مواضيع اليوم

داغستان بلدي .. رسول حمزاتوف

يوسف رشيد

2010-05-12 18:19:59

0

1923 ـ 2003
قبيل أيام قليلة من وفاته قال :
" حياتي مسودّة كنتُ أتمنى لو أنّ لديّ الوقت لتصحيحها " ..

ولد رسول حمزاتوف عام 1923 في قرية جبلية ، وكان والده شاعرا ، ينظم الشعر باللغة العربية وباللغة " الآفارية " القومية ..
ويروي أن والده كان يكتبُ كلّ قصائد الغزل في النساء الأخريات باللغة العربية لكي لا تفهمها أمُّه إذا عثرتْ عليها ..

مع ظهور أول ديوان شعري مطبوع ، بدأتْ رحلته صعودًا في عالم الشعر والأدب .. حتى حصل على جوائز سوفييتية وعالمية كثيرة ، وترجمتْ أعماله ـ التي تزيد على الأربعين ـ إلى لغات عالمية كثيرة ..
في عام 1950 تخرج في معهد غوركي للآداب . وبعد صدور أول ديوان له عام 1943 ، صدرت له ملحمتا حوار مع أبي 1953 والبنت الجبلية 1958 ودواوين شعر : عام ولدت فيه 1950 والنجوم العالية 1962 وكتابات 1963 ونجم يحدّث نجماً 1964 والسمراء 1966 ومسبحة السنين 1973 ..
كما نظم قصة شعرية بعنوان : داغستان بلدي ..
يتميز شعر حمزاتوف بغنائية شفافة ومتفائلة ، وبالوطنية والقومية الداغستانية التي كرّس حياته وشعره وأدبه متغنيا بعشقه لها ..
في عام 1959 مُنح حمزاتوف لقب شاعر الشعب في داغستان ، كما مُنح جائزة لينين ..

يحكي الشاعر حمزاتوف قائلا :
محظوظ أنا : فقد حمل الشعراء إليّ العالمَ كله ، أنا إنسان الجبال المولود في قرية " تسادا " النائية ، وحيث كان بمقدوري سابقا أن أتحدث عن «داغستان بلدي» يمكنني الآن التكلم عن وطني روسيا وجورجيا ، وعن كوكبي الأرضي .. ومن التراث العظيم الذي تسلمْته من أجدادي ـ الشعراء النجوم في أرض وطني ـ ورثتُ ثروة ضخمة ، ألا وهي : داغستان ..
رحل الشاعر في أوائل تشرين الثاني 2003 ، عن عمر يناهز الثمانين ..

من داغستان بلدي :

ـ إذا أطلقتَ نيرانَ مسدسِكَ على الماضي ، أطلقَ المستقبلُ نيرانَ مدافعِه عليك ..
ـ إنكَ إذا لم تستطعْ أنْ تمسِكَ الثورَ من قرنيْه ، فلن تستطيعَ أنْ توقفه إذا أمسكتَ به من ذنَبه ..
ـ إنّ الإنسانَ في حاجةٍ إلى عاميْن ليتعلمَ الكلامَ ، وإلى ستين عامًا ليتعلمَ الصمتَ ..
ـ لا تُخْرج الخنجرَ من غمدِه دون حاجةٍ إليه ، ولكنْ .. إذا انتضيْته ، فاضربْ به .. اضربْ ، لكي تقتلَ الفارسَ والفرسَ بطعنةٍ واحدة ..
ـ عندما تترقـّبُ عودةَ الصّياد ، ترى كلبَهُ أولا ..
ـ الأطفالُ الصغارُ يَرَوْن أحلامًا كبيرة ..
ـ السّلاحُ الذي تحتاجُه مرة واحدة ، عليكَ أنْ تحمله العمرَ كلـّه .. والأبياتُ التي ستردِّدها العمرَ كله ، تـُكتبُ مرة واحدة ..
ـ يمكنُ للرجل أنْ يركعَ في حالتين : ليشربَ من العين ، وليقطفَ زهرة ..
ـ لا أحدَ يعرفُ عاداتِ حصانك خيرًا منكَ أنت ..
ـ العيونُ التي لا حياة فيها ، تشبه حباتِ العنبِ ..
ـ الكلمة التي يمكنُ أن تـُقال في آخر الكلام ، يجبُ أن لا تـُقال في أوله ..
ـ الأرضُ تبدأ من الكرملين ..
ـ الخنجرُ الراقد دائمًا في غمدِه ، يَصدأ ، والفارسُ الراقدُ دائمًا في بيته ، يترهـَّل ..
ـ ما جدوى أنْ تلبسَ قبعتكَ على جانبِ رأسِكَ ، إذا كان بطنـُك خاويًا ؟؟!! ..
ـ مهما يكن الخنجرُ المصنوعُ من خشبٍ ، جميلاً ، فلن تذبحَ به صوصًا ، إنه لا يَصلحُ إلا لتقطيع خيوطِ المطر ..
ـ لا يولدُ أطفالٌ من تزويج الدُّمى ..
ـ أقوى العرباتِ تهتز في الطريق السّيئة ، وقد تسقط في الهاوية ..
ـ صهوة الحصان لا يستطيع أن يزيّنَها حزامُ سرجِ حمارٍ ، والحمارُ لا يناسبُه سرجُ حصانٍ جموحٍ ..
ـ كثيرًا ما تكون النساءُ جميلاتٍ ، لكنّهنّ غيرُ ذكياتٍ ، وقد يَكنَّ ذكياتٍ جدًا ، لكنّهنّ غيرُ جميلاتٍ .. وهناكَ نساءٌ محظوظاتٌ ، يتألقـْن عقلا وجمالا ..
ـ أروعُ الجـِرار تصنعُ من الطين العادي ، وأروعُ الأشعار من الكلماتِ البسيطة ..
ـ يجبُ أنْ يكونَ للإنسان مَوْقِدُهُ ، يُشعلُ فيه النارَ بنفسه ..
ـ لا تسْرجُوا أفكارَ الآخرين ، بل ابتكروا لأنفسِكم أفكارًا خاصة ..
ـ تعالوْا إليّ أيّها الضيوف على اختلافكم ، واحملوا إليّ أغانيَكم على اختلافَها .. تعالوْا إليّ ، إخوةً ، أخواتٍ ، سأستقبلكم كلكم ، وسيكونُ لكم كلكم مكانٌ في قلبي ..
ـ لا تحاولْ أن تطعمَ النسرَ تبنـًا ، والحمارَ لحمًا ..
ـ حتى البيتُ الجميلُ يمكنُ أنْ ينهارَ إذا كانت جدرانُه غيرَ متينة ..
ـ قبلَ خلـْق العالم بمئة عام ، وُلد الشاعر ..
ـ إن عقلَ المرأة في طرفِ ثوبها ، مادامتْ جالسة فهو معها ، لكنْ يكفيها أنْ تنهضَ حتى يتدحرجَ عقلـُها ويسقطَ على الأرض ..
ـ صغارُ الطير تبقى في عشها حتى تنموَ أجنحتها ..
ـ ذهبَ الجَدْيُ إلى الغابة لينموَ له ذنَبُ ذئبٍ ، فعادَ حتى بدون قرنيـْن ..
ـ إن الإوزة لا تعرفُ أنْ تفعلَ شيئا كما يجب :
فهي تعرفُ الغطسَ والسباحة ، ولكنْ ، ليس كالسّمك ..
وتعرفُ الطيرانَ قليلا ، ولكنْ ، ليس كالطيور ..
بل ، تعرفُ الغناءَ قليلا ، ولكن ، ليس كالشحرور ..
ـ أفضلُ الحبوبِ يُبقيها الفلاحُ للبذار ..
ـ الكلماتُ ، كالمطر : في المرة الأولى خيرٌ عظيمٌ .. وفي الثانية شيءٌ جيدٌ ، وفي الثالثة أمرٌ محتملٌ ، وفي الرابعة بلاءٌ وشرٌ مستطيرٌ ..
ـ ليس الشعراءُ طيورًا مهاجرة ، فالشعر الذي لا يملك أرضًا وتربة، وموقدًا وبيتا ، شجرةٌ مقطوعة الجذور، وطيرٌ من دون عش ..
ـ نحن جميعا شعراء ، بعضنا ينظم الشعر لأنه يعرف كيف ينظمه ، وبعضنا ينظمه لأنه يظن أنه يستطيع ، وبعضنا لا ينظم الشعر على الإطلاق .. ومن يدري ؟ فلعل هذه الزمرة الأخيرة أن يكونوا فعلا هم الشعراء حقا ..
ـ إذا شدَّ صديقٌ طيبٌ على يدك ، فإن يدَك لا تذوبُ في يده ، بل تصبح أكثرَ دفئًا وقوة ..
ـ إن الكلمات التي لم أقلها أغلى على قلبي من كل الكلمات التي قلتها ..

1981


الأربعاء ـ 12/05/2010






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !