مواضيع اليوم

دبابيس نابلسية (2)

عوني عارف ظاهر

2011-06-29 20:28:39

0

دبابيس نابلسية(2) 
قضاء الحاجة .. بـ ( شيكل)
!

يقلم الاستاذ عمر الغوراني
أجلكم الله و أعزكم و أكرمكم ، و حاشاكم .. !
كم أضحكتني تلك المرأة الدمشقية ، صاحبة أحد البيوت التي سكنتها أيام الدراسة الجامعية و هي تحدثني . تزور كل سنة فرنسا حيث زوجها .. كان موظفا ً في الشام مع الفرنسيين أيام احتلالهم لسوريا ، فلما كان جلاؤهم انتقل عمله هناك معهم ..

قالت لي – من بين ما قالت - : " قضاء الحاجة في فرنسا بثمن ، يُدفع مبلغ كذا ، و ذكرت رقما من الفرنكات لم أعد أذكره ، و للخفيف ثمن – أعزكم الله – غير الثقيل ! و حاكت بيديها إشارة يستفهم بها المسئول بباب الحمام ( الخلاء ) عن أي النوعين .. !

كانت ترفع الكلفة في الحديث بيني و بينها ، لما بيننا من فارق في السن كبير و كأنها تحدّث أحد أبنائها . و كانت تروق لي هذه الروح ، في غيبة عن أمي حفظها الله . و لم أسألها من تلك الاسئلة التي كنّا نهلك بها معلمينا و نحن في سن الصبا ، بسبب من السذاجة حينا و بباعث من الشقاوة أحيانا :

- و كيف كان مسؤول الخلاء يتأكد من صدق الزبون .. ؟
- و إذا صدق الزبون حقا ً في ( الخفيف ) ثم تتطور الحدث بعد ذلك ، بغير تخطيط مسبق و خروج على المقرر ، فكيف يتم الحساب .. هههههه ؟ !
حدثنا عيسى بن هشام قال : كنت في نابلس في يوم غير بعيد ، و في المجمع التجاري الجديد ( المول ) الكائن على ميدان الشهداء تحديدا ً ، وسط المدينة ، حين شعرت بما يشعر به الآدميون من حاجة إلى الخلاء .. فعمدت إلى مدخل خلاء قريب أعرفه ، و اندفعت ( داشعا ً ) بسرعة توازي إلحاح الحاجة ، و يا لها من سرعة ..! و لم يوقف اندفاعي العَجِل إلا قائم بالباب قائلا ً ، و هو ينظر إلي : شيكل ! و المحذوف – طبعا ً – معلوم .. " هات " !

- و لم الشيكل .. ؟
أجابني و قد فهم أن السؤال إنكاري لا استفهامي : " ليس لي ، لهم " .

قلت في نفسي محنقاً : من هم ؟ البلدية ؟ إدارة المجمع ؟ أيريدون تعويض تكلفة بناء هذا الصرح مني ؟ و من هذه ... بالتحديد ، حتى يقال فيما بعد : شـُيّدَ هذا المبنى بتمويل سخي ّ من ... ؟

و أدرت ظهري لباب الخلاء كالخارج منه ، و لم أدخله .. و نزلت مهرولا ً خارجاً من المبنى كله إلى خلاء في الميدان قريب ..

الـ " شيكل " أو الـ " شاقل " عملة أجدادنا الكنعانيين ، اشترى بها داود النبي ( عليه السلام ) الارض و البيدر ، كما جاء في سفر الملوك من التوراة التي بين أيدي اليهود الآن .. و بين أيديهم الآن كذلك الـ " شاقل " من صكّهم عملة رسمية لدولتهم .. هو إحدى عملتين متداولتين لدينا .. يستحقر قيمته بعض الناس عندنا لكثير منه في جيوبهم .. و ينوء به أكثر الناس و هو بخس .. !

قال في نفسه و هو يقطع المسافة بين الخلائين : لا أطيق دفع هذا المبلغ . أتاوة .. ؟ خاوة .. ؟ و بند جديد يضاف إلى قائمة المدفوعات الطويلة .. ؟

و همّ بالدخول .. و إذا بالقائم بالباب :
- " شيكل " .. هي الحكاية ذاتها إذن ، بفارق أن خيار الزمن الآن أضيق .. إلى أين المفر .. ؟
و عليه أن يقرر سريعا ً ، و قبل وقوع الكارثة !

فلئن حدثت الكارثة .. فاللقب لمحدثها لا يصعب على أحد تقديره ، و سيكون هذا اللقب ضمن الميراث للأحفاد و قد لا يكون في الميراث غيره ..
أنا أعلم أنني ربما جرحت مشاعر الرومانسيين ، الذين لا يحبون أن يتصوروا الإنسان إلا ّ بأجنحة ملائكية بيضاء ، مضمخة بالطـّيوب . و لكن ّ الواقع المرّ يشدنا إلى الأرض بقوّة ..


هامش : عيسى بن هشام : هو الراوية الذي اتخذه بديع الزمان الهمذاني لمقاماته .


الى هنا كلام الاخ والزميل عمر الغوراني وانا لي وجهة نظر اخرى ربما اعرضها في المقال التالي ...عوني ظاهر

الشاعر الفلسطيني محمود درويش قال عندما سئل عن شعر الانترنت "إن سهولة النشر تجعل الكثير ينشرون خواطرهم تحت مسمى شعر ، وأغلب نصوص شعراء الانترنت تشبه النصوص المكتوبة على جدران المراحيض العامة"
اذا ً هناك ثقافة المراحيض يالفها محمود درويش وليس عندنا فقط في  البلاد العربية وانما ظاهرة عالمية اخذت بالتلاشي بسبب الاجراءات البلدية ومنها استعمال الكرت كما في اوروبا والعامل الحارس كما في بلاد العرب ... فقد اختارت طالبة ألمانية موضوعاً غير مألوف لرسالة الماجيستير يتناول العبارات المكتوبة على جدران المراحيض العامة في المدارس والجامعات والمؤسسات. وقدمت الطالبة كاثرين فيشر البالغة من العمر31 عاماً دراستها المتعلقة بهذه العبارات المتناثرة في أرجاء مختلفة من مدينة بون التي تدرس في جامعتها، وتعبر عن حالات حب او عداء.

ودرست فيشر تلك العبارات من نواح عدة منها التركيب والمؤثرات اللغوية، معتبرة ان عبارات كهذه ملفتة دائماً للنظر، وتحظى باهتمام يتعدى مجرد القراءة ليشمل الرد عليها أيضاً. وأشارت الطالبة الى انه، على خلاف المتعارف عليه لا تعتبر معظم العبارات في المراحيض سوقية ومبتذلة. وكشفت رسالة كاثرين فيشر للماجستير ان الكثير من العبارات تنم عن مواهب شعرية او أدبية، او تعبيرعن حالة نفسية معينة او رغبة، قد لا يسمح الكثيرون بالإفصاح عنها لأقرب المقربين، مما يدفعهم للتعبير عنها بهذه الطريقة، مشيرة الى ان بعض هذه العبارات عملي ومهذب في حين بعضها الآخر رقيق ورومانسي.
نعم  اقول ربما يستفزك العنوان لتدخل و تقرا و لكنه واقع مؤلم جدا من شباب مثقف و متعلم و يمثل شريحة كبيرة في المجتمع وهذه هي ثقافة المراحيض..

أبواب المراحيض و التي تحمل لوحة متناثرة من الكلمات القذرة و أرقام الهواتف النقالة و الشتائم .
وكتابة أسماء المحاضرين و بعض الطلبة بالجامعة .
و السب و الشتم لأي شيء يكون في المراحيض على جدرانها و أبوابها
وقد يشمل هذا الزعماء والنواب والثوار والمعلمين والطلاب المتفوقين
عندنا تلوث فكري وسنأتي للتلوث البيئي هو واقع كنا نراه يوميا بأعيننا و نصمت و لا نريد أن يتغير ..

ناهيك عن النظافة والغثيان الذي يمكن ان تسببه لك تلك المياه داخلها فاذا كنت ذاهبا لصلاة لتتطهر فستخرج ملوثا بالتاكيد حرية اتيحت لناس والشباب لكي يقضوا حاجتهم فاذا بالطريق مغلق ولا مجال ومن هنا وبشده اوافق انا شخصيا ان ادفع الشيكل وربما الدولار او الدينار واطلب درجة اولى بالمرحاض العمومي او المسجد او العمل او المدرسة على ان اموت دافنها خجلا في المثانه او المصارين الغليظة

فان كانت المراحيض الملجأ لحرية الرأي و بهكذا أسلوب .. فوأسفاه على جيل أت ولنرى كيف يكون بناء تلك المراحيض يقلق شاعرنا ابراهيم طوقان رغم انه جاء يوم ليستعملها وقال شعر عكس ما قال في هذه الحادثة دون تعليق

 
علما ان شريعتنا السمحاء وضعت ادابا لهذا الموضوع ممكن ان نقتدي بها

والمعادله لتكن
حمامات متوفره ونظيفة ودون كتابات سوبر  = ادفع دولار

كلما استعملته بطيبة نفس ورضيت ...تبرع بمثلها لمن ياتون لا يملكوا النقود ليقضوا حاجتهم  واجرك عند الله عظيم وهذا مجال حلال للكسب قي الاخرة علما وانصافا فان خدام الحرمين الشريفين في مكه المكرمة والمدينة المنوره رغم كثرة الناس يقدمون انظف واجمل حمامات ومراحيض لروادها جزاهم الله خيرا

واخيرا مع هذه الموعظة

عوني ظاهر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات