذا في حق جهة مخولة بالإفتاء فما بالك بالاتهامات الشخصية.

وحينما سئل أن هناك ممارسات وكتابات سيئة تنشرها الصحف يتم استخدامها والاعتماد عليها من قبل المؤسسات والمنظمات الغربية لكتابة تقارير فيها إدانة للمملكة ويتكئون بما ينشر في صحفنا وهي تمثل الإعلام الرسمي .. أيضاً دبلوماسية هاشم نفت هذا الأمر لأن للغرب وسائله ولا يعول على مقال ينشر!
بينما الحقيقة تقول أن تقارير (راند) وهي مؤسسة أمريكية تورد أسماءً تعتمد على آرائهم وتعول عليهم في القيام بالتغيير على الطريقة الغربية!!

حتى في استفتاء الحلقة لم تغب الدبلوماسية فسؤال الحلقة كان عن سبب فوضى الفتاوى وحينما جاء اختيار المشاهدين أن سبب الفوضى يكمن في (هوى في النفس) بنسبة 97% بررت الدبلوماسية أن المصوتين هم من المتلقين للقناة! وأوضح مقدم البرنامج أن الاستفتاء يشمل شريحة واسعة من الجمهور (محلياً وعربياً).

نستطيع القول إن دبلوماسية "هاشم" ساهمت في سقوط حقائق كالشمس في رابعة النهار !! لكن يحمد للدكتور شجاعته حينما سئل عن وجود ما سمي بـ(السفهاء) ودورهم في الإعلام وهذه المرة كان جريئاً في إثبات حقيقة وجود "السفهاء" وألقى باللائمة على المؤسسات الصحفية التي تتيح الفرصة لهؤلاء الذين طالب قبل ذلك بضرورة تأهيلهم!

أخيراً ..
من المفارقات التي سجلتها الحلقة أن من شروط وزارة الإعلام في رئيس التحرير أن يكون الرئيس مؤهلاً شرعياً ومهنياً ، حتى أن الشيخ سعد العتيبي وهو المتخصص في السياسة الشرعية قال إن هذه الفقرة مغيبة وغير موجودة في موقع وزارة الإعلام!!
والمفارقة الأخرى تأكيد الدكتور سعود المصيبيح وإفصاحه عن وجود عدد من الإعلاميين يجهلون ((ضع تحتها عشرة خطوط)) السياسة الإعلامية للدولة وهي شهادة أتت من إعلامي متمرس ، وهي فقرة جديرة بإضافتها إلى أزمتنا الإعلامية!
ولكم تحياااااتي.


للتواصل
alomary2008@hotmail.com

ليل الجمعة 20/12/ 1431

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !