دبلة الخطوبة
كنت فى تجمع لحضور عقد قران قريب لى ,
بالمصادفة وقعت عيناى على خاتم فى اصبع أحد الممدعوين , شكله ضخم وبه فص أزرق كبير ولكنه ليس ذهبا , فقط شكله ملفت.
تذكرت على الفور تحريم لبس الذهب والحرير على أمة محمد صلى الله عليه وسلم , علة التحريم لا تعنينا , فالبعض يبحث فى علة التحريم , والبعض يمتثل مادام هذا أمرا .
بدأت أرقب أيدى جمع من الحاضرين ممن طالتهم عيناى – وقعوا فى مرمى بصرى – وجدت عدد من يرتدون خاتما أو دبله محدود جدا , ومعظم المرتدين من الفضة أو الحديد المطلى , ونادر جدا من يرتدى ذهبا .
أنا شخصيا لم ألبس شىء فى أصبعى سوى دبلة الخطوبة ولفترة قصيرة جدا هى فترة الخطوبه , فقد كان لدى احساس بأنها ملتفه حول عنقى وليس حول أصبعى , وكنت أنزعها من يدى ولا أرتديها الا فى أيام الزيارات للخطيبة .
بعد الزواج , لا أعرف أين مصير دبلة الخطوبة .آخر عهدى بها يوم نقلتها من اليمين للشمال .الدالة على الزواج .
الرجال الذين يرتدون خاتما أو دبلة هل يخللون الماء تحتها فى أثناء الوضوء ؟
هذا الذى أصبحت الدبلة تشكل جزءا من أصبعه , وطغا عليها اللحم حتى أصبحت منغرسة فيه , هل يصل تحتها الماء – أشك - أى أن وضوءه محل شك وازالة جنابته محل شك أيضا .
زمااااااان كانوا يقدمون خاتما من حديد اعرابا عن الرغبة فى الاقتران .
تطور الأمر من المعادن الرخيصة الى المعادن النفيثة الى الذهب الأبيض , والسوليتير , والخواتم المطعمة بالفصوص الثمينة .
التحولات الاجتماعية , جعلت الأسر تطور آداءها , فمن دستتين جاتوه وصندوقين بيبسى عند قراءة الفاتحة , الى هدية للعروس (وكل واحد وقيمته فى محاولة لتسخين العريس ) , الى خاتم , الى خاتم ودبلة ومشبك .
الأزمة الاقتصادية , طفت على السطح , قل معدل الزواج , وزاد عدد العوانس , وزاد عدد المحبطين , وأنعكس على زيادة عدد المصابين بأمراض نفسية أو المصابين بالعجز الجنسى .
ما زالت أغنية ( شاديه ) ( يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا , ونبنى طوبه طوبه فى عش حبنا ) هى الأكثر رواجا فى مثل هذه المناسبات .
ولكن الشباب لا يعيرونها اهتماما , فهى لم تعد تعبر عن الواقع , لأن الدبلة أصبحت دبلة وخاتم ومحبس , ولم يعد العش يبنى طوبه طوبه , فمن التمليك الى الايجار محدد المدة لم يعد الطوب مهما , وأيضا فقد العش أهميته .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)